أهالي الساحل السوري يفضلون العيش في العراء بعد المجازر الأخيرة

عاد الهدوء الحذر ليخيّم على مدن الساحل السوري وقراه بعد سلسلة من المجازر الدموية التي شهدتها المنطقة.

ورغم إعلان وزارة الدفاع السورية انتهاء “العملية العسكرية”، أفاد شهود عيان من مناطق مثل ريف صافيتا وقرى ريف بانياس والقرداحة بأن الفصائل المسلحة لا تزال متواجدة، مما يعيق عودة الناجين إلى قراهم ويعطل تقديم المساعدات الإنسانية.

 

واخيرا، اقتحمت فصائل مسلحة قرية السلاطة وأطلقت الرصاص العشوائي، مما أدى إلى نزوح العائلات إلى البراري. ونقلت جريدة “الاخبار” عن شهود محليين قولهم ان الفصائل أحرقت منازل القرية وسرقت المحال التجارية، مما دفع العديد من الأهالي إلى رفض العودة إلى قراهم، خوفًا من التعرض لمزيد من الاعتداءات.

 

وفي حي القصور في بانياس، شهدت المنطقة حركة خفيفة، حيث دخلت بعض العائلات لتفقد منازلها، بينما استمرت انقطاعات الكهرباء وإغلاق المحال. كما تم توثيق عمليات سرقة للمحلات، حيث استهدفت الفصائل الهواتف المحمولة بهدف حذف الأدلة على الجرائم.

 

واشارت “الاخبار” انه رغم دعوات السلطات للأهالي للعودة، فإن معظمهم يرفضون ذلك بسبب عدم توفر مقومات الأمان. وفي منطقة وادي العيون، تمكن الأهالي من تجنب دخول الفصائل المسلحة بفضل اتفاق مع الأمن العام، مما سمح لهم بالعمل على إعادة الخدمات الأساسية.

 

وتظهر الوقائع على الأرض تناقضًا مع ما تروج له السلطات إعلاميًا، حيث أكد السكان أن العمليات العسكرية تستهدف المدنيين، وليس فقط “فلول النظام السابق”. وقد وثقت مقاطع فيديو عمليات قتل على الهوية، خاصة ضد العلويين، مما زاد من حالة الرعب بين الأهالي.

 

من بين الضحايا، كان حيدر سليمان، طالب هندسة معلوماتية، الذي قُتل أثناء عودته إلى منزله، بالإضافة إلى عائلة مزار علي زاهر، التي قُتلت بالكامل، رغم عدم ارتباطهم بالنظام السابق.

 

المصدر: العالم