حماس تؤكد: ملتزمون بالإيجابية والمسؤولية

جولة جديدة من المفاوضات.. وتحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة

في اليوم الـ53 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تتجه الأنظار نحو المفاوضات الجديدة في العاصمة القطرية، إذ من المقرر مشاركة وفد التفاوض الصهيوني، في وقت قالت مصادر إخبارية إن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف وصل إلى الدوحة للمشاركة في المحادثات.

من جهته أعلن المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار، بدأت مساء الأربعاء، مشيراً إلى أن الحركة تتعامل مع هذه المفاوضات بكل مسؤولية وإيجابية، بما في ذلك المفاوضات مع المبعوث الأميركي  لشؤون الأسرى.

 

ميدانيا، أدى القصف الصهيوني على القطاع الفلسطيني المدمر إلى استشهاد 10 مواطنين خلال 24 ساعة، ومن جانب آخر تواصلت المظاهرات الصهيونية للمطالبة بإتمام صفقة التبادل.

 

وفي الضفة الغربية، واصل جيش الاحتلال حملة اقتحاماته لمناطق عدة، في ظل عملياته العسكرية في جنين وطولكرم، في وقت يشن فيه حملة دهم لمنازل واعتقالات واسعة شرقي قلقيلية، واعتقل نحو 200 شاب فلسطيني.

 

*بدء جولة جديدة من المفاوضات

 

أعلن المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن مفاوضات جديدة لوقف إطلاق النار، بدأت الأربعاء، معرباً في أن تسفر هذه الجولة عن تقدم ملحوظ، نحو بدء المرحلة الثانية من المفاوضات، التي من شأنها أن تؤدي إلى وقف العدوان، وانسحاب الاحتلال، وإتمام صفقة الأسرى.

 

من جانبه، قال الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، إن الاحتلال تنصل من اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يتعارض مع الإرادة الدولية وجهود الوسطاء الذين يسعون لتثبيت الاتفاق وإنهاء الحرب.

 

كذلك، أكد أن الحركة، أبدت مرونة وتعاملت بإيجابية في جميع مراحل التفاوض، مشدداً على أنها ماضية في سعيها لإلزام الاحتلال بالاتفاق وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.

 

وأعرب عن انتظار الحركة للخطوات الجديدة في مفاوضات الدوحة، التي تهدف إلى تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، واستئناف إدخال المساعدات، وضمان إنهاء الحرب.

 

وفي وقت سابق، شدّد مبعوث ترامب لشؤون الأسرى، آدم بولر، على أن اللقاء مع حركة حماس “كان فعالاً للغاية”.

 

وفي مقابلة مع “القناة 13” الصهيونية، أكد بولر، أنه لا يستبعد المزيد من اللقاءات مع حماس، وأضاف: “نحن الولايات المتحدة ولسنا تابعين لـ” إسرائيل”، ولدينا مصالحنا الخاصة”، مشيراً إلى أنه يعمل “لصالح ترامب وهذا قراره، وأنا أنفذ ما يريد”.

 

*اليوم الـ11 لإغلاق المعابر في غزة

 

هذا ولليوم الحادي عشر على التوالي، تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني فرض حصارها المشدد على قطاع غزة بإغلاق معبر كرم أبو سالم، المعبر التجاري الرئيسي جنوب شرقي القطاع، ما يمنع دخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والوقود.

 

وأدى استمرار إغلاق المعابر إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في السلع الأساسية والمستلزمات الطبية، في ظل غياب أي حلول بديلة.

 

ويؤدي تعطيل دخول المواد الغذائية إلى تفشي أزمة الجوع، مما ينذر بمجاعة وشيكة في ظل تضاؤل الإمدادات الغذائية وغياب البدائل.

 

*تصعيد إسرائيلي وحصار خانق

 

في غضون ذلك أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، أن الاحتلال الصهيوني يتعمد مفاقمة معاناة الفلسطينيين عبر تشديد الحصار، ومنع مقومات الحياة الأساسية، بالتوازي مع تصعيد عملياته العسكرية وقتل المدنيين بدم بارد.

 

وكان رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد أصدر في 2 مارس/آذار الجاري قرارًا بوقف إدخال جميع البضائع والإمدادات إلى غزة، في خطوة تعكس تشديد العقوبات الجماعية ضد سكان القطاع.

 

وأدى هذا القرار إلى نقص شديد في المواد الغذائية الأساسية وارتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرة العائلات، خاصة في ظل فقدان آلاف الفلسطينيين مصادر دخلهم بسبب الحرب والحصار.

 

كما يواجه القطاع الصحي انهيارًا غير مسبوق بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى، خاصة المصابين بأمراض مزمنة وحالات الطوارئ الحرجة.

 

*تحذيرات من كارثة صحية وبيئية

 

من جهته، حذر مدير المستشفيات الميدانية في غزة، د. مروان الهمص، من أن استمرار إغلاق المعابر يهدد القطاع بكارثة إنسانية وصحية، مشيرًا إلى قرب نفاد أدوية الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى نقص المستلزمات الخاصة بغرف العناية المركزة وأقسام غسيل الكلى.

 

وأكد أن المستشفيات تعاني من نقص شديد في المستلزمات الطبية، إضافة إلى تراجع كفاءة الأجهزة الطبية بسبب عدم توفر قطع الغيار اللازمة لصيانتها، ما أدى إلى انهيار منظومة الرعاية الصحية.

 

بدورها، أكدت حركة حماس أن الاحتلال يواصل انتهاك القانون الدولي الإنساني عبر فرض الحصار الخانق ومنع وصول المساعدات الإنسانية، مما يشكل جريمة حرب وعقابًا جماعيًا يهدد حياة المدنيين الأبرياء.

 

وأوضحت الحركة أن منع دخول الغذاء والدواء والوقود أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، مع تفاقم أزمة نقص المواد الأساسية، ما يزيد من معاناة سكان القطاع.

 

وأعرب أهالي غزة عن مخاوفهم من تفاقم الأزمة الغذائية وعودة شبح المجاعة، في ظل استمرار إغلاق المعابر وتعطيل دخول المساعدات، مما يعمّق معاناتهم الاقتصادية والمعيشية.

 

*تداعيات كارثية لاستمرار إغلاق معابر غزة

 

من جهته حذر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، د. إسماعيل الثوابتة، من التداعيات الخطيرة لاستمرار الاحتلال الصهيوني في إغلاق المعابر ومنع دخول الاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة.

 

وقال الثوابتة، في تصريح إن الحصار الصهيوني يمثل جريمة إنسانية بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف مأساوية، مع استمرار منع المساعدات والمواد الأساسية.

 

وأشار إلى أن منع دخول الوقود يهدد بوقف عمل المستشفيات وتعطيل شبكات المياه والصرف الصحي، مما قد يؤدي إلى كارثة بيئية وصحية خطيرة.

 

كما أدى إغلاق المعابر إلى نقص حاد في المواد الغذائية، ما تسبب في ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، وفاقم معدلات الفقر والجوع بين السكان. وأوضح الثوابتة أن نقص الدقيق والمواد الأولية يهدد بتوقف عمل المخابز، مما يزيد من معاناة السكان في تأمين الغذاء اليومي.

 

أما على الصعيد الصحي، فإن منع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية يعرض حياة آلاف المرضى للخطر، لا سيما مرضى السرطان والفشل الكلوي، الذين يعتمدون على علاج مستمر لإنقاذ حياتهم.

 

وأضاف أن الاحتلال يمنع المرضى من مغادرة غزة لتلقي العلاج، ما يحرمهم من حقهم في الرعاية الطبية ويؤدي إلى تدهور حالتهم الصحية بشكل متسارع.

 

وأكد الثوابتة أن إغلاق المعابر تسبب في شلل كامل للحركة التجارية، مما أدى إلى فقدان آلاف العمال لمصدر رزقهم، وارتفاع معدلات البطالة والفقر بشكل حاد.

 

ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، والضغط على الاحتلال لإعادة فتح المعابر فورًا، وضمان تدفق الاحتياجات الأساسية لإنقاذ حياة المدنيين الأبرياء في غزة.

 

*استشهاد 137 فلسطينيًا منذ بدء وقف إطلاق النار في غزة

 

إلى ذلك أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن استشهاد 137 فلسطينيًا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، بينهم 52 شهيدًا في رفح.

 

وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف، في بيان صحفي، إن الاحتلال الصهيوني صعّد من جرائمه خلال الأيام العشرة الماضية، حيث استهدفت طائراته المسيرة مجموعة من المدنيين قرب دوار الكويت، ما أدى إلى استشهاد خمسة فلسطينيين، بينهم شقيقان.

 

وأضاف معروف أن الاحتلال يواصل فرض الحصار بالتوازي مع تصعيد عملياته العسكرية، في محاولة منه لفرض واقع جديد على الأرض، معتمدًا على سياسة القتل والتجويع.

 

*آخر التطورات في الضفة المحتلة

 

بموازاة ذلك شنت قوات الاحتلال الصهيوني، فجر الأربعاء، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مختلف مدن وبلدات الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث اعتقلت العشرات، غالبيتهم من جنين، إلى جانب تفجير منزل في قلقيلية وتدمير البنية التحتية في قباطية.

 

واعتقلت قوات الاحتلال شباباً فلسطينيين بعد مداهمة ضواحي وبلدات في طولكرم ونابلس وبلدة بيتونيا في رام الله.

 

وشهدت جنين أكبر حملة اعتقالات، طالت كلًا من لواء ناصر محمد أبو جعص، وإبراهيم عماد إبراهيم عامر، وأحمد أسامة محمود أبو علي، ومحمود مراد محمود السعدي، ويوسف سليم أحمد جلامنة، ومحمد محمود حسين سويطي، ومحمد شامي يوسف الشامي، وسلطان أيمن عارف أبو جعص، وأحمد إبراهيم إسماعيل أبو غالي، وقيس رائد حسين بدوي، ووليد عمر حامد أبو حامد. كما اعتقل الاحتلال عبد الله إبراهيم إسماعيل أبو غالي، ويوسف درويش، ومنتصر الوردة.

 

*اقتحام وتفجير منزل في قلقيلية

 

وفي قلقيلية، فجّرت قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد القسامي علي أبو خليل، أحد منفذي عملية شارع 22 التي أدت إلى مقتل مستوطن صهيوني.

 

واقتحمت القوات المدينة من مدخلها الشرقي ترافقها تعزيزات عسكرية، وحاصرت منطقة صوفين وشارع 22، حيث أجبرت الأهالي على إخلاء منازلهم. ثم قامت جرافات الاحتلال بحفر محيط المنزل قبل زرع المتفجرات وتفجيره، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالمنازل المجاورة.

 

وفي بلدة قباطية جنوب جنين، دمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية، وجرفت الشوارع الممتدة حتى دوار القدس وشارع المقاهي، كما أزالت عددًا من بسطات المواطنين.

 

وخلال العملية، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع، واستهدفت خط المياه الرئيسي المغذي للبلدة، بالتزامن مع استمرار المداهمات والتفتيشات، وسط تعزيزات عسكرية متواصلة من حاجز دوتان العسكري، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة.

 

هذا، ويواصل الاحتلال عدوانه على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ51 على التوالي، ما أسفر عن استشهاد 34 فلسطينيًا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.

 

*قوات الاحتلال تعتقل 30 فلسطينياً بينهم أسرى سابقون

 

من جانبها أعلنت هيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطيني، أنّ “جيش” الاحتلال الصهيوني، اعتقل 30 فلسطينياً، بينهم أسرى سابقون خلال عمليات اقتحام، نفّذها في مناطق مختلفة في الضفة الغربية.

 

وفي بيان مشترك، أشار الطرفان إلى أنّ “جيش” الاحتلال الصهيوني، نفذ حملة اعتقالات واسعة في بلدة عزون، شرقي قلقيلية، شمال الضفة الغربية، طالت أكثر من 100 فلسطيني أفرج عنهم لاحقاً.

 

كذلك، نفذت قوات الاحتلال حملة مداهمات واعتقالات واسعة في عدة مدن وقرى بالضفة الغربية والقدس المحتلة، مع تركيز خاص على محافظة جنين.

 

المصدر: الوفاق/ خاص