ويؤكد هذا المشروع، الذي تم تنفيذه بالتعاون مع خبراء روس وباستخدام تقنيات متقدمة مثل ICP-OES، وجود احتياطيات من الليثيوم بتركيزات تنافسية عالميًا.
التفاصيل التقنية: هندسة الاستكشاف الدقيق
للوصول إلى المياه المالحة الموجودة تحت الأرض، تم حفر آبار بعمق يتراوح بين متر إلى مترين في المناطق الملحية.
وتم تثبيت العينات بحمض النيتريك قبل نقلها إلى مختبرات مرجعية للتأكد من بقاء تركيبها الكيميائي مستقرًا. کما تم إجراء تحليل العينات في مركز أبحاث معالجة المعادن الإيراني ومختبر روسي حسن السمعة.
بالإضافة إلى الليثيوم، قام هذا البحث أيضًا بفحص العناصر الإستراتيجية مثل البورون والمغنيسيوم والبوتاسيوم لتقييم جدوى المعالجة.
نقاط الليثيوم الساخنة في إيران
بحيرة الملح في قم: تم تسجيل أعلى تركيز لليثيوم (4/81 جزء في المليون ppm) في 5 محطات أخذت منها عينات بعمق 5/2 متر.
خور: تم الكشف عن الليثيوم بتركيز 71/41 جزء في المليون (ppm) في المحلول الملحي الداخل إلى مصنع بوتاسيوم خور.
طرود: على حدود محافظة سمنان، أظهرت الآبار المحفورة تركيزًا لليثيوم بلغ 25/18 جزء في المليون (ppm).
ومن شأن هذه النتائج أن تجعل إيران لاعباً رئيسياً في صناعة استخراج الليثيوم وتمهد الطريق لتطوير معالجة هذا المعدن الاستراتيجي.
الليثيوم.. القوة الدافعة للاقتصاد الأخضر
تم تحقيق هذه الاكتشافات في وقت يتوقع فيه تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن يصل الطلب العالمي على الليثيوم إلى 4/2 مليون طن بحلول عام 2030.
وبفضل احتياطيات الملح التي تبلغ 10 ملايين هكتار في الأحواض المركزية ذات 300 يوم من الإشعاع الشمسي السنوي المناسب لطرق التبخير، والبنية الأساسية القائمة مثل مجمع بوتاس خور، يمكن لإيران أن تصبح واحدة من أقل منتجي الليثيوم الأخضر تكلفة في العالم.
إكتشاف الليثيوم.. رسالة استراتيجية للعالم
ولا يعد هذا التقرير إنجازاً علمياً فحسب، بل هو أيضاً وثيقة دبلوماسية تثبت قدرة إيران على المشاركة في سلسلة توريد الطاقة النظيفة.
ونظراً للتوترات الجيوسياسية بشأن الليثيوم، فإن إيران لديها الفرصة لاختبار تجربتها في تطوير النفط، هذه المرة باستخدام الليثيوم.
ويأتي هذا الاكتشاف في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى تنويع سلسلة توريد الليثيوم.
ويعتقد الخبراء أن احتياطيات إيران يمكن أن تساعد في تخفيف الضغط على المناجم التقليدية وتسريع التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة.