كما رحبت الحركة، بأي مقترحات من شأنها أن تدفع باتجاه تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة بمراحله المختلفة، في حين كشفت وسائل إعلام عن تفاصيل مقترح أميركي جديد.
وقال القيادي بالحركة حسام بدران، في بيان، الجمعة، إن الحركة مصرّة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المختلفة الثلاثة، وذلك بعد تعثر البدء بالمرحلة الثانية جراء التنصل الصهيوني من الاتفاق.
وفي اليوم الـ55 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، واصل الاحتلال الصهيوني منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث تنصّلت( تل أبيب) من بنود أساسية في اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بالقطاع.
يأتي ذلك، بينما فرضت حكومة الاحتلال الصهيونية قيودا مشددة على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة إلى مدينة القدس للصلاة بالمسجد الأقصى في ثاني جمعة من شهر رمضان، وبالتزامن مع استمرار اقتحامات المستوطنين اليومية للأقصى خلال رمضان.
*مقترحات جديدة
في التفاصيل، رحبت حماس، بأي مقترحات من شأنها أن تدفع باتجاه تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو في قطاع غزة، في حين قال القيادي بالحركة حسام بدران، في بيان، الجمعة، إن الحركة مصرّة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المختلفة الثلاثة.
وحذّر بدران من أن خروج الكيان الصهيوني عن ما تم الاتفاق عليه سيعيد الأمور إلى الصفر، ومبينا أن الحركة طالبت الوسطاء بإلزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار ووقف الخروقات، واستكمال كافة البنود التي تم إقرارها.
وقبل ذلك، قال الناطق باسم الحركة حازم قاسم إن التقارير الإعلامية الصهيونية عن تقديم مقترحات جديدة تهدف للقفز على اتفاق غزة، وأكد التمسك بما تم الاتفاق عليه سابقا والدخول في تنفيذ المرحلة الثانية، وتطبيق استحقاقاتها بالتعهد بعدم العودة للحرب والانسحاب من كامل القطاع.
وشدد قاسم على ضرورة تنفيذ الاحتلال الصهيوني تعهداته بالانسحاب من غزة، وبدء الانسحاب من محور فيلادلفيا، متهما الكيان الصهوني بعدم تنفيذ البروتوكول الإنساني لاتفاق غزة.
وأشار إلى أن اللقاءات ما زالت مستمرة مع الوسطاء في الدوحة بهدف الدفع باتجاه بدء المرحلة الثانية، مؤكدا في الوقت ذاته أن حماس لا تريد العودة للحرب مجددا، لكنها لا تملك إلا الدفاع عن الشعب الفلسطيني في حال استئناف الاحتلال عدوانه على غزة.
*حركتا حماس والجهاد الإسلامي تشددان على التزام المقاومة بالاتفاق
وضمن السياق ذاته، شددت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، على التزام المقاومة باستمرار التطبيق الأمين لما وقعت عليه في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وجاهزيتها التامة لاستكمال هذا التطبيق.
وأوضحت الحركتان أنهما أكدتا ضرورة الالتزام الكامل ببنود وقف إطلاق النار ومراحله المختلفة، خصوصا الانسحابَ من محور فيلادلفيا وفتحَ المعابر وتطبيقَ البروتوكول الإنساني وإدخالَ كل احتياجات قطاع غزة والشروعَ في تطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق دون قيد أو شرط.
وقالت حركة حماس إن وفدين من الحركة برئاسة محمد درويش رئيس مجلس القيادة للحركة، وكل من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النَخّالة ونائبِه محمد الهندي، بحثا خلال لقاء في الدوحة مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وخروقَ الاحتلال المتكررة، واللقاءات التي تمت خلال اليومين الماضيين من أجل استئناف المفاوضات.
وكانت وسائل إعلام صهيونية ذكرت أنّ حكومة الاحتلال عرضت تمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يوما مقابل أن تطلق حماس سراح قسم من الأسرى الأحياء والأموات الـ58 الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
لكنّ رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو وصف هذه التقارير بأنها “كاذبة”.
*اقتراح أميركي
يأتي ذلك في وقت كشف فيه موقع أكسيوس الأميركي أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف قدم خلال محادثات الدوحة اقتراحا أميركيا مُحدَّثا لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة عدة أسابيع، واستئناف المساعدات الإنسانية، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الأحياء وجثث لأموات، من قبل حماس.
ونقل الموقع عن مصدر مطلع أن الوسطاء التقوا بمسؤولي حماس في الدوحة، وقدموا لهم مقترح ويتكوف المحدث الذي يتضمن تمديد وقف إطلاق النار حتى الـ20 من الشهر المقبل مقابل الإفراج عن 5 أسرى أحياء على الأقل ورفات نحو 9 أسرى متوفين في اليوم الأول من وقف إطلاق النار المُمدّد.
ووفقا للاقتراح المُحدّث ستستخدم حكومة الاحتلال وحماس تمديد وقف إطلاق النار للتفاوض على هدنة طويلة الأمد في غزة، وفي حال التوصل إليها سيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين في اليوم الأخير من وقف إطلاق النار الممدد قبل الهدنة طويلة الأمد.
وحسب الموقع، فإن مقترح ويتكوف يتضمن إدخال المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة خلال فترة تمديد وقف إطلاق النار.
كما نقل أكسيوس عن مصدر مطلع أن الحكومة الصهيونية أعطت ويتكوف ردا إيجابيا على مقترحه، وأن وسطاء قطريين ومصريين التقوا بمسؤولي حماس في الدوحة وقدموا لهم المقترح المُحدّث وأنهم ينتظرون ردها.
*الموافقة على إطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر
في غضون ذلك وافقت حركة المقاومة الإسلامية حماس على الإفراج عن جندي صهيوني يحمل الجنسية الأميركية، بالإضافة إلى جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية.
وأفادت الحركة في بيان لها الجمعة بأنها تلقت الخميس مقترحاً من الوسطاء لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصفقة الأسرى، مشيرةً إلى أنها تعاملت مع المقترح “بمسؤولية وإيجابية”.
وأضافت أنها قدمت ردها على المقترح في ساعات الفجر، والذي تضمن موافقتها على “إطلاق سراح الجندي الصهيوني عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية، فضلاً عن جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية”.
وأكَّدت الحركة استعدادها الكامل لبدء المفاوضات والتوصل إلى اتفاق شامل بشأن القضايا المتعلقة بالمرحلة الثانية، داعيةً إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته بالكامل.
*عائلات الأسرى الصهاينة : الوقت ينفد
من جانبها، قالت عائلات الأسرى الصهاينة في غزة إن الوقت ينفد، وإن الأسرى “بحاجة إلينا الآن، وهذا هو الوقت المناسب للتحرك، ولن يكون هناك موعد آخر لإطلاق سراح الأسرى”.
وأضافت أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب، فقد يموت الأحياء من الأسرى.
وكانت عائلات الأسرى الصهاينة بغزة قالت خلال مظاهرات في تل أبيب إن التقارير عن مقترح إطلاق سراح عدد محدود منهم تثير قلقا عميقا لديها.
وأضافت أنه يجب الاستمرار في المفاوضات حتى التوصل إلى صفقة تشمل الجميع، مشددة على ضرورة التوصل لاتفاق فوري يعيد جميع الأسرى الـ59 دفعة واحدة دون استثناء.
*العدو الصهيوني يواصل سياسة التجويع
من جهته حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من تفاقم الأوضاع في القطاع، مع تعنت حكومة الاحتلال وإصرارها على إغلاق كافة المعابر لليوم 13.
وقال المكتب، في بيان الجمعة، إن إغلاق قوات الاحتلال الصهيوني معابر القطاع ضاعف معاناة 150 ألف فلسطيني من أصحاب الأمراض المزمنة والجرحى.
وأكد أن 90% من الفلسطينيين لا يجدون المياه إثر منع دخول الوقود المشغل للآبار ومحطات التحلية، كما أن نفاد الوقود تسبب في توقف 25% من مخابز القطاع عن العمل.
وأوضح البيان أن 80% من الفلسطينيين فقدوا مصادرهم للغذاء، سواء بتوقف التكيات الخيرية أو بتوقف صرف المساعدات الإغاثية.
وتحدث المكتب عن خطر عودة المجاعة جراء الحصار الصهيوني المطبق على القطاع ومنع دخول المساعدات.
وأكد المكتب أن المؤشرات السابقة “تعكس صورة مما يواجهه أكثر من 2.4 مليون إنسان داخل قطاع غزة، بعد أن قرر الاحتلال الصهيوني أن يقتلهم ببطء، فأحكم حصارهم ومنع عنهم كل مقومات الحياة وجعل من غزة سجنا كبيرا”.
وحذر بأن الساعات المقبلة “ستحمل معها المزيد من تدهور الواقع الإنساني المنكوب على الصعيد المعيشي والصحي والبيئي، مع ترسخ المجاعة وانعدام الأمن الغذائي والمائي، وانهيار المنظومة الخدماتية والصحية بشكل شبه تام”.
وحمل المكتب قادة الاحتلال الصهيوني مسؤولية هذه الجريمة وكل ما ينجم عنها، وفي مقدمتهم رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو.
وطالب الدول العربية والإسلامية بكسر الحصار عن غزة، والضغط لفتح معبر رفح، وضمان إدخال احتياجات المواطنين وأولويات القطاع، وناشد المجتمع الدولي بعدم الرضوخ لإرادة الاحتلال، واتخاذ إجراءات عملية لكسر الحصار ومحاسبة مجرمي الحرب، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
*إعادة اعتقال 12 أسيراً محرراً
في سياق آخر أعاد جيش الاحتلال الصهيوني، اعتقال 12 أسيراً محرراً من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، عقب دهم وتفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتها، في وقت اقتحم فيه عشرات المستوطنين، بحماية أمنية مشددة من قبل قوات الاحتلال “قبر يوسف” في منطقة بلاطة البلد، شرقي مدينة نابلس، وداهمت القوات بعدة آليات عسكرية وفرق مشاة المنطقة، تزامناً مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع المسير، ونصبت عدة حواجز عسكرية في محيط “قبر يوسف”. يأتي ذلك فيما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، نقلا عن الهلال الأحمر الفلسطيني، بإصابة مواطنة فلسطينية في القدم بقنبلة صوت، وإصابة 3 فلسطينيين بالاختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال “قبر يوسف”.
*قيود مشددة على وصول الفلسطينيين للأقصى
إلى ذلك فرضت قوات الاحتلال قيودا مشددة على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة إلى مدينة القدس للصلاة بالمسجد الأقصى في ثاني جمعة من شهر رمضان، وبالتزامن مع استمرار اقتحامات المستوطنين اليومية للأقصى خلال رمضان.
وعزز جيش الاحتلال الصهيوني في الضفة الغربية من قواته على المعابر المؤدية إلى القدس، ودقّق في هويات الفلسطينيين، ورفض دخول بعضهم بدعوى عدم الحصول على تصاريح خاصة.
ورغم حصولهم على التصاريح المطلوبة، منع جيش الاحتلال فلسطينيين من محافظتي جنين وطولكرم (شمال الضفة) من الوصول إلى القدس لأداء صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
ويأتي ذلك في ظل تواصل العملية العسكرية الصهيونية في محافظتي جنين وطولكرم منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، والتي خلفت دمارا كبيرا طال المنازل والبنى التحتية وتسببت بتهجير نحو 40 ألف فلسطيني واعتقال نحو 400، وقتل نحو 50، بحسب مصادر فلسطينية.
كما شهد حاجز قلنديا شمال القدس، وحاجز 300 جنوب المدينة، ازدحاما على بوابات الدخول من الضفة باتجاه القدس.
وتمنع سلطات الاحتلال فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة من الوصول إلى المسجد الأقصى منذ بداية رمضان وفق سياستها التي تطبقها منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
*قيود مشددة في رمضان
وفي السادس من مارس/آذار الجاري صادق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، على فرض قيود مشددة على وصول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى خلال أيام الجمعة في شهر رمضان.
وجاء في بيان صدر عن مكتب نتنياهو، أن الحكومة أقرت توصية المنظومة الأمنية بالسماح لعدد محدود من المصلين من الضفة بدخول المسجد وفقا للآلية المتبعة العام الماضي.
ووفق التوصية، سيسمح فقط للرجال فوق 55 عاما، والنساء فوق 50 عاما، والأطفال دون سن 12 عاما بدخول المسجد الأقصى المبارك بشرط الحصول على تصريح أمني مسبق والخضوع لفحص أمني شامل عند المعابر المحددة.
ويتزامن هذا القرار مع استمرار اقتحام مئات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى يوميا خلال رمضان، وسط تصعيد إجراءات التضييق على الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية.
*قوات العدو تشن حملة اعتقالات بالضفة
كما شنت قوات العدو الصهيوني، الجمعة، حملة مداهمة واعتقالات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، طالت عددًا من الفلسطينيين بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها.
وأوضح مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين أن قوات العدو الصهيوني شنت حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مدن وقرى محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وعاثت خرابًا في المنازل، واعتقلت عددًا من المواطنين بينهم محررون وأشقاء، كما اعتدت بالضرب على المعتقلين وعوائلهم.
واعتقلت قوات الاحتلال من مدينة الخليل 12 فلسطينيا بينهم أربعة أشقاء، بالتزامن مع انتشار عسكري مكثف في مناطق متفرقة من المدينة، تخلله اقتحام منازل المعتقلين والتنكيل بذويهم، وسط تصاعد وتيرة الاعتقالات خلال الأيام الأخيرة.
ومن أريحا، اعتقلت قوات العدو عدة فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها، كما اعتقلت شابا من مدينة طوباس، بعد مداهمة منزله في بلده عقابا.
واعتقلت قوات العدو ثلاثة فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها في منطقة كيسان شرق بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.