تهدف الدورة الثالثة لجائزة فلسطين العالمية للآداب إلى التعريف بالكتب الأدبية الصادرة في العالم عن قضية فلسطين وتقدير الكتاب والشعراء والناشرين الذين يدافعون عن شعب فلسطين المظلوم بكتاباتهم وستقام في أقسام مختلفة.
وجاء في الدعوة للمشاركة في هذه الجائزة: ان الضمائر اليقظة لعشاق الحرية في العالم قد شهد على المقاومة البطولية للشعب الفلسطيني، وخاصة صمود اهل غزة في العقود الثمانية الماضية الى طوفان الأقصى الباسلة و حتى يوم تحرير فلسطين.المستقبل سيكون ملكا لأطفال غزة وسيولد من هذه الأرض آلاف الأبطال الشجعان. اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يشعر الأحرار في جميع أنحاء العالم بالقلق بشأن الشعب الفلسطيني، واليوم الجميع غاضبون من الجرائم الفظيعة والهمجية وقتل الأطفال والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المناهض للإنسانية.
واضافت الدعوة: ومن أجل الحفاظ على دماء شهداء طريق تحرير فلسطين وطريق المقاومة، ومناصرة شعب فلسطين المظلوم ومواجهة الاحتلال قاتل الأطفال والوقوف بوجه التمييز العنصري الذي يمارسه الكيان الصهيوني، تم إنشاء “جائزة فلسطين العالمية للاداب” في تشرين الثاني/نوفمبر 2019.
و”جائزة فلسطين العالمية للآداب” جائزة عالمية غير حكومية تقام مرة كل سنتين، وتأسّست عام 2019 بالتعاون مع اتحادات الكتب والنقابات الثقافية والأدبية وعدد من الجمعيات ومؤسسات النشر في بعض الدول الإسلامية ودول أخرى، وهدفها التعريف بالكتب الأدبية المنشورة في العالم حول قضية فلسطين والمقاومة وتحرير القدس الشريف.
وفيما يلي أجرينا حوارا مع الكاتب اللبناني يوسف الصايغ، تحدث خلاله عن أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات الادبية المختصة في أدب المقاومة الفلسطينية.
وفيما يلي نص الحوار:
*ما اهمية اقامة الفعاليات الادبية المختصة في مجال القضية الفلسطينية؟
لا شك ان الفعاليات الادبية المختصة في مجال القضية الفلسطينية تعتبر احد اوجه المقاومة الثقافية من اجل الحفاظ على التراث والهوية الفلسطينية في ظل ما نشهده من محاولات من اجل طمس كل ما له علاقة بفلسطين وتاريخها وحضورها الانساني، لا سيما بعد اكتوبر 2023 حيث شهدنا حرب إبادة للبشر بكل معنى الكلمة في قطاع غزة، ومن هنا تأتي أهمية اقامة الفعاليات الادبية المرتبطة بفلسطين من اجل احياء فلسطين القضية والهوية في الوعي الانساني وعلى المستوى الادبي والثقافي الذي يشكل جزءا من الذاكرة الجماعية للمكون الانساني والذي ينتقل من حقبة الى اخرى على مر الزمن، وبالتالي تبقى فلسطين حاضرة على المستوى الادبي والثقافي في الذاكرة وتشكل امتدادا للحاضر والمستقبل.
*كيف يمكن احياء ادب المقاومة ، لاسيما في مجال القضية الفلسطينية؟
ان عملية الاضاءة على التاريخ الصراعي والنضالي الذي شهدته فلسطين منذ وعد بلفور المشؤوم وما قبله وصولا الى مؤامرة سايكس – بيكو وما تلاها من تقسيم للجغرافيا وما رافق ذلك من بروز لحركات المقاومة والنبض الثوري يشكل احد اوجه احياء أدب المقاومة الى جانب سرد واستحضار الشخصيات المقاومة التي كان لها دور بارز في النضال من اجل فلسطين والتي ساهمت في حفظ القضية الفلسطينية من خلال المحطات النضالية.
كذلك لا بد من الاضاءة على الدور الذي لعبه المفكرون والادباء والشعراء وعموم النًخب الثقافية والفكرية في استحضار القضية الفلسطينية والاضاءة عليها مما جعلها حية في الموروث الفكري والادبي عبر الأجيال وها نحن اليوم نحيا فلسطين بالفكر والرؤية من خلال هذا الموروث الكبير الذي حفظ فلسطين وقضيتها عربيا واسلاميا وعالميا وانسانياً، وهذه المهمة يجب ان تستكمل في الزمن الحاضر من اجل الأجيال التي ستأتي في الحقبات المقبلة كي تواصل مهمة الدفاع عن فلسطين فكريا وثقافياً الى جانب المقاومة بمعناها المادي والعسكري .
*ما اهمية جائزة فلسطين العالمية للآداب، خصوصا انها تهتم بموضوع احياء القضية الفلسطينية؟ وهل توجد لديكم مقترحات لتطوير الجائزة دوليا؟
تكمن اهمية جائزة فلسطين العالمية للآداب بإعتبارها محطة ثابتة لدعم القضية الفلسطينية على المستوى الفكري والثقافي من خلال التعريف بكل جديد ادبي وثقافي مرتبط بفلسطين مما يساعد في تثبيت الهوية الفلسطينية الثقافية الى جانب الهوية المعنوية والتي تعكس الترابط الأفقي بين الانسان والارض بشكل راسخ بحيث يصبح غير قابل للضياع او التهميش بفعل تسليط الضوء فكريا وثقافيا،
وتساهم جائزة فلسطين العالمية للآداب في خلق رأي عام معبأ بالمفهوم الفكري والمخزون الثقافي الذي يحفظ فلسطين، كما تشكل هذه الجائزة حافزا من اجل زيادة الانتاج الفكري والمعرفي في كل ما له علاقة بفلسطين وجعلها حية دائما على امتداد العالم بأسره.
من ضمن المقترحات لتطوير الجائزة العمل على توسيع نطاقها على المستوى العالمي، وادخال انواع جديدة على الجائزة كالرسم والعزف، كما يمكن ايضا الاستفادة من التطور التكنولوجي من اجل اطلاق فعاليات اكثر شمولا وانتشاراً من خلال حملات هادفة الكترونياً، كذلك درس امكانية ان تكون هذه الجائزة سنوية بدل كل سنتين مرة، ما يساعد في ابقاء قضية فلسطين أكثر حيوية فكريا وثقافياً.