وجاءت هذه التطورات غداة استشهاد 112 شخصا في الغارات الصهيونية التي استهدفت مناطق عدة في قطاع غزة بينها مدرسة “دار الأرقم” التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
ويأتي ذلك في وقت زعم قائد سرية في لواء غولاني بجيش الاحتلال الصهيوني إن هدف العمليات العسكرية الحالية بغزة هو بذريعة إطلاق سراح الأسرى.
في حين واصلت قوات الاحتلال الصهيوني، ليلة الخميس وفجر الجمعة، حملتها العسكرية في مناطق عدة بالضفة الغربية، فيما أفادت مصادر محلية باستشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال خلال اعتقاله في جنين.
*غارات جوية واسعة على قطاع غزة
في التفاصيل، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الشاملة التي استأنفها قبل 18 يومًا على قطاع غزة، حيث شنّ الغارات الجوية الواسعة والقصف المدفعي على مناطق متفرقة في القطاع، ونفّذ عمليات نسف للمنازل، في وقت تصاعدت آثار منع إدخال المواد الغذائية الأساسية، وهو ما يرسم مشهدًا قاسيًا للمجاعة التي يواجهها سكان القطاع.
واستُشهد العديد من المواطنين الفلسطينيين وأٌصيب العشرات، منذ فجر الجمعة 4 نيسان/أبريل 2025، بعد يوم دامٍ استُشهد فيه أكثر من 112 فلسطينيًّا بمجازر في مختلف أرجاء قطاع غزة.
وشنّ جيش الاحتلال غارات على مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرقي مدينة غزة، أسفرت عن أكثر من 30 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال والمسنّين، إضافة إلى إصابة عشرات الجرحى.
وأُفيد باستشهاد فلسطيني جراء قصف مُسيّرة صهيونية لمواطنين فلسطينيين خلف سوبر ماركت أبو شنب، في حي النصر شمال مدينة رفح جنوبي القطاع، إضافة إلى استشهاد الفلسطينية صباح سليمان العرجاني وزوجها حسن عودة الترابين في قصف صهيوني شمالي مدينة رفح. كما قصفت مدفعية الاحتلال محيط منطقة مفترق ميراج شمالي مدينة رفح.
واستُشهد فلسطيني وأٌصيب آخرون، صباح الجمعة، في استهداف الاحتلال شقة سكنية لعائلة الحلولي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، كما أُصيب فلسطينيون بقصف صهيوني على النازحين في سوق الجمعة في حي الشجاعية.
*ارتفاع عدد الشهداء في القطاع
هذا، وارتفع عدد شهداء القصف الصهيوني لمنزل لعائلة العقاد، ليلة الخميس ـ الجمعة، في حي المنارة في خان يونس إلى 18 شهيدًا، كذلك، ارتقت شهيدة وأٌصيب آخرون في استهداف صهيوني لخيمة تؤوي النازحين في مناطق غربية من مواصي خان يونس.
واستُشهدت الفلسطينية رضا رزق أبو دقة متأثرةً بجروح أُصيبت بها في قصف صهيوني على بلدة الفخاري شرقي مدينة خان يونس قبل أيام، كما استشهدت الفلسطينية حنان إسماعيل عبد القادر أبو موسى متأثرةً بجروح أُصيبت بها في قصف صهيوني سابق على خان يونس.
وكان جيش الاحتلال قد ارتكب مجزرة في مدرسة “دار الأرقم” في حي التفاح شرق مدينة غزة، راح ضحيتها أكثر من 20 فلسطينيًّا وأُصيب أكثر من 100، مع تسجيل مفقودين، كما قصف طيران الاحتلال مدارس “شعبان الريس” و”فهد الصباح” في حي التفاح.
كما أُفيد بأنّ مدفعية الاحتلال واصلت إطلاق النار باتجاه المناطق الشرقية من مدينة غزة، حيث أطلقت طائرات مُسيّرة صهيونية “كواد كوبتر” النار باتجاه مناطق متفرقة من حي الشجاعية شرقي المدينة. وتوغّلت آليات الاحتلال في محيط تلة المنطار شرقي الحي الشجاعية، حيث تدور اشتباكات تدور بين المقاومين وقوات الاحتلال.
ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، استُشهد منذ 18 آذار/مارس 1163 مواطنًا فلسطينيًّا وأُصيب 2,735 آخرين، وأسفرت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة عن أكثر من 164 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
ومنذ 18 آذار/مارس الماضي، استأنف الكيان الصهيوني حرب الإبادة على غزة، بعدما انقلب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار، بدعم أميركي سياسي وعسكري، وخذلان عالمي غير مسبوق.
*صحة غزة تنشر حصيلة جديدة لضحايا القصف الصهيوني
بدورها أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الصهيوني للقطاع إلى 50 ألف و 609 شهداء و 115,063 مصاب، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وجاء في التقرير الإحصائي لوزارة الصحة الجمعة: “وصل مستشفيات قطاع غزة 86 شهيدا، و287 إصابة خلال 24 ساعة الماضية”.
وأضافت الوزارة أنه لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأوضحت أن حصيلة الضحايا منذ 18 مارس 2025 بلغت (1,249 شهيدا، و3.022 إصابة).
وأهابت بذوي القتلى ومفقودي الحرب بضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل عبر الرابط المرفق، لاستيفاء جميع البيانات عبر سجلات وزارة الصحة.
وصباح الجمعة، زعم جيش الاحتلال الصهيوني، بدء توسيع العملية العسكرية البرية في شمال قطاع غزة.
*آخر التطورات في الضفة المحتلة
وفي الضفة المحتلة واصلت قوات الاحتلال الصهيوني حملتها العسكرية في مناطق عدة.
وفي حين قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تسلمت من قوات الاحتلال شهيدا من حاجز الجلمة ويجري نقله لمستشفى جنين الحكومي، أفادت وزارة الصحة باستشهاد “حسين جميل حردان” برصاص الاحتلال في مدينة جنين بالضفة.
ويأتي ذلك مع استمرار حملة الاحتلال في جنين وفرضه حصارا مشدد على المدينة التي يقطنها 360 ألف نسمة، وسط تقارير عن تدمير الاحتلال نحو 600 منزل والبنية التحتية كاملا في المخيم.
كذلك ذكرت اللجنة الإعلامية في مخيم جنين في وقت سابق، أن 3250 وحدة سكنية بالمخيم أصبحت غير صالحة للسكن إثر العدوان الصهيوني المستمر.
وقد دفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية برفقة جرافات إلى المخيم، في حين تتواصل عمليات التجريف وتوسيع الشوارع وشق طرق جديدة.
وترافق ذلك مع تدمير الاحتلال البنية التحتية في منطقة إسكان إكتابا بمحيط مخيم نور شمس في مدينة طولكرم التي تتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل.
*اقتحام مدينة رام الله
وفجر الجمعة، قالت مصادر محلية إن قوات من جيش الاحتلال الصهيوني اقتحمت وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية، ودهمت بناية فيها، وسط تأكيدات مصادر فلسطينية بسماع أصوات إطلاق نار متواصل داخل مدينة قلقيلية شمالي الضفة خلال اقتحامات الاحتلال.
وفي حين أوضحت مصادر أن قوات الاحتلال دهمت بناية سكنية بمحيط طلعة بليبلة في نابلس شمالي الضفة الغربية، وثقت منصات آثار التخريب الذي أحدثه جيش الاحتلال بعد اقتحامه منزلا في شارع المنجرة بالجبل الجنوبي بنابلس.
كما وثقت منصات فلسطينية آثار هدم جرافات الاحتلال الإسرائيلي منزلا في بلدة جبع شمال شرقي القدس المحتلة، في ظل ما يصفه أهالي البلدة بأنه “مجزرة هدم” نفذها الاحتلال، طالت مساكن عائلات بأكملها، بالإضافة لمنشآت أخرى.
والجمعة، قال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت أكثر من 100 فلسطيني من الضفة الغربية خلال الأسبوع الأخير.
وتزامنا مع حرب الإبادة على غزة، صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون عدوانهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 940 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص بالضفة، وفق معطيات فلسطينية رسمية.