مؤكّدةً أنها لن تتفاوض بشكل مباشر..

ايران لا تدعو للحرب لكنها ستردع البلطجة

الوفاق- عقب وصول ترامب الى البيت الأبيض تصاعدت التوترات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وامريكا، لا سيما بعد دعوة الأخيرة لايران بالتفاوض، دعوة جاءت تحت ثنائية "التفاوض او الحرب"، وهو ما رفضته ايران بشكل قاطع، حيث أكد كبار المسؤولين في البلاد ان طهران لا تتفاوض تحت طائلة الضغوط والتهديد.

وحذّرت إيران من “عواقب أي عمل عدواني” ضدها، بعد تهديدات ترامب بقصفها عليها إذا لم تتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي السلمي.

 

وكان قد أكد قائد الثورة الاسلامية ردّاً على ترامب ان ايران لن تبدأ حربا ولكنها سترد على كل تهديد بقوّة.

 

كما شدّد كبار المسؤولين في البلاد أنه ينبغي على أمريكا تحمل العواقب المترتبة عن اي عمل عدواني ضد ايران، مؤكدين في عدّة تصريحات منفصلة منذ أطلق ترامب مخاتلاته الاعلامي النفسية ضد ايران أن التهديد العلني بقصف إيران من قبل رئيس إحدى الدول يُعد مواجهة واضحة لجوهر السلام والأمن الدوليين.

 

عقب ذلك استدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بأعمال السفارة السويسرية وراعي المصالح الأمريكية في طهران، وسلّمته مذكرة رسمية تحذر “من أي اقدام عدواني تجاهها، وتصميمها على الرد بشكل حاسم وفوري على أي تهديد قد تتعرض له.

 

ورغم الحملة النفسية التي شنّها ترامب عبر تصريحاته، إلاّ أن الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تغلق أبوابها بالمطلق، إنما اعلنت استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشكل غير مباشر.

 

*استراتيجية القوات المسلحة

 

في السياق، اوضح رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة اللواء “محمد باقري”، بأن استراتيجية القوات المسلحة هي الدفاع عن المصالح الوطنية والمضي قدما نحو الآفاق المرسومة، مؤكدا على ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى للحرب لكنها لا تقبل الاستبداد والبلطجة وستقف ضدهما.

 

وفي معرض تكريمه ذكرى الامام الراحل وشهداء الدفاع المقدس وشهداء الامن والمقاومة وخاصة شهداء محور المقاومة السيد حسن نصر الله وهنية والسنوار وشهداء غزة ولبنان واليمن، أشار اللواء باقري إلى تنفيذ عمليتي الوعد الصادق (1) وا (2)، قائلاً: في المواجهة العسكرية مع الكيان الصهيوني وضمن تنفيذ عمليات الوعد الصادق (1) و(2)، اختبرنا حقيقة قدرات ونقاط القوة والضعف لدينا ولدى العدو، واستطعنا إصلاح بعض المشاكل بدقة وفي أقصر وقت ممكن. والآن، أقول بكل حزم وبمعلومات دقيقة أن حالة دفاعنا الجوي ومستوى الإنتاج وقدرات الصواريخ والمسيرات وقدرات الكروز لا يمكن مقارنتها مع عملية الوعد الصادق (2) وهجمات العدو الصهيوني في 26 تشرين الاول/اكتوبر 2024.

 

*إزدواجية المعايير الدولية

 

كما ادان اللواء باقري، الصمت المخزي وازدواجية المعايير لما يسمى بالمؤسسات الدولية لحقوق الإنسان تجاه جرائم ووحشية الكيان الصهيوني في القتل الوحشي للأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ في غزة، قائلا: إن حقد وإبادة الأبرياء وتدمير بيوت الناس وبيوتهم في غزة ولبنان على يد الصهاينة بعد عملية طوفان الأقصى، تمت بدعم ثابت من الادارة الأمريكية والدول الأوروبية، وفي ظل الصمت المخزي وازدواجية المعايير لما يسمى بالمؤسسات الدولية لحقوق الإنسان.

 

هذا، ووصف رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة، الرئيس الامريكي بالبلطجي والنرجسي، موضحا بأن العالم اليوم يشهد بالإضافة إلى أعدائه، فان ترامب متورط أيضا مع أصدقائه وحلفائه. مضيفا انه مؤخرا، كتب ترامب رسالة إلى قائد الثورة الاسلامية وتلقى الردّ المناسب وقفا لتدابير سماحة القائد واوامره.

 

وتابع اللواء باقري: رد قائد الثورة الاسلامية في خطاباته ارتكز على أننا لسنا البادئين بالحرب، لكننا سنرد على أي تهديد بكل قوتنا، كما أكّد سماحته على اننا نريد السلام في المنطقة، وفيما يتعلق بالقضية النووية، لا نسعى إلى امتلاك الأسلحة النووية، بل نسعى إلى تلبية احتياجات شعبنا في مجال الطاقة النووية”.

 

*إجراءات قائد الثورة الاسلامية

 

واستطرد في هذا السياق، قائلا: إجراءات قائد الثورة الاسلامية، كانت مبنية ايضا على فرضية أننا لن نتفاوض بشكل مباشر، ولكن لا توجد مشكلة في المفاوضات غير المباشرة؛ لقد كان ترامب الطرف الأكثر خيانة للأمانة وعدم الالتزام في المفاوضات الماضية، وبالتالي الثقة فيه مفقودة على الاطلاق.

 

واكد في السياق، ان ردّ قائد الثورة الاسلامية كان معقولا وحكيما جدا، حتى يعرف الشعب الايراني وشعوب العالم أن استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الدفاع عن مصالحها الوطنية والمضي قدما نحو الآفاق المرسومة، وبان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تسعى للحرب، لكنها لا تقبل الاستبداد والبلطجة وستقف ضدهما.

 

*تحليل نقاط الضعف والقوة

 

وافاد اللواء باقري انه وباخذ العبر والاستفادة من تجارب العام الماضي ومن خلال تحليل نقاط الضعف والقوة، تمت بصياغة خطط العام الجديد للقوات المسلحة بعناية، وبناء على توصيات قائد الثورة الاسلامية، فان القوات المسلحة الايرانية ملتزمة بمضاعفة سرعة تعزيز تقدمها واقتدارها.

 

وختم رئيس هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة، مؤكّداً على ان رد ايران على أي اعتداء على سيادة وامن و مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيكون ساحقا ولا يمكن ترميمه.

 

* لن نتراجع أمام العدو خطوة واحدة

 

كما أكد القائد العام للحرس الثوري، اللواء حسين سلامي، في اجتماع لقادة ومديري مقر القيادة العامة للحرس الثوري: “نحن مستعدون سواء لمواجهة العمليات النفسية أو العمل العسكري من قبل العدو، ولكننا لن نتراجع خطوة واحدة أمامه”.

 

وأكد سلامي أن تجاوز هذه المراحل الصعبة كان إنجازا كبيرا، وقال: “اتخاذ هذا القرار الذي كان بمثابة صنع التاريخ، جاء في وقت اصطف فيه الأعداء من الأمام والخلف، وحاولوا باستمرار، حتى في منتصف الليل، ثني إيران برسائل التهديد أو التوسل، وأعلنوا صراحة أنهم يقفون وراء الكيان الصهيوني وسيتخذون إجراءات إذا اتخذت إيران أي إجراء”.

 

وأضاف القائد العام للحرس الثوري: “إن ما جعلنا عازمون على هذا القرار هو الثقة والاعتماد على الله ووعوده والدعاء الذي رأيته شخصياً بحضور قائدنا العزيز والمجيد في تلك اللحظات الصعبة”.

 

*حازمون و جادون في الدفاع عن مصالحنا

 

وصرح وزير الخارجية “عباس عراقجي” ان ايران ملتزمة بالدبلوماسية ومستعدة لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة.

 

واقيمت مراسم النوروز باستضافة وزير الخارجية عباس عراقجي، وبحضور جمع من سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المقيمين في طهران، ووزراء وكبار المسؤولين في البلاد منهم وزير النفط، ووزيرة الطرق والتنمية الحضرية، وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة، وزير العلوم والأبحاث والتكنولوجيا ورئيس منظمة الطاقة الذرية، فضلا عن عدد من النواب والمدراء في وزارة الخارجية.

 

وبالاشارة الى المآسي الإنسانية التي سببتها شرارة الحرب وجرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان وسورية، وكذلك التصريحات غير المسؤولة للولايات المتحدة ضد اليمن، أكد عراقجي على ضرورة التضامن والتعاون بين الدول لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني المظلوم ووقف عدوان الكيان الإسرائيلي على لبنان وسورية.

 

*ردّ ايران على رسالة الرئيس الأمريكي

 

كما لفت عراقجي الى النهج المسؤول والحكيم الذي تتبعه الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه التطورات الدولية، موضحا بأن رد ايران على رسالة الرئيس الأمريكي، جاء متناسبا مع مضمون رسالته ولهجتها، وفي الوقت نفسه، تم الحفاظ على فرصة اللجوء الى الدبلوماسية.

 

وفي هذا السياق، رأى وزير الخارجية الايراني انه من حيث المبدأ، فإن المفاوضات المباشرة مع طرف يهدد باستمرار باللجوء إلى القوة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة ويعبر عن مواقف متناقضة من قبل مسؤوليه المختلفين ستكون بلا جدوى، مضيفا بأن ايران مازالت ملتزمة بالدبلوماسية ومستعدة لتجربة طريق المفاوضات غير المباشرة.

 

وضمن تذكيره بالطبيعة السلمية الكاملة للبرنامج النووي الإيراني، قال عراقجي: سبق لإيران بأن اعتمدت مجموعة من التدابير الطوعية في إطار خطة العمل المشترك الشاملة للاطمئنان على طبيعة برنامجها النووي، لكن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من جانب واحد من تلك الاتفاقية. والآن، وبعد هذه التجربة، نحن على استعداد لمواصلة الحوار حول برنامجنا النووي ورفع العقوبات على أساس قاعدة بناء الثقة مقابل رفع العقوبات القمعية عن إيران.

 

ومضى يقول: في حين ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بطريق الدبلوماسية والحوار لحل سوء التفاهم وحل النزاعات، فهي في نفس الوقت، مستعدة لجميع السيناريوهات الممكنة، وكما أنها جادة في الدبلوماسية والتفاوض، فإنها ستكون أيضا حاسمة وجادة في الدفاع عن مصالحها وسيادتها الوطنية.

 

المصدر: الوفاق