وأضاف: “إننا أمام واقع مرير، تُباد فيه الأسر بأكملها، وتُدفن الطفولة تحت ركام البيوت، ويُكتب تاريخ أسود جديد في سجل الجرائم التي لن تسقط بالتقادم”، مشددًا على أنَّ الأرقام وحدها كافية لتأكيد وجود سياسة قتل ممنهجة ومتعمدة ضد الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة على يد جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، وليست مجرد أضرار جانبية كما يزعم الاحتلال لتبرير جرائمه أمام العالم.
وأدان المكتب “بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال “الإسرائيلي” لهذه الجرائم الممنهجة ضد الطفولة وضد المدنيين من أبناء شعبنا الفلسطيني على مدار حرب الإبادة الجماعية، وندعو المجتمع الدولي وكل المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية، وكل دول العالم إلى إدانة هذه الجريمة الوحشية”.
كما حمّل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، الاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأميركية والدول المشاركة في الإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا؛ المسؤولية الكاملة عن استمرار مجازر الإبادة الجماعية بحق الطفولة في قطاع غزة، ومشاركتهم تعد وصمة عار في تاريخهم.
واعتبر أنَّ استمرار هذا الصمت الدولي المخزي، والتقاعس عن محاسبة الاحتلال، يُعَد تواطؤًا واضحًا في جريمة إبادة جماعية تجري على مرأى ومسمع من العالم.
كما طالب المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية، والمحاكم الدولية، بالتحرك الفوري والعاجل لوقف شلال الدم، وفتح تحقيقات جادة في جريمة استهداف الأطفال والمدنيين.
وختم المكتب الإعلامي الحكومي بغزة بالقول: “لن تغفر ذاكرة الإنسانية صمت العالم، كما لن تغفر أرواح الأطفال التي صعدت إلى بارئها مظلومة، والدماء التي غسلت عار المتخاذلين”.
حماس توجّه نداءً عاجلًا لإنقاذ الأطفال
من جهتها، وجّهت حركة حماس، نداءً عاجلًا إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، بصفتها المعنية بحماية الأطفال وحقوقهم، للقيام بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه أطفال غزة، والعمل العاجل لوقف هذا النزيف المتواصل بحقهم. كما خاطبت الأمين العام للأمم المتحدة لتحمّل مسؤولياته، واتخاذ خطوات عملية توقف هذه الإبادة الجماعية، وتحمي الأطفال من آلة القتل الصهيونية.
واعتبرت الحركة في بيانٍ أنَّ الجريمة المروّعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الفاشي باستهدافه مجموعة من الأطفال يلعبون في شارع النخيل بحي التفاح شرق مدينة غزة، وارتقاء ثمانية أطفال، والمجازر المستمرة في رفح وخان يونس ودير البلح جنوب قطاع غزة، هي إمعان في حرب الإبادة الوحشية المستمرة في القطاع.
ولفتت إلى أنَّ “تَعمُّد قتل الأطفال واستهدافهم وتمزيق أجسادهم بالصواريخ؛ هو تأكيد على الطبيعة الوحشية السادية للاحتلال وقادته الفاشيين، واستهتاره بكل القيم والأعراف الإنسانية والقوانين الدولية”.
وتابعت: “قُرابة ثمانية عشرة ألف طفلٍ، منهم 490 خلال العشرين يومًا الأخيرة فقط، قتلتهم آلة الإرهاب العسكري الصهيونية المدعومة أمريكيًّا في قطاع غزة، بدم بارد وعن سابق إصرار، في جريمة غير مسبوقة، لا تزال مستمرة، وسط صمتٍ دوليٍ وعجزٍ عن حماية المدنيين”.
وأكَّدت أنَّ “المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، والدول العربية والإسلامية اليوم، أمام استحقاق لا يمكن تجاوزه، بضرورة مغادرة حالة العجز، والتصدي لهذه الجرائم والانتهاكات الفاضحة، والعمل فورًا لوقف حرب الإبادة المتواصلة ومحاسبة مرتكبيها”.
كما حيَّت انتفاضة الجماهير العربية والإسلامية وأحرار العالم اليوم، وثمنت “حراكهم نصرةً لغزة، وإسنادًا لها في وجه هذه الجرائم، واستنكارًا لحالة الصمت الدولي المخزي عن جرائم الاحتلال”، داعيةً إلى الاستمرار في هذا الحراك المبارك، وتصعيده في كل المدن والميادين والساحات، والضغط بكافة الوسائل حتى وقف جريمة العصر في غزة.