مشيراً إلى أن مستقبل الاقتصاد العالمي يتجه نحو استخدام الموارد الموجودة في الكواكب الأخرى

سالاريه يعلن تطوير تطبيقات الأقمار الصناعية في قطاع الزراعة والتعدين

الوفاق/ صرح رئيس منظمة الفضاء الإيرانية إن في مجال تطوير استخدام صور الأقمار الصناعية في المساحات المزروعة من المحاصيل الزراعية وتقدير الأضرار الناتجة عن الكوارث الطبيعية، تم تقديم خدمات جيدة للقطاعات الزراعية والتعدين في البلاد.

وقال حسن سالاريه، أمس الإثنين، في مقابلة صحفية: لدينا خطوات مهمة في مجال إطلاق الأقمار الصناعية، والتي تم تضمينها في البرنامج الفضائي لعشر سنوات وكذلك في البرنامج السابع للتقدم، حيث أن الخطوة الأولى والأهم هي تثبيت منصات الإطلاق لدينا للوصول إلى المدارات المنخفضة أومدار “لیو”.

 

وأضاف سالاريه: في العام الماضي، حققنا إطلاقاً ناجحاً لقمر سيمرغ، وهو يعتبر إنجازاً لصناعة الفضاء الإيرانية؛ حيث تم إطلاق 300 كيلوغرام من الكتلة من وحدة النقل المداري سامان وقمر فخر وحمولة بحثية، والتي وضعت في المدار في ديسمبر من العام الماضي. وتابع: لقد قام زملاؤنا في مجموعة صناعات الفضاء بوزارة الدفاع بعمل عظيم وأدخلوا الأمل في صناعة الفضاء الإيرانية، لأن الفئة حول 300 كيلوغرام في المدار المنخفض تعتبر شائعة الاستخدام، حيث أن العديد من الأقمار الصناعية التي يتم تطويرها حالياً في العالم للارتفاعات المنخفضة تتراوح كتلتها بين 200 و300 كيلوغرام، وهذا أننا نعمل على فئة الكتلة التي تصل إلى طن واحد لا يعني أننا سنجمع قمراً صناعياً بوزن طن واحد، بل يعني أنه سيتم تجميع عدة أقمار صناعية ضمن فئة الكتلة الخفيفة بحيث يكون إجمالي سعة المختبر أو مركز التجميع والاختبار طناً واحداً.

 

وتحدث سالاريه عن منصة الإطلاق “قائم 100” أيضاً، وقال: كان أداء هذه المنصة ناجحاً، حيث تم وضع قمر جمران في المدار في سبتمبر من العام الماضي، وتم تطوير هذه المنصة بجهود زملائنا في منظمة الفضاء التابعة للحرس الثوري، وهي منصة إطلاق تعمل بالوقود الصلب ونسبياً خفيفة، حيث يمكن أن تضع حتى 100 كيلوغرام في المدار المنخفض، وكانت خطوة مهمة جداً لبلدنا وتعتبر نوعاً ما تثبيتاً للمنصة.

 

وقال رئيس منظمة الفضاء: لقد أجرينا أيضاً عمليات إطلاق تجريبية أخرى، حيث كان لدينا نموذج مطور من قمر سيمرغ، الذي يعمل عليه زملاؤنا في وزارة الدفاع، وستُجرى اختبارات تكملية هذا العام، وسيتم متابعة عمليات الإطلاق التجريبية لقمر سيمرغ المطور بنجاح، مما قد يزيد من قدرة الإطلاق من حيث الكتلة في البلاد.

 

وأضاف سالاريه: إحدى الخصائص المهمة لقمر سيمرغ المطور هي إمكانية الوصول إلى المدارات العالية، أي 36000 كيلومتر، وهي مسألة استراتيجية لبلدنا، حيث يتم العمل عليها في وزارة الدفاع. وتابع: في ديسمبر من العام الماضي أيضاً، وضعت منصة إطلاق أجنبية قمرين صناعيين من القطاع الخاص لدينا، وهما قمر كوثر وقمر هدهد، في المدار. وأردف: تم تأجيل عدة عمليات إطلاق لنا من العام الماضي إلى هذا العام، وتم التخطيط لإطلاق قائم وسيمرغ المحسن وذوالجناح لهذا العام.

 

کما تحدث رئيس منظمة الفضاء عن صناعة الأقمار الصناعية، وقال: كان لقمر البحث التجريبي المختبري جمران خصائص مهمة بالنسبة لنا، حيث تم إجراء أول اختبار لمناورات المدارات (المرحلة) بنجاح على هذا القمر، وهو ما كان نتيجة جهود “صايران” والقطاع الخاص، مما رفع الكثير من الآمال لصناعتنا الفضائية. وأضاف: في مجال تشكيل الكوكبات أيضاً، تعتبر مناورات تصحيح المرحلة والارتفاع واحدة من أهم المناورات التي تم تنفيذها بنجاح على قمر جمران.

 

وقال سالاريه: تم تصميم قمري هدهد وكوثر أيضاً بجهود القطاع الخاص، وتم إطلاقهما بنجاح في شهر نوفمبر، ويعتبر ذلك أول اختبار جدي للقطاع الخاص لدينا في صناعة الفضاء، حيث سيتم إدراج النموذج المعدل لقمر كوثر ضمن برنامج الإطلاق. وأضاف: كان إطلاق وحدة النقل المداري سامان خطوة مهمة للوصول إلى المدارات العالية، ولتحقيق ذلك يجب أن نمتلك منصات إطلاق أثقل وكذلك وحدات نقل مداري يجب تطويرها، وقد تمت عملية الإطلاق الأولى لوحدة سامان بنجاح وتم إجراء معظم اختبارات هذه الوحدة بنجاح أيضاً. وتابع: كانت هناك بعض المشكلات التي تم حلها في النموذج الثاني من سامان وهي أيضاً ضمن برنامج الإطلاق ومن المحتمل جداً أن يتم إطلاقها هذا العام.

 

وقال سالاريه: النموذج الثاني من بارس 1 والنموذج الأول من بارس 2 يعملان على تحسين الدقة بناءً على المستشعرات عبر المعالجة ودمج البيانات. كما تم الكشف عن القمر الاتصالي البحثي “ناوك” خلال ذكرى انتصار الثورة الإسلامية، وقد شهدنا عاماً مزدهراً في مجال بناء الأقمار الصناعية، حيث حققت العديد من مشاريع الأقمار تقدماً جيداً، وهذا يعني أنه تم إنجاز أجزاء جيدة من تصميمات منظومة الشهيد سليماني وتم تصنيع النماذج الأولية المعملية لها، وسنقوم بإجراء عمليات الإطلاق التجريبية. وأضاف: في العام الماضي، حققت الأقمار الصناعية السلسلة البحثية، بما في ذلك السلسلة البحثية 1 و2 و4، تقدماً جيداً حيث يعمل القطاع الخاص لدينا، وقد حققنا تقدماً جيداً العام الماضي، كما أن القمر الصناعي بارس 3 وناهيد 3 قيد التصميم أيضاً.

 

وحول تطوير استخدام الأقمار الصناعية، قال رئيس منظمة الفضاء: تشمل خدمات الأقمار الصناعية الاستشعار عن بُعد، التصوير وجمع البيانات من سطح الأرض واستخدام هذه البيانات في الصناعات المختلفة بما في ذلك الزراعة، التعدين، البيئة، واستكشاف المناجم وتقدير المساحة المزروعة من المحاصيل الزراعية وتقدير الأضرار الناتجة عن الكوارث الطبيعية، وفي هذا المجال لدينا القمر الصناعي خيام الذي تم إجراء عمل جيد قائم على المعرفة عليه لنتمكن من استخراج بيانات ومعلومات أكثر دقة من صور القمر خيام، والتي تُعتبر تحت عنوان “الوضوح الفائق” في مجال الصناعة الفضائية، حيث تم تحويل الصور ذات المتر الواحد إلى وضوح نصف متر. وأضاف: في مجالات تقدير المساحات المزروعة وتحديد الموارد المائية، نستخدم أيضاً صور القمر خيام أو غيرها من الأقمار الصناعية، وتم تحسين البرمجيات لاستخدام هذه الصور، حيث يتابع معهد الفضاء التابع لوزارة الاتصالات هذه الأمور.

 

وتابع رئيس منظمة الفضاء: في مجال البيانات، نحن نتابع تطوير الأقمار الصناعية ضمن منظومة الشهيد سليماني، وعندما يتم وضع هذه الأقمار في المدار، يمكن أن يتشكل تطوير خدمات البيانات الأساسية في البلاد، وأبسطها هو مجال إنترنت الأشياء الذي يُستخدم لنقل البيانات من محطات مختلفة على سطح الأرض.

 

وقال سالاريه: هذا العام، عندما تبدأ عمليات الإطلاق للمنظومة، ستبدأ هذه الخدمة أيضاً. وأضاف: في مجال علوم الفضاء والاكتشافات التي تُعتبر من المجالات المهمة عالمياً، لدينا العديد من البرامج، أولها يتعلق بالكبسولات الحيوية التي يعمل عليها معهد الفضاء الجوي التابع لوزارة العلوم، وقد أجرينا إطلاق كبسولة بوزن 500 كيلوغرام في عام 2023 وهناك نوعان من الكبسولات: واحدة بوزن 500 كيلوغرام والتي تُعتبر نموذجاً مطوراً لعام 2023، والأخرى بوزن 1500 كيلوغرام والتي تُعتبر نموذجاً مطوراً من حيث الكتلة.

 

وقال سالاريه: النموذج بوزن 1500 كيلوغرام لديه القدرة على حمل كائن حي بأبعاد بشرية، والعمل جارٍ على تصميمه، ونأمل أن يتم بناء النماذج الأولية لهذه الكبسولة هذا العام وسنسعى لإجراء الإطلاق أيضاً. وأضاف: لدينا أيضاً موضوع الروبوتات القمرية والهبوط على القمر الذي يعتبر مهماً على مستوى العالم، والذي يشمل الوصول إلى كواكب أخرى واستخدام الطاقة القيمة والموارد القيمة الموجودة في تلك الكواكب.

 

وأشار إلى أن مستقبل الاقتصاد العالمي يتجه نحو استخدام الموارد الموجودة في الكواكب السماوية الأخرى، وأقربها هو القمر، حيث تقوم العديد من الدول بأنشطة طويلة ومتوسطة الأجل في هذا المجال، ونحن أيضاً بدأنا بعض الأعمال مع بعض الجامعات في هذا المجال، وقال: بالطبع يجب أن تتم الأنشطة في هذا المجال في إطار التعاون الدولي، وقد حققنا تقدماً جيداً وسيتم الإعلان عن التفاصيل الدقيقة هذا العام.

 

وفي رده على سؤال حول كيفية الحفاظ على مكانتنا في ظل تصاعد الأنشطة الفضائية لدول المنطقة، أضاف: قد نكون من بين أول 11 دولة في العالم من حيث الإطلاق؛ لكن المنافسة أصبحت شديدة، وقد نكون في وضع مناسب في بناء الأقمار الصناعية واكتساب المعرفة المحلية؛ لكن الحقيقة هي أن المنافسة ستزداد شدةً، وقد استثمرت العديد من دول المنطقة استثمارات كبيرة، وموضوع استخدام موارد الكواكب الأخرى ليس مجرد خيال بل هو واقع يتحقق تدريجياً، والتوقعات تشير إلى أن استغلال موارد القمر سيبدأ بين عامي 2028 و2030، لذا يجب علينا أن نحافظ على أنفسنا في هذه المنافسة ولا نفقد مكانتنا؛ لهذا السبب فإن نظرة الحكومة هي تطوير القطاع الفضائي وقد بدأنا أعمالاً جيدة وننشط قدرات القطاع الخاص.

 

وقال سالاريه: يجب أن نحافظ على مكانتنا لأن هناك حوالي 30 دولة تمتلك القدرة المحلية على بناء الأقمار الصناعية، ويجب أن نرفع جودة بناء أقمارنا الصناعية ونتحرك من عملية البحث والتطوير نحو تحقيق الربحية وتقديم الخدمات في الصناعة الفضائية بحيث تصبح منصات الإطلاق لدينا قادرة على تقديم الخدمات لدول أخرى. وأضاف: سيتحقق هذا الحدث بزيادة مقدار صنع وإطلاق الأقمار الصناعية ويجب إنشاء منافسة في صناعة الفضاء بالبلاد وهذه هي سياسة الحكومة الرابعة عشرة.

 

 

المصدر: الوفاق