المساجد في المجتمعات الحديثة؛ إبداع إلى جانب الإصالة

يعدّ المسجد ظاهرة جغرافية، إن المسجد باعتباره مؤسسة محورية في المجتمعات الإسلامية، يتجاوز دوره العبادي ليكون له تأثير في التنظيم السياسي والاجتماعي، ويمكن أن يلعب دوراً في تحديد المكانة الاستراتيجية للمجتمعات الإسلامية على الساحة العالمية.

أوضح باحث وكاتب إیراني في مجال المساجد، أنه يجب إجراء إجراءات حديثة في المساجد، مؤكداً أن المساجد في المجتمعات الحديثة يجب أن تتجاوز أدوارها التقليدية.

 

وأشار إلى ذلك، الباحث والكاتب الايراني في مجال المساجد، “محمد علي موظف ‌رستمي”، في مقال بعنوان “مجالات المسجد المختلفة في الاستجابة لاحتياجات المجتمعات الإسلامية المعاصرة” بعثه لوكالة “إكنا” للأنباء القرآنية الدولية، مشدداً على ضرورة أن تتماشى المراكز الدينية، وخاصة المساجد، مع التغيرات العالمية المتزايدة وترفع مستوى خدماتها من حيث الكمية والنوعية.

 

 

وتناول الكاتب في مقاله مكانة المسجد في تلبية أهم احتياجات المجتمعات المعاصرة، ويحلل دوره في المجالات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية وجاء المقال كما يلي:

مجالات المسجد المختلفة:

 

أولاً/ الجغرافيا السياسية والمسجد: 

 

يعدّ المسجد ظاهرة جغرافية، إن المسجد باعتباره مؤسسة محورية في المجتمعات الإسلامية، يتجاوز دوره العبادي ليكون له تأثير في التنظيم السياسي والاجتماعي، ويمكن أن يلعب دوراً في تحديد المكانة الاستراتيجية للمجتمعات الإسلامية على الساحة العالمية.

 

ـ الدبلوماسية العامة: يلعب المسجد، كمركز اجتماعي ـ ثقافي، دوراً مهماً في الدبلوماسية العامة. يوفر هذا المكان المقدس إمكانية التواصل المباشر مع المجتمعات المسلمة في جميع أنحاء العالم ويعمل كـ جسر للتواصل بين الثقافات.

 

– دبلوماسية المسجد: يعني مفهوم “دبلوماسية المسجد” استخدام إمكانيات المساجد لتعزيز العلاقات الدولية ورفع مكانة العالم الإسلامي.

 

ـ الدبلوماسية الثقافية: تعمل الدبلوماسية الثقافية للمسجد من خلال التبادل الثقافي والفنون والمعارف الإسلامية على تعزيز الفهم المتبادل بين المجتمعات وتعتبر أداة للدبلوماسية الثقافية. تسهم المساجد في تيسير التبادل الثقافي بين الشعوب وتوفر من خلال جذب السياح غير المسلمين، فرصة للتعرف على الثقافة الإسلامية على مستوى عالمي.

 

ـ دور المسجد في وئام المجتمعات الإسلامية: يسهم المسجد في خلق الوحدة والتضامن بين المسلمين، مما يمهد الطريق للتقارب الاجتماعي والثقافي في العالم الإسلامي ويمكن أن يساعد في تعزيز الهوية الجماعية. يعتبر المسجد رمزاً لوحدة المسلمين ويؤدي دوراً محورياً في تلاقي الأمة الإسلامية.

ثانياً / التحول الرقمي للمسجد

 

وفي العصر الرقمي يمكن للمساجد من خلال الاستفادة من التكنولوجيا بناء علاقات أكثر فعالية مع شرائح المجتمع، وخاصة الفئة المتعلمة والشباب. ويشمل التحول الرقمي ما يلي:

 

ـ الخدمات عبر الإنترنت: بث مباشر للصلاة، والخطب، والمناسبات الدينية للأشخاص الذين لا يمكنهم الحضور جسدياً، مما يوفر فرصة للاستفادة من الروحانية في أي وقت ومكان.

 

ـ التطبيقات والبرامج التطبيقية للمسجد: تصميم برامج موبايل للإعلان عن برامج المسجد، وتحديد القبلة، وأوقات الصلاة، والتعليم الديني وغيرها.

 

ـ الحضور في الشبكات الاجتماعية: استخدام منصات التواصل الاجتماعي للردّ على الأسئلة الدينية، ونشر المحتوى، يعد وسيلة لتعزيز العلاقة مع المجتمع.

ثالثاً/ المساجد والمسؤولية الاجتماعية في العالم المعاصر

 

يمكن أن تلعب المساجد كـ قواعد اجتماعية دوراً مهماً في حلّ مشاكل الناس وكذلك في تلبية احتياجات المجتمعات المعاصرة. تشمل هذه المسؤوليات:

 

ـ المساجد الخضراء: تمثل الأساليب البيئية والمستدامة في إدارة المساجد مثل الطاقة الشمسية، إعادة التدوير، إدارة المياه.

 

ـ إنشاء جمعيات وتشكيلات داعمة للفئات الضعيفة في المجتمع

 

ويمكن للمساجد، باعتبارها مراكز دينية واجتماعية، أن تلعب دوراً هاماً في تلبية احتياجات مجتمعات اليوم.وباستخدام التقنيات الحديثة، يمكن للمساجد تحسين خدماتها، والتواصل مع جيل الشباب، ولعب دور فعال في المجالات الاجتماعية والثقافية والبيئية. لتحقيق هذا الهدف، يجب على المساجد الاستجابة للتحديات التي تواجهها وتقديم حلول مبتكرة.

 

کما يجب على المساجد في المجتمعات الحديثة أن تتجاوز أدوارها التقليدية وتصبح مراكز ديناميكية ومؤثرة من خلال تبني التقنيات الجديدة والاحتياجات الاجتماعية المتغيرة. ومن خلال تبني نهج جديد ومبدع، يمكن للمساجد أن تستجيب للاحتياجات الروحية للمسلمين وتلعب دوراً بارزاً في مجتمعات اليوم كمراكز اجتماعية وثقافية مهمة.

 

المصدر: ايكنا