وجاءت هذه التحركات بعد سنوات من الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالبلاد بين 2009 و2018، والتي اضطرت خلالها الحكومة لخفض الأجور والمعاشات مقابل حصولها على مساعدات مالية أوروبية بلغت 290 مليار يورو. ورغم أن الاقتصاد اليوناني يشهد الآن انتعاشا متوقعا بنسبة 2.3% هذا العام، وهو معدل يفوق نظيره في دول منطقة اليورو، إلا أن الأوضاع المعيشية لمعظم المواطنين ما زالت صعبة.
واستجابة للأوضاع، رفعت الحكومة اليونانية المحافظة الحد الأدنى للأجور بنسبة 35% ليصل إلى 880 يورو شهريا. لكن النقابات تؤكد أن هذه الزيادة غير كافية، حيث تواجه الأسر صعوبات متزايدة في تلبية احتياجاتها الأساسية من غذاء وطاقة وسكن. وصرح اتحاد العمال العام الذي يمثل أكثر من مليوني عامل في القطاع الخاص بأن “الأسعار ارتفعت إلى درجة أن استهلاك الأسر انخفض بنسبة 10% مقارنة بعام 2019″، مضيفا في بيانه: “نضرب من أجل حقوق واضحة: زيادة الأجور وإعادة عقود العمل الجماعية الآن”.
وأدى الإضراب الذي استمر يوما واحدا إلى شل حركة القطارات في كافة أنحاء البلاد، كما توقف عمال الحافلات ومترو الأنفاق في العاصمة أثينا عن العمل. وتظهر بيانات يوروستات أن القوة الشرائية للأجور في اليونان ما زالت من بين الأدنى في الاتحاد الأوروبي، حيث تحتل المركز الثالث من نهاية الترتيب قبل البرتغال وليتوانيا فقط. وبحسب بيانات رسمية، فإن متوسط الأجر الشهري في اليونان يبلغ حاليا 1342 يورو، أي أقل بنسبة 10% عما كان عليه عام 2010 عند بداية الأزمة المالية. وقد تعهدت الحكومة برفع الحد الأدنى للأجور إلى 950 يورو، بهدف الوصول بمتوسط الأجر الشهري إلى 1500 يورو ليقترب من متوسط دول الاتحاد الأوروبي.
لكن موظفي القطاع العام يشكون من أن تكاليف المعيشة ترتفع بسرعة تفوق أي زيادات في الأجور، مطالبين بإعادة المكافآت السنوية التي ألغيت خلال السنوات العشر الماضية. وقد رفضت الحكومة هذه المطالب، مشيرة إلى التزاماتها المالية وقيود الميزانية. وفي سياق منفصل، أعلنت نقابات عمال النقل في إيطاليا عن إضراب لمدة أربع ساعات يوم 9 أبريل المقبل لموظفي شركة إيزي جيت، ما قد يؤثر على بعض الرحلات من وإلى مطاري ميلانو ونابولي بين الساعة 10:30 صباحا و2:30 ظهرا.
وقالت وزارة البنية التحتية والنقل الإيطالية إن الإضراب ينظمه اتحاد عمال النقل الإيطالي بالتعاون مع الاتحاد العام الإيطالي للعمل واتحاد النقل الإيطالي. من جانبها، أكدت شركة إيزي جيت أنها تبذل جهودا لتقليل تأثير الإضراب على رحلاتها، وستقوم بإخطار المسافرين المتأثرين بخيارات إعادة جدولة رحلاتهم.