في هذه الدراسة التي أشرف عليها الدكتور محمد عبد الأحد، عضو الهيئة التدريسیة في كلية الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب بجامعة طهران، تم تقديم طريقة للعلاج الكهروكيميائي التي تعزز تأثير الأدوية على الخلايا السرطانية من خلال التحفيز الكهربائي.
وقال نويد منوجهري، عضو الفريق البحثي، عن هذه الطريقة الحديثة لعلاج السرطان: “في هذه الطريقة، يقوم التحفيز الكهربائي بشدة عالية (ألف فولت لكل سنتيمتر) بخلق ثقوب في الخلية السرطانية، مما يزيد من نفاذية الدواء إلى الخلية ويؤدي إلى زيادة تأثير الدواء وبالتالي موت الخلايا في الكتل السرطانية”.
وأوضح: “الأدوية الكيميائية مثل البليوميسين، على الرغم من قوتها، إلا أن تأثيرها محدود لأنها لا تستطيع عبور غشاء الخلية. لكن في هذه الطريقة، من خلال إنشاء ثقوب على سطح الخلية، يمكن للدواء أن يتسلل إلى داخل الخلية. وتغلق هذه الثقوب بعد دخول الدواء، وبعد يوم أو يومين، تدخل الخلية في مرحلة موت الخلايا. وتختفي الخلايا السرطانية في هذه العملية العلاجية التي تستغرق أقل من أسبوعين”.
وأشار إلى أن دقة هذه الطريقة في القضاء على الخلايا السرطانية تعتمد على نوع الورم، حيث أنه في حالة انتشار الورم واشتراك أعضاء أخرى، قد لا تكون هذه الطريقة فعالة جداً، ولكن بالنسبة للسرطانات المحدودة والواضحة، فإن فعاليتها تتجاوز 90%.
وأضاف: “أكثر استخدامات هذه الطريقة تكون في علاج سرطان الثدي والجلد، وفي المرحلة التجريبية التي تمت، تم علاج أكثر من 600 مريض. وتظهر نتائج هذه المرحلة التي ستُنشر قريباً في شكل مقال، أن بين 80 إلى 90% من المرضى الذين عولجوا بهذه الطريقة قد تم شفاؤهم تماماً واختفى الورم”.
وأوضح منوجهري أن هذا الجهاز قد وصل إلى مرحلة التصنيع التجاري ويستخدم في المستشفيات، مشيراً إلى ميزة هذا الجهاز مقارنةً بالنماذج الأجنبية في المجسات (الكواشف) المستخدمة فيه، وقال: “عادةً ما تُصمم المجسات القياسية على شكل إبر أو بشكل مسطح، ولكن المجسات في هذا الجهاز مصممة بطريقة تتيح الوصول إلى مناطق من الجسم بعيدة عن متناول الجراح. وهذه الميزة تجعل علاج بعض الأورام الداخلية ممكناً”.
