وانتهت الزيارة بما يمكن وصفه بـ”الفشل الكبير” على المستويين الدبلوماسي والشعبي، في ظل محاولة يائسة من نتنياهو لإحياء تحالفاته الخارجية وإعادة تصدير نفسه كـ”رجل دولة قوي” أمام “إسرائيل” والعالم.
وجاءت زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الداخلية ضده، بسبب عدوانه المستمر على غزة، واتهامات الفساد التي تلاحقه، وتراجع شعبيته داخل دولة الاحتلال، بالإضافة إلى صراعه مع رئيس جهاز “الشاباك”، رونين بار، وامتداده إلى المحكمة العليا والمستشارة القضائية للحكومة.
اختار نتنياهو إعادة وصل الخيوط مع ترامب، الذي يُنظر إليه كأحد أبرز داعميه خلال فتراته السابقة، خصوصًا في ملف التطبيع و”صفقة القرن”، وسعى للحصول على دعمه خلال العدوان. إلا أن اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأمريكي لم يَسِر كما أراده. بدأ اللقاء وانتهى وكأنه مجرد مناسبة علاقات عامة أكثر من كونه اجتماعًا سياسيًا رسميًا ذا أثر ملموس على الأرض، ولم يصدر عنه بيان مشترك أو موقف واضح يدعم “إسرائيل” في أزمتها الحالية.
وتمثلت المفاجأة الأكبر في مواقف ترامب الملتبسة خلال اللقاء، حيث تجنّب تقديم أي التزامات سياسية واضحة لدعم نتنياهو، واكتفى بتصريحات فضفاضة حول “السلام” ودعم “الاحتلال”، دون أن يوجّه أي انتقاد صريح لحركة حماس أو يُعبّر عن دعم مباشر للعدوان الإسرائيلي على غزة، كما كان يفعل سابقًا.
الكاتب والمحلل السياسي، فراس ياغي، أكد أن ترامب أراد إيصال رسالة واضحة لنتنياهو من خلال اللقاء، مفادها أنه يُفضّل الحل الدبلوماسي، وهو ما يتطلب قدرًا من الانضباط من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وقال ياغي لـ”فلسطين أون لاين”: “في ملف غزة، يريد ترامب صفقة تبادل أسرى سريعة قبل زيارته المرتقبة للسعودية، في حين يتمسّك نتنياهو بأن تكون صفقة محدودة لا تؤدي إلى وقف الحرب، لأن نهاية الحرب بالنسبة له تعني نهاية مستقبله السياسي وتفكك ائتلافه الحاكم”.
وحول ملف التعريفات الجمركية، أوضح أن نتنياهو شدد على موقفه في الملف الاقتصادي، مؤكدًا أنه غير مستعد لإعفاء أحد من الرسوم الجمركية، حتى عن کیان الاحتلال، حيث قال: “إن (إسرائيل) تحصل على أربعة مليارات دولار سنويًا من المساعدات الأمريكية”.