في هذا السياق أجرت صحيفة الوفاق حوارا مفصلاً مع المحامية والناشطة في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، رئيسة منظمة التحالف الدولي لمكافحة الإفلات من العقاب (حقوق)، الدكتورة مي صبحي الخنساء، وفيما يلي نص الحوار:
س/ في ظل تفاقم معاناة الشعب الفلسيطيني والعدوان الغاشم على المدنيين العزل من النساء والاطفال، هل استئناف الحرب وتجدد القصف الصهيوني على قطاع غزة، ينذر باستمرار وقوع الكارثة الانسانية الكبرى والتطهير العرقي ومفاعيلها، ما هو الحل لمواجهة حرب الابادة الجماعية؟
ج/ عمد الاحتلال الصهيوني بالاتفاق مع الادارة الاميركية العمل على ابادة الشعب الفلسطيني باكمله ، حيث عمدوا وبعد مرور شهرين على وقف اطلاق النار في غزة، حرباً شعواء و لجأت حكومة الاحتلال الصهيوني إلى سلاح التجويع، كعقاب جماعي للسكان المدنيين في غزة المنكوبة ، حيث أصدرت قراراً يقضي بتعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإغلاق جميع المعابر المفضية إليه، ثم قررت وقف إمدادات الكهرباء، وهو ما تسبب في نقص الغذاء والماء، وعرّض حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين للخطر وجعل عمل المنظمات الإنسانية صعباً للغاية. ومع نقص الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، وتعطّل محطات معالجة مياه الصرف الصحي و”أصبحت المياه نادرة”،
ان الحل لوقف هذه الابادة الجماعية يكون إما عبر الضغط العسكري والتهديد من قبل الامة العربية والاسلامية واما بتحرك شعبي كبير في الدول الكبرى تزامناً مع التحرك الشعبي في الدول العربية، لاننا نعيش حالة صدمة كبيرة من عدم اتخاذ موقف حاسم من قبل المنظمات الدولية مثل الامم المتحدة ومن قبل مجلس الامن الدولي، ولهذا نعول على التحرك الشعبي، حيث يمكن تنظيم فعاليات يومية وأسبوعية وشهرية لمسيرات مليونية، كما ويجب ان تعقد مؤتمرات صحفية وندوات تعريفية ولقاءات توعوية تبين جرائم الابادة ، ويجب اقامة معارض للصور والفيديوات تفضح همجية الكيان الصهيوني، وتكشف عن الوجه العنصري الدموي الذي ينتهجه هذا الكيان الغاصب، فمن المهم جداً المحافظة على الحشود الشعبية للتعبير عن رأي العالم فيما تقوم به حكومة الاحتلال الصهيوني من انتهاكات يندى لها جبين البشرية على مدى التاريخ، ويجب الضغط على المنظمات الدولية لاصدار قرارات إدانة بحق الكيان الصهيوني وعنجهيته وإجرامه الوحشي المتكرر بحق الشعب الفسطيني.
س/ ما هي اسباب الصمت الدولي ازاء ما يحدث في فلسطين من جرائم لقوات الاحتلال الصهيوني بمساندة ومشاركة ومباركة أمريكا والدول الغربية، رغم التظاهرات الشعبية في أقصى نقاط العالم بأكمله؟
ج/ إن المجتمع الدولي لا يقوم كما يجب بواجبه حيال هذه الجرائم التي تحصل في قطاع غزة من مجازر وحشية يعجز عن وصفها اللسان والقلم، وان الصمت حيال ما يحصل هو جريمة تستر تخدم العدو الغاصب واعوانه، ولا يمكن ان تبرر العديد من الدول صمتها بحجة انها تواجه أزمات سياسية واقتصادية وصراعات داخلية، وانها مشغولة بنفسها وبقضاياها الداخلية والحفاظ على استقرارها الداخلي بدلاً من التدخل في قضية وقف المجازر في غزة.
ان بعض الحكومات قد ترى أن اتخاذ مواقف صارمة ضد الاحتلال الصهيوني غير وارد لوجود اختلاف بين بعضها البعض تجاه هذه القضية، خصوصا ان بعض هذه الدول سابقاً كان يدعم بشكل قوي الحقوق الفلسطينية، بينما لا يزال البعض الآخر يعيش في حضن الصهيونية ويتبع توجيهات الاحتلال من خلال العلاقات الاقتصادية والسياسية المشتركة.
ان بعض الشعوب تتعرض للقمع اذا ساندت الشعب الفلسطين ولو بتحرك بسيط او مؤتمر صحفي….؟؟؟!! هناك سيطرة ورقابة على الإعلام تحد من تناول بعض القضايا بشكل مباشر وصريح، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمواضيع حساسة تتعلق بالاحتلال أو الحرب على غزة.
س/ وسط احتجاجات شديدة في الشارع الصهيوني ضد سياسة حكومة الاحتلال، ومطالبة أهالي الاسرى الصهاينة للرجوع الى اتفاق الهدنة واجراء صفقة تبادل سريعة مع حركة حماس لإنقاذ باقي الاسرى، برايكم ما هو الهدف الاساسي من تعنت نتنياهو ؟
ج/ لا شك انه يوجد حسابات سياسية داخلية داخل الكيان الصهيوني تدفعه لعدم الإذعان للمطالبة بوقف الحرب وتحرير الأسرى الصهاينة، والدفع باتجاه التحالف الداخلي بين الاحزاب بما قد يؤمن مصالح الهيمنة والفوز للحزب الذي يتزعمه بنيامين نتياهو والحصول على أكبر قدر ممكن من الاصوات الداعمة داخل الكنيست، اضافة الى الاصوات الداعمة لمواصلة الهجوم على حماس، غير ملتفتين الى مطالب أهالي الأسرى الصهاينة التي تطالب سلطات الاحتلال بالتفاوض لفكّ الاسرى…!!!
ان نتياهو قد اصبح بنظر بعض الصهاينة بطل قومى صهيوني اذ قام بعمليات اجرامية لم يحققها اي مجرم صهيوني قبله ولهذا هو يرمي الحجة على من يطالب باقالته او الزامه توقيع اتفاق مع حماس … ولكن نحن لا ننسى ان قدرة المولى عز وجل فوق الجميع .
