من وجهة نظر قائد الثورة الاسلامية

محمد باقر الصدر.. العبقري الشهید

خاص الوفاق: بشير: تم تقديم الشهيد الصدر كرمز يربط بين الهوية الإسلامية الثورية لإيران والعراق وسائر الأقطار الاسلامیة.

 د. حسن بشیر

 

يعتبر الشهيد آية الله محمد باقر الصدر ظاهرة فريدة في التاريخ المعاصر، بل وحتی في تاريخ الإسلام أيضاً. ولم يكن عالماً في مجالات الفقه والأصول والعلوم الإسلامية فحسب، بل كان يمتلك أيضاً العديد من الأفكار المتميزة في العلوم الاخرى مثل الفلسفة والاقتصاد والبنوك وغيرها.

 

وسأحاول هنا أن أتناول بإيجاز موقف الشهيد الصدر من وجهة نظر قائد الثورة الاسلامية آية الله خامنئي.

 

وقد أدلى قائد الثورة الإسلامية في لقاءات متعددة بتصريحات مهمة حول الشهيد الصدر، تظهر نظرته العميقة والبارزة لهذه الشخصية العظيمة في التاريخ الإسلامي.

 

وقد إلتقت عائلة الشهيد الصدر مؤخراً مع قائد الثورة الاسلامية وفي هذا اللقاء قال السيد القائد: إن المرحوم السيد الصدر كان من النوادر الذين حقاً كان عبقرياً. عقله وأفكاره كانت تتجاوز ما فعله الآخرون.

 

وحتى الآن يمكن القول أن قائد الثورة الاسلامیة نادراً ما قال حدیثاً عن الشخصيات العلمية بهذه الطريقة. وربما لم يُقال ما قاله حول الشهید الصدر عن الآخرين من قبل. ويعكس هذا التصريح عمق معرفة القيادة الإسلامیة عن الشهيد الصدر من جهة، ومن جهة أخرى المكانة العلمية والنبوغ والعبقریة التي يتمتع بها الشهيد الصدر في التاريخ الإسلامي المعاصر.

 

ولا أرى داعياً للكتابة هنا عن أفكار وآراء الشهيد الصدر العميقة، والتي ينبغي عرضها وشرحها بالتفصيل في مكان آخر. ولكن هنا، واستناداً إلى تصريحات قائد الثورة الاسلامیة في هذا الصدد، أود أن أعرض بعض النقاط والأبعاد كتحليل لشخصية الشهيد الصدر.

 

إن تحليل تصريحات قائد الثورة بشأن الشهيد الصدر يكشف عن عدة دلالات وأبعاد أساسية مهمة سيتم طرحها باختصار.

 

1- ابعاد الهویة الاسلامیة: تم تقديم الشهيد الصدر كرمز يربط بين الهوية الإسلامية الثورية لإيران والعراق وسائر الأقطار الاسلامیة.

 

2- أبعاد الخطاب الإسلامي: إن التركيز على الأعمال العلمية للشهيد الصدر هو محاولة لتقديم نموذج للأبعاد العلمیة للخطاب الاسلامي في مقابل أنظمة الديمقراطية الليبرالية والإشتراكية.

 

3- أبعاد الرؤیة العلمیة: إن تصريحات القيادة تجعل من الشهيد الصدر قدوة للجيل الشاب الذي يلتزم بدراسة العلم والنضال السياسي في آن واحد.

 

4- أبعاد الرؤیة العالمیة: ترکّز هذه التصريحات بأن الفكر الشيعي یحرس العلوم الإسلامیة ویعمّقها على المستوى العالمي من خلال شخصیاته العبقریة.

 

وفي الواقع فإن تصريحات قائد الثورة الإسلامية بشأن الشهيد الصدر تتجاوز مجرد إحياء ذكرى شخصية إسلامية تاريخية. وتشير هذه التصريحات إلى أن الشهيد الصدر يمثّل رمزاً للتحول العلمي في المجالات الفقهية والأصولية، ونموذجاً لتعزيز خطاب المقاومة والوحدة الإسلامية ومواجهة النفوذ الغربي في المنطقة.

 

ومن خلال طرح آفاق جديدة، أحدث الشهيد الصدر تحولاً كبيراً في الحوزات العلمية، مما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الفقه والأصول وسائر العلوم تنتمی الیه. ويمكننا القول بأنه قسّم تاريخ العلوم الإسلامية إلى قسمين، قبل وبعد إستشهاده.

 

 

* أستاذ جامعة الإمام الصادق (ع)

 

المصدر: الوفاق/ خاص