قالت الباحث الإيرانية في الدراسات الدينية “رقية قهرماني نيك”: “إن نهج البلاغة يُعدّ من أوسع المصادر الإسلامية في مجال الإدارة والسياسة، وقد تم طرح مبادئ الحكم فيه”.
و”نهج البلاغة” هو مجموعة مختارة من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، ورسائله، وحِكَمه القصيرة، التي جمعها السيد الرضي أواخر القرن الرابع الهجري (فرغ من تدوينها سنة 400 هـ).
ويمثّل كتاب نهج البلاغة دائرة معارف من الثقافة الإسلامية تتضمن معارف مختلفة من قبيل: معرفة الله تعالى وعالم الملائكة، وطبيعة نشوء العالم، وطبيعة الإنسان، والأمم والحكومات الصالحة أو الفاسدة. لكنّ الملاحظة المهمة فيما يمكن الحديث عنه حول هذه الخطب هو أنّ الإمام(ع) لم يكن بصدد تدريس العلوم الطبيعيّة أو التعرّف على عالم الحيوان أو تفهيم الملاحظات الفلسفية أو التأريخية، وإنّما سار(عليه السلام) في طرحه لهذه المواضيع على الطريقة التي استعملها القرآن الكريم في بيانه لهكذا أمور وذلك بلغة الموعظة حيث جعل أمام المستمع نموذجاً واضحاً يمكن إدراكه عن كل ظاهرة محسوسة أو معقولة، ثم أخذ الشخص رويداً رويداً إلى ما يرنوا إليه وما ينبغي بلوغه، وهو عتبة الله تعالى وبابه جلّ اسمه.
وأشارت الباحثة الایرانیة في الدراسات الدينية “رقية قهرمان نيك” عن سبل تعزيز الاقبال على كتاب “نهج البلاغة” الذي يتضمن أقوال الإمام علي (ع)، قائلة: “في دراسة موضوع معرفة المجتمع بنهج البلاغة، يمكن طرح وجهتي نظر مختلفتين: واقعية ومثالية.”
وأضافت: “إذا نظرنا إلى الموضوع بنظرة واقعية، نلاحظ أن هذا الكتاب القيم قد لقي استقبالاً ملحوظاً بسبب تقديمه في أشكال فنية متنوعة، ولكن من منظور مثالي، لا يزال هناك فجوة جدية بين المجتمع وتعاليم نهج البلاغة.”
وأردفت مبينة: “إحدى الطرق الفعالة لتعريف الناس بمفاهيم نهج البلاغة هي إقامة دورات وورش عمل عامة، وإذا كانت هذه الجلسات جذابة وذات فائدة، يمكن أن تؤدي إلى اهتمام الأفراد وتحفيزهم على دراسات أعمق ودورات متقدمة.”
وحول احتواء كتاب نهج البلاغة على مبادئ الحكم استطردت قائلة: “نهج البلاغة هو أحد أعمق المصادر الإسلامية في مجال الإدارة والسياسة، حيث تم طرح مبادئ مختلفة حول الحكم في هذا الكتاب، ومن أهم هذه المبادئ يمكن الإشارة إلى العدالة، والتقوى، والصدق، واحترام حقوق الناس.”