شهد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة

إيران والصين على مسار الدبلوماسية العلمية

الوفاق/ يُعَدُّ التواصل العلمي الدولي من خلال مشاريع تبادل الطلاب المشتركة وإعداد المقالات البحثية أحد العوامل الرئيسية لتطوير التعاون بين الجامعات. والآن، مع زيارة أحد المسؤولين العلميين في بلادنا إلى الصين، أُتيحت فرصة لتعزيز وترقية الدبلوماسية العلمية.

تأتي هذه الزيارة كجزء من برامج حسين سيمائي صراف، وزير العلوم، التي تناولها خلال جلسة علنية بمجلس الشورى الإسلامي أثناء التصويت لمنحه الثقة، حيث أشار إلى «توسيع الشراكة والتعاون الوطني والدولي لتحقيق المرجعية العلمية».

 

تحقيق المرجعية العلمية والتفوق العالمي في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتعزيز الوتيرة العلمية (المادة 97 من قانون البرنامج السابع)، ورفع المكانة العلمية والتكنولوجية للبلاد من خلال تطوير دبلوماسية العلم والتكنولوجيا، وتوفير الإبداع والتخطيط الذكي في التواصل والقدرات الدولية مع مراعاة القدرات والاحتياجات والمزايا والتهديدات مع رؤية شاملة لجميع الإمكانيات العالمية، خاصة البلدان الإسلامية والإقليمية، وتعزيز حضور البلاد ودورها في المحافل والمؤسسات الدولية لصنع القرار في مجال العلم والتكنولوجيا؛ بالإضافة إلى تنمية الاقتصاد القائم على المعرفة في البلاد من خلال تعزيز التعاون الدولي في مجال العلم والتكنولوجيا، وتشجيع ودعم استضافة البلاد للفعاليات العلمية والبحثية الدولية مثل ورش العمل، والاجتماعات، والمؤتمرات، كانت هذه بعض البرامج التي أشار إليها وزير العلوم في مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان).

 

كما تحدث سيمائي صراف عن تعزيز وتدريس اللغة الفارسية لغير الناطقين بها، ودعم توسيع كراسي الدراسات الإيرانية على المستوى الدولي، ودعم التعاون العلمي والبحثي مع النخب الإيرانية في الخارج لتطوير التعاون الدولي. كذلك، ذكر مراجعة وإصلاح القوانين واللوائح الحالية لتسهيل التعاون مع مراكز البحث المتميزة في الخارج كجزء آخر من برامجه لتحقيق الدبلوماسية العلمية.

 

وفي هذا العام، تواصل وزارة العلوم متابعة برامجها للتعاونات الدولية مع الجامعات المختلفة. وفي هذا الإطار، زار سعيد حبيبا، معاون وزير العلوم ورئيس منظمة شؤون الطلاب، الصين كممثل لبلادنا في شرق آسيا للقاء المسؤولين في التعليم العالي، وبعض رؤساء الجامعات، وحدائق العلوم والتكنولوجيا في الصين.

 

تضمنت هذه الزيارة -التي تستغرق ستة أيام- المشاركة في معرض دولي للتعليم بهدف تعزيز الدبلوماسية العلمية، الطلابية، البحثية، والأكاديمية، واستعراض القدرات العلمية والجامعية لبلادنا، كجزء من سياسات وزارة العلوم لتعزيز العلاقات الدولية وزيادة التبادلات العلمية والتكنولوجية وتبادل الأساتذة والطلاب.

 

من الجدير بالذكر أن مستوى التعاون العلمي بين طهران وبكين شهد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، بناءً على الإتفاقيات الاستراتيجية والمشاريع المشتركة. شملت هذه التعاونات مختلف المجالات، بما في ذلك التكنولوجيا، والابتكار، والتعليم الجامعي، والثقافة واللغة.

 

وأجريت خلال هذه الزيارة لقاءات ومحادثات ثنائية، من بينها اجتماع نائب وزير العلوم والبحث والتكنولوجيا ورئيس منظمة شؤون الطلاب مع نائب وزير التعليم في الصين قبل افتتاح الدورة الحادية والعشرين من مؤتمر الدراسة خارج الصين.

 

في هذا اللقاء، اعتبر حبيبا أن إحدى أهداف البرنامج السابع للتنمية هي تعزيز الدبلوماسية العلمية لتحقيق تطوير واتصال دولي بين الجامعات العالمية.

 

وفي إطار زيارته، أجرى نائب وزير العلوم لقاءً مع الأمين العام لمنظمة المنح الدراسية الحكومية الصينية، حيث دار الحديث حول تعزيز التعاون العلمي بين إيران والصين. تركز اللقاء على مناقشة إنشاء برامج جامعية مشتركة، تبادل الأساتذة والطلاب، وزيادة قدرة المنح الدراسية الحكومية بين البلدين، وتم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون التعليمي والبحثي، بما يتماشى مع إحدى بنود البرنامج الاستراتيجي المشترك بين البلدين.

 

كما تم تسليط الضوء على تبادل الطلاب الجامعيين بين إيران والصين والذي يشمل منح دراسية متبادلة، توسيع كراسي اللغة الفارسية في الصين، والتعاون بين حدائق العلوم والتكنولوجيا، وهي خطوات تعزز مستوى التعاون بين طهران وبكين.

 

 

* مشاركة إيران في معرض التعليم الدولي الذي تستضيفه الصين

 

افتُتح هذا المعرض في الصين اعتباراً من 10 أبريل الحالي، ويهدف إلى استقطاب الطلاب الصينيين للدراسة في الدول الأخرى، كما يُعرِّف بأهم الجامعات العالمية التي يمكن أن يتوجه إليها الطلاب الصينيون. من إيران، شارك مسؤولو جامعات مثل جامعة طهران، جامعة شريف الصناعية، جامعة الشهيد بهشتي، جامعة اصفهان، جامعة شيراز، جامعة مازندران، جامعة تربيت مدرس، وجامعة فردوسي مشهد، حيث سعوا لتعزيز تبادل الأساتذة والطلاب، بالإضافة إلى التعاون العلمي والتكنولوجي مع الجامعات الصينية. ومن الجدير بالذكر أن إيران كان لها جناح خاص بها في المعرض.

 

 

* نظرة على التعاون بين إيران والصين وفق الإتفاقيات

 

تشمل التعاونات العلمية المشتركة بين البلدين الإتفاقيات الجامعية، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة العلامة الطباطبائي وجامعة الدراسات الدولية في بكين لتبادل الطلاب في مجالات اللغة الفارسية والصينية، وتنظيم دورات مشتركة للدراسات الثقافية، وتنفيذ مشاريع بحثية مشتركة في مجال الاقتصاد والمجتمع.

 

كما وقّعت جامعة طهران وجامعة علوم الجيولوجيا الصينية مذكرة تفاهم لتبادل الأساتذة والطلاب، تقديم منح دراسية، وتنفيذ مشاريع مشتركة في مجال علوم الجيولوجيا. يشمل التعاون أيضاً الأنشطة في حدائق العلوم والتكنولوجيا، حيث يُتاح للطلاب الإيرانيين فرصة استكشاف حدائق العلوم والتكنولوجيا الصينية لنقل الخبرات التكنولوجية والمساهمة في المشاريع الصناعية.

 

المصدر: الوفاق