بين مطرقة إيران وسندان غزة: الكيان عند مفترق قرارات مصيرية

رأى الكاتب الصهيوني في صحيفة "معاريف الإسرائيلية" آفي أشكنازي القضية الإيرانية هي قضية وجودية تضع "إسرائيل" أمام مفترق طرق، لافتًا إلى بدء الولايات المتحدة مفاوضات مع إيران في نهاية الأسبوع، وأنّ التقارير التي خرجت تحدثت عن تفاؤل حذر، بل أن الأطراف حدّدت موعدًا للقاء ثانٍ.

وقال: “إنّ هناك أمرين مهمّين يجب أخذهما بالحسبان الآن: إيران ليست ليبيا، ومسار تحولها لدولة نووية يختلف اختلافًا تامًّا من الشرق إلى الغرب عن مسار تحول ليبيا في أيام الحاكم معمر القذافي. وبالتالي، فإنّ المطلب “الإسرائيلي” بأن تنتهي المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بالتفكيك الكامل للقدرات النووية، كما حدث في ليبيا، يبدو حاليًّا خياليًّا”.

وتابع الكاتب: “ثانيًا، يجب الاستماع إلى الأصوات في الولايات المتحدة، وإلى ما قاله الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أنّ التوقعات الأميركية لنجاح المفاوضات محدودة، إذ قال الرئيس الأميركي هذا الأسبوع إنّه إذا فشلت المحادثات، فإنّ الخيار العسكري سيُوضع على الطاولة. يجب وضع ملاحظة صغيرة هنا: الرئيس الأميركي أضاف ووضع “إسرائيل” في الواجهة للهجوم ضد إيران، أي أنّه قال: “”إسرائيل” ستقود الخطوة””.

 

واعتبر الكاتب أنّ القضية الإيرانية هي التحدي الوجودي لـ”إسرائيل”، وقال إنّ: “نافذة الوقت للتحرك تتقلص يومًا بعد يوم. في كل مؤسسة أمنية وسياسية منظمة، كان يجب أن تشغل هذه القضية القادة من الصباح حتى الليل، ولكنّنا نعيش في واقع معقّد بشكل خاص”، وأضاف: “قضية غزة تتصدر جدول الأعمال. 59 “مختطفًا” (أسيرًا) و”مختطفة” (أسيرة) لدى حماس. جيش مع 3 فرق موجود في غزة، ورغم الأحاديث عن أنّ الجيش ينفّذ مناورة واسعة في غزة، من المهم الاستماع إلى تقارير الجنود في الجبهة، الذين يقولون إنّهم يديرون نوعًا من الأمن الجاري المكثّف أكثر من مناورة فعلية”.

 

وأشار في هذا الصدد إلى أنّ “الفرقة 36 أُدخلت لاحتلال محور “موراج” الذي طوله 12 كيلومترًا، بعد أسبوعين من ضربة البداية للعملية. الفرقة الأكبر والأقوى في الجيش “الإسرائيلي” نفّذت هذه الخطوة خلال ما يُقارب 10 أيام، ومتوسط التقدم كان كيلومتر ومئتي متر يوميًّا، وربما أقل قليلًا”، معتبرًا أنّ هذا ليس تحرّك جيش يندفع بقوة، وبهذه الطريقة لا يتم في الحقيقة فرض ضغط حاد ومكثف.

 

وشدد الكاتب على أنّ الجيش “الإسرائيلي” و”المجتمع الإسرائيلي” لن يتمكنوا من العمل كما في السابق إذا لم يُفرج عن الأسرى حتى آخر واحد منهم من غزة.

 

ونقل الكاتب عن تقارير محاولة رئيس الأركان إيال زمير أن يشرح لجهات في المستوى السياسي أنّه رغم كل الطموحات والأحلام، الجيش محدود في قدراته، في العتاد، وفي القوى البشرية. وقال الكاتب إنّ زمير مطالب بأن يقوم بترتيب الأولويات حتى في أهداف الحرب، مع الفصل بين تحرير الأسرى وبين إسقاط حماس، على حدّ تعبيره، ومن منظور عملي، يجب أولًا تحرير الأسرى قبل العمل بقوة هائلة داخل غزة.

 

المصدر: العهد

الاخبار ذات الصلة