أقيم الحفل الختامي لمهرجان أبوذر للإعلام بنسخته العاشرة أمس الثلاثاء 15 أبريل 2025 بقاعة المؤتمرات في جامعة “انقلاب اسلامي”، وكان ذلك بحضور سيد عباس صالحي وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي واللواء غلامرضا سليماني رئيس منظمة تعبئة المستضعفين، ورئيس مجلس الاعلام الحكومي الياس حضرتي، والمستشار والمساعد الاعلامي لرئيس مكتب رئيس الجمهورية يوسف بزشكيان، ومجموعة من الاعلاميين.
صالحي الذي حضر الحفل الختامي للمهرجان، أشار إلى ذكرى شهداء الثورة الإسلامية والمقاومة، خاصة شهداء فلسطين وغزة، ولا سيما الصحفيين الشهداء في المقاومة، وقال: من وجهة نظر النظريات الكلاسيكية للعلاقات، كان لوسائل الإعلام أدوار مثل المعلومات والتعليم والترفيه، وكانت إحدى أهم وظائفها هي أن تكون “مكملا ومنفذا للديمقراطية”، لدرجة أنها سميت بالركيزة الرابعة للديمقراطية، ومنذ إنشائها، لعبت وسائل الإعلام دوراً فعالا ًفي تشكيل الرأي العام، سواء في الصعيدين المطبوع أو الإلكتروني.
وأضاف: لكن في العقود الأخيرة، مع صعود مفهوم القوة الناعمة، شهد موقف الإعلام تحولا. اليوم، إذا أرادت دولة ما تعزيز سلطتها على المستوى العالمي، فإنها لا تعتمد فقط على القوة العسكرية “الصلبة” أو الاقتصادية “شبه الصلبة”، بل تحتاج إلى القوة الناعمة، وهي السلطة على الأفكار والقلوب، وبدلاً من الفرض والإكراه، يتم النظر في الإقناع والمرافقة والصور الإيجابية والدبلوماسية الثقافية.
واعتبر صالحي أن القوة الناعمة في الأبعاد المحلية تعني تعزيز التماسك الاجتماعي، وزيادة رأس المال الاجتماعي، وتعزيز الانتماءات الوطنية، وتوسيع الثقافة المحلية ذات الجاذبية والنفوذ الكبيرين، وأوضح: “القوة الناعمة في البعد الدولي تعني صورة إيجابية وذات مصداقية للوطن في الرأي العام العالمي. إن وسائل الإعلام التي تنقل قمع الشعب الفلسطيني إلى العالم اليوم، بما في ذلك الإعلام الفلسطيني نفسه، استطاعت أن تعادل جزئياً معادلة القوة الناعمة العالمية أو على الأقل تغيير مسارها. هذا يدل على أن وسائل الإعلام يمكن أن تفعل شيئا حيث لا تستطيع القوة الصلبة القيام بذلك، واليوم نشأت فرص جديدة لتغيير المعادلات.
الإعلام هو جوهر القوة الناعمة
وفي إشارة إلى مسألة مرجعية وسائل الإعلام المحلية، قال: إذا قبلنا أن الإعلام هو جوهر القوة الناعمة، فيجب علينا أيضا تعزيز سلطة ومرجعية وسائل الإعلام المحلية. بدون السلطة، ستنفق القوة الناعمة لوسائل الإعلام خارج الحدود، وهذا على حساب مصالحنا الوطنية، على وسائل الإعلام تعزيز جاذبية الروايات، ومراعاة المبادئ المهنية، وما إلى ذلك. كل هذه من بين الواجبات المتبادلة لوسائل الإعلام والحوكمة في هذا النظام البيئي الجديد للقوة الناعمة.