وتثبيت للهوية

ريشة الفنان الفلسطيني.. جزء من الفعل المقاوم

الدور الذي تقوم به ريشة الفنان لا يقل أهمية عن الدور الذي تقوم به بندقية المقاوم أو الصاروخ.

2023-02-14

لعب الفن التشكيلي على مدار التاريخ دورا مهما في رسم معالم هوية الشعوب وتحديد مساراتها، وتحول في كثير من الأحيان إلى مرجع تاريخي لدراسة ثقافة وحضارة الشعوب.. ولم يكن الشعب الفلسطيني شاذا عن هذه القاعدة فقد لعب الفن التشكيلي دورا بارزا في خدمة القضية الفلسطينية والدفاع عن الشعب الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال، وفي نحت معالم الهوية الفلسطينية.

وباتت ريشة الفنان الفلسطيني لا تقل خطورة عن البندقية التي يحملها المقاوم أو الصاروخ الذي يطلقه وذلك بعد أن أصبحت لوحاتهم تجوب العالم شرقا وغربا ومعارضهم تستقبلها معظم دول العالم والفضاء الإلكتروني لتوثيق جرائم الاحتلال وتثبيت حق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه ودفاعه عن مقدساته.

وتقول الفنانة التشكيلية دالية عبد الرحمن: “نحن كفنانين يجب أن يكون لنا دور بريشتنا الفنية وذلك من خلال اللوحات والمعارض المختلفة للحفاظ على هويتنا الفلسطينية ولمقاومة الاحتلال وفضح جرائمه التي يرتكبها ليل نهار والتي كان آخرها العدوان على غزة والذي استمر 11 يوما، نحن دورنا كفنانين نوثق الجرائم التي يرتكبها الاحتلال من خلال ريشتنا، خاصة بعد انتهاء أي حرب سنجد أن آثار جرائم الاحتلال قد اختفت، لذلك أصبح لا يوجد شيء موثق لهذه الجرائم، ودورنا أن نوثق هذه الجرائم بريشتنا.

الدور الذي تقوم به ريشة الفنان لا يقل أهمية عن الدور الذي تقوم به بندقية المقاوم أو الصاروخ، ونحن كفنانين نقول رأينا وفكرنا من خلال اللوحة، فالفنان مقاوم مثله مثل المقاوم بالسلاح.

أما رسامة الكاريكاتير المعروفة أمية جحا والحائزة على العديد من الجوائز الدولية فتؤكد على أن  فن الكاريكاتير فرض نفسه منذ سنوات لأنه فن يحاكي الصحافة، وأن الإقبال عليه كبير جدا أكبر من القراءة، مشيرة إلى أن الصورة تبقى محببة للنفس.

وكذلك تؤكد على أهمية هذا الفن في تعبير الفنان الفلسطيني عن نفسه سواء في مقاومة الاحتلال أو فضح جرائمه.

وتشير إلى أن هذا الفن يحول الحدث الإخباري الكبير إلى خطوط مرسومة ويختصر كل المشهد لذلك يكون له جاذبية.

وتقول: “نحن كفناني كاريكاتير في العصر الحالي تأثرنا بمن قبلنا مثل الفنان ناجي العلي، وبهاء البخاري، وجلال الرفاعي وغيرهم، وهم لم يؤثروا فقط في الفلسطينيين بل في العالم كله.منذ انتهى العلي والبخاري والرفاعي كملنا المشوار معهم في متابعة الكثير من الأحداث والآثار على القضية الفلسطينية”.

وتتابع: “لا يزال حتى هذا اليوم الضحية هو الجلاد والضحية هو القاتل والمبادر للعدوان، وهو الذي يستحق كل ما يأتي عليه من عدوان وهجوم بربري، فهذا بالتأكيد خلق في نفس الفنان الفلسطيني نوعا من القهر والشعور بالمظلومية الشديدة”.

وكانت الفنانة التشكيلية إيمان علي الأشهب محظوظة أن لوحتها “عازفة العود” التي كانت في المرسم لم تتضرر لتخرجها من بين أنقاض المرسم دون أن تتضرر لتشارك بها والحزن يعتصر قلبها على هذا المرسم المدمر.

وتقول الأشهب: “قررت المشاركة في هذه اللوحة كرسالة أنه حتى لو دمر الاحتلال المرسم فنحن أنفسنا لن ندمر، وسنظل نرسم ونوصل رسالتنا لكل العالم، لأن الريشة هي سلاح الفنان ورسالته للعالم ورسالة توصل كل قضايانا بطريقة ثقافية واضحة”.

وتضيف: “إن الفنان التشكيلي صاحب رسالة والقضية الفلسطينية بالنسبة له همه الشاغل ويعبر عنها كيفما شاء وريشته لا تقل عن البندقية أو القلم أو أي فن مقاوم”.

وتشرح الأشهب لوحة حاملة العود بالقول إنها “فتاة فلسطينية تعبر عن أننا رغم الحصار والدمار والمآسي التي تمر بها المرأة الفلسطينية إلا أنها تعزف على وتر الألم وتعزف الأمل للحياة والتفاؤل”.

وتضيف: “اخترت ألوان المدرسة التأثيرية في هذه اللوحة لوضع لمسات لونية تعبر عن الحياة رغم أن خلفية هذه اللوحة رمادية، ولكن هي الألوان والحياة”.

وتتابع: “العود رسالة وأداة من أدوات المقاومة التي توصل رسالتنا إلى العالم، ومن خلاله قضيتنا تصل لكل الناس، فكيف إذا كان ممزوجا بالفن التشكيلي.. يكون سلاحا مزدوجا”.

المصدر: الوفاق/ وكالات