ولفت سليمان إلى أن الأمر الآخر هو حقيقة الربط بين موضوع عدد الشهداء في قطاع غزة والضفة الغربية بتحرير الأسرى، وهو اعتقاد ليس صوابًا لأن الاحتلال يقتل ويدمر ويفعل كل ما يريد.
ونوّه سليمان إلى أنه منذ بداية الإحتلال الإسرائيلي إلى يومنا هذا، سقط أكثر من 170 ألف شهيد، وهذا ما نعلمه، وأكثر من مليون وثلاثمائة ألف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى ملفات المقابر الرقمية والمحاكم والتفتيش والقتل والإبادة وكل ما يمكن أن يسمى جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
واعتبر سليمان أن الإحتلال الإسرائيلي يقتلني ويقتل شعبي ويقتل كل ما يمكن أن يسمى فلسطينيًا أو مقاومًا حتى في لبنان وغيرها من أجل شيء واحد فقط، وهو أنه احتلال نشأته وتكوينه وبقاؤه يقوم على القضاء على الآخر، وهذا ما لم ينجح فيه.
وأوضح سليمان : الآن بما أننا نحتفل بيوم الأسير الفلسطيني، فمن الجيد أن نتحدث عن الأسير الفلسطيني كقصة بطولية ورأس حربة في الشعب الفلسطيني لافتا إلى أن مفخرة الشعب الفلسطيني أن هناك من حمل البندقية وقاوم الاحتلال الإسرائيلي. منهم من قضى نحبه وأصبح شهيدًا، ومنهم من بقي في السجون لقرابة 45 سنة على مرحلتين مثل نائل البرغوثي وغيره من الأسرى الفلسطينيين. استطاعت المقاومة الفلسطينية عبر صفقات متنوعة منذ نهاية الستينات إلى بداية أيامنا هذه تحرير بعضهم من السجون، وآخر الصفقات كانت في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي.
وبيّن سليمان أن أكثر من 2000 أسير فلسطيني، منهم حوالي 390 هم محكومون بأحكام عالية والمؤبدات. بعضهم مر على وجوده في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 82 و83 و85. الأمر الآخر هو حالة المعتقلات في سجون الاحتلال الإسرائيلي تحت حكومة نتنياهو وحكومة بن غفير. أحب أن أصفها بأنها معتقلات النازية الجديدة بكل معنى الكلمة. وهنا عندما نتحدث عن معتقلات نازية، نعني أن الأسير الفلسطيني يُعتقل، وكل يوم يُعتقل ما بين 30 إلى 40 شخصًا على مستوى الضفة الغربية والقدس، أو عندما كان يُعتقل من قطاع غزة.
وأشار سليمان إلى أن الأسير مفقود لا يُثبت أنه حي حتى نعرف أنه كذلك، لأنه قد يموت مثل محمد العارف أثناء التحقيق معه ويستشهد. رأينا ذلك قبل أشهر عندما تم التحقيق معه وقتله، وتم الإعلان عن وفاته ولم تُسلم جثته. الآن في سجون الاحتلال الإسرائيلي عشرات من الأسرى الفلسطينيين، وأحب أن أعدل على مسألة: منذ طوفان الأقصى، استفرد الاحتلال الإسرائيلي بالأسرى الفلسطينيين وقتل تقريبًا من 60 إلى 70 أسيرًا. ولكن عندما تم تسليم بعض الجثث، تم تسليم 200 جثة من قطاع غزة، أي أن هؤلاء الأسرى ربما كانوا معتقلين ثم قُتلوا. نحن نتحدث عن رقم يقارب تقريبًا 260 بالمجمل.
وتابع : أما من بقي وموجود في ثلاجات سجون الاحتلال، فنحن نتحدث عن عشرات الأسرى الفلسطينيين منهم أبو حميد وغيره ممن ماتوا. منهم مصطفى أبو عرة الذي ضُرب حتى الموت وهو في الـ 65 من عمره.