ووفق التحديث الجديد، تجاوز عدد الشهداء والمفقودين حاجز 62 ألفًا، بينهم أكثر من 18 ألف طفل و12,400 امرأة، فيما لا يزال أكثر من 11,000 شخص في عداد المفقودين، منهم من لم تُنتشل جثامينهم من تحت الأنقاض، ومنهم من لا يزال مصيرهم مجهولًا.
وفي سياق الجرائم المرتكبة ضد العائلات الفلسطينية، أشار التقرير إلى أن الاحتلال ارتكب أكثر من 12,000 مجزرة، بينها 11,859 مجزرة استهدفت عائلات بالكامل، فيما تم إبادة 2,172 عائلة فلسطينية بالكامل ومسحها من السجل المدني، في واحدة من أبشع صور التطهير العرقي المعاصر.
كما كشف التقرير عن وجود أكثر من 5,070 عائلة لم يتبق منها سوى فرد واحد على قيد الحياة، في حين أن عدد الشهداء من هذه العائلات تجاوز 9,280 شهيدًا. وأكدت وزارة الصحة أن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى المستشفيات بلغ 51,065، إضافة إلى 116,505 جريحًا ومصابًا، بينهم 4,700 حالة بتر، و17,000 حالة بحاجة لتأهيل طويل الأمد، و350,000 مريض مزمن باتوا مهددين بالموت بسبب انعدام الأدوية.
وأشار المكتب الإعلامي إلى وجود 7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات، وتم انتشال 529 جثمانًا منها، بينما يستمر منع المرضى من السفر لتلقي العلاج، حيث يحتاج 22,000 مريض للسفر، بينهم 13,000 أنهوا كل الإجراءات بانتظار السماح بالخروج، و12,500 مريض سرطان يواجهون خطر الموت الفوري.
من جهة أخرى، أكدت الإحصائيات أن أكثر من مليوني فلسطيني نزحوا قسرًا داخل قطاع غزة، وبلغ عدد الخيام غير الصالحة 111,000 خيمة، في حين أن 280,000 أسرة فقدت منازلها وتحتاج لإيواء فوري. وفيما يخص التعليم، تشير الأرقام إلى أن الاحتلال قتل 13,000 طالب وطالبة، ودمّر 142 مؤسسة تعليمية بشكل كلي، و364 أخرى جزئيًا، بينما حُرم 785,000 طالب من حقهم في التعليم.
كما استهدفت قوات الاحتلال 232 مركزًا للإيواء، و37 مركزًا لتوزيع المساعدات الغذائية، و28 تكية طعام في إطار سياسة التجويع الممنهجة، فيما استشهد 52 مدنيًا نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء، و17 آخرون بسبب البرد، معظمهم أطفال. أما الطواقم العاملة في الميدان، فقد دفعت ثمنًا باهظًا، حيث استشهد 1,402 من الكوادر الطبية، و113 عنصرًا من الدفاع المدني، و211 صحفيًا، إضافة إلى 748 عنصرًا من شرطة تأمين المساعدات، فيما تم اعتقال 362 من الكوادر الصحية، و48 صحفيًا، و26 عنصرًا من الدفاع المدني.
هذه الإحصائيات الثقيلة لا تعكس فقط حجم الخسائر البشرية، بل تكشف عن نمط ممنهج من الإبادة والتطهير العرقي، يطال كل جوانب الحياة في قطاع غزة، وسط صمت دولي وعجز أممي عن وقف نزيف الدم الفلسطيني المستمر منذ ما يقارب العامين.