معرض يعكس اهتمام الفنانين في العالم تجاه جرائم الكيان الصهيوني

“سال صفر”.. وثيقة حيّة للتعاطف العالمي مع الشعب الفلسطيني

الكومي: الفن ليس فقط أداة للتعبير عن المشاعر وعكس الآلام، بل يعتبر أيضا أحد العناصر الأساسية للمقاومة.

فنانو الكاريكاتير ورسّاموه يقومون بردّات فعل سريعة تجاه الأحداث التي تحدث، ومنها التي واجهت اجماع دولي، هي القضية الفلسطينية وخاصة بعد عملية “طوفان الأقصى”، التي أثبتت هشاشة الكيان الصهيوني، والجرائم التي ارتكبها هذا الكيان المحتل، من الإبادة الجماعية وغيرها التي يندى لها جبين البشرية وهي ستكون وصمة عار للبشرية وللذين اتخذوا الصمت أمام هذه الجرائم إلى يوم القيامة.

 

هناك معارض ومهرجانات كثيرة أقيمت تطرقت إلى هذه القضية، وعلى مستوى دولي، ومنها معرض “سال صفر” أي “عام الصفر”، الذي يُقام حالياً في طهران، بمتحف فلسطين للفنون المعاصرة، والذي يتم فيه عرض كاريكاتيرات عن جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان، خلال السنة الماضية.

 

 

مشاركة دولية من 42 دولة

 

إفتتح المعرض يوم الإثنين 14 نيسان 2025، ويضم هذا المعرض 700 رسم كاريكاتوري لـ 65 فناناً من 42  دولة، تم عرض 60  منها في المتحف الفلسطيني للفن المعاصر بجهود “حوزه هنري” في خراسان الشمالية.

 

وفي حفل افتتاح المعرض، أشارت رئيسة “حوزه هنري” في شمال خراسان، إلى استمرار الأحداث المريرة بعد 7 أكتوبر من العام الماضي واعتداءات الكيان الصهيوني على المراكز المدنية في قطاع غزة، إلى هذا المعرض باعتباره الحدث الفني الثاني الذي يحمل موضوع فلسطين في بجنورد.

 

وقالت “أكرم صديقي”: إن معرض “مستشفيات ليست منطقة حرب”  أقيم في الماضي مع التركيز على قصف المستشفيات في غزة، مؤكدة أن  المعرض الحالي تم تشكيله بالتركيز على هموم الفنانين حول العالم ويحاول سرد جوانب أعمق من هذه الكارثة الإنسانية.

 

وفي إشارة إلى آخر إحصائيات ضحايا الهجمات على غزة، والتي تشير إلى  تضرر 600 ألف  شخص، قالت: هذه الإحصائيات تظهر عمق الكارثة التي تحدث، وللأسف في ظل صمت الإعلام الدولي تم تجاهل العديد من الجرائم. يعد تشكيل هذا المعرض فرصة لعكس اهتمامات الفنانين العالمية تجاه الشعب الفلسطيني.

 

وفي الختام، قالت صديقي: الأعمال في المعرض هي أمثلة لمجموعة متنوعة من المعتقدات والجنسيات، بما في ذلك الفنانين المسلمين والمسيحيين وغيرهم من الفنانين الدينيين الذين شاركوا في هذا الحدث بدوافع إنسانية وأخلاقية.

 

وفي إشارة إلى دور الفن في مواجهة الحقائق المريرة، قالت السكرتيرة الفنية وأمينة معرض “عام الصفر”: الأعمال المعروضة في هذا المعرض ليست مجرد انعكاس لما يسمع، بل هي مرسومة على أساس صور حقيقية وتجربة موضوعية للكارثة، وبعض هذه المشاهد لا يمكن تمثيلها إلا في شكل هجاء مرير من الرسوم الكاريكاتورية.

 

إقامة المعرض على الصعيد الدولي

 

واعتبر الأمين الفني للمعرض “عباس ناصري” تشكيل هذا الحدث الفني هو نتيجة عدة أشهر من الجهد والتآزر بين الفنانين من جميع أنحاء العالم، وأكد أن المعرض هو نتيجة جمع وتماسك الأعمال المختلفة في فترة زمنية قصيرة، وقد تم جمع جزء كبير من هذه الأعمال من منصات افتراضية وبتعاون مباشر من فنانين عالميين.

 

وبالنظر إلى استقبال هذا الحدث، أعرب ناصري عن أمله في أن يقام المعرض في مدن أخرى من إيران وكذلك على الصعيد الدولي، حتى تعرض هذه الأعمال في مختلف البلدان وتكون رسالة واضحة إلى شعوب العالم حول الحقائق الراهنة في الأراضي المحتلة.

 

كتاب “عام الصفر”

 

 

وعلى هامش هذا المعرض أيضاً تم إزاحة الستار عن كتاب  “عام الصفر”. يتضمن هذا الكتاب مجموعة من الأعمال المعروضة في المعرض وشروحات حول الجو الذي تم إنشاؤه فيه.  تم نشر الكتاب بهدف الحفاظ على الوثائق الفنية لهذا الحدث ومواصلة السرد الفني للمقاومة.

 

ومن جهته قال أحمد الكومي، نائب رئيس مكتب حماس: إن  الشعب الفلسطيني، وخاصة سكان غزة، يولي أهمية خاصة للفن بكافة أشكاله، بما في ذلك الشعر والرواية. الفن ليس فقط أداة للتعبير عن المشاعر وعكس الآلام، بل يعتبر أيضا أحد العناصر الأساسية للمقاومة، حيث استطاع العديد من الفنانين الفلسطينيين نقل رسالة مقاومة الشعب الفلسطيني إلى العالم من خلال أعمالهم.

 

معرض “عام الصفر” هو عرض للفن الملتزم في أوقات الأزمات، الذي تم إنشاؤه للتعبير عن الحقيقة. ورغم أن المعرض حدث فني، إلا أنه وثيقة حية للتعاطف العالمي مع الشعب الفلسطيني المضطهد ومحاولة لتسجيل الجرائم التاريخية التي لا ينبغي نسيانها.

 

 

المصدر: الوفاق

الاخبار ذات الصلة