غزة تواجه أزمة إنسانية خانقة.. “لا خبز ولا دواء”

يعيش المواطنون في قطاع غزة واحدة من أقسى الأزمات الاقتصادية والمعيشية في تاريخهم، حيث أدى استئناف الحرب وإغلاق المعابر إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

يعاني السكان من غياب شبه تام لمصادر الدخل وارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية. في ظل استمرار الحصار، يطالب المواطنون المؤسسات الدولية، مثل الأونروا والصليب الأحمر وبرنامج الغذاء العالمي، بالتحرك العاجل لتقديم مساعدات مباشرة تشمل الاحتياجات الأساسية، لا سيما الغذاء والمياه والدواء.

 

وقال المواطن سعدي العكاوي، رب أسرة مكونة من سبعة أفراد، إن الأوضاع مأساوية للغاية، حيث لا يملك دخلاً كافياً لتغطية احتياجات أسرته في ظل الغلاء الفاحش وغياب فرص العمل. ودعا العكاوي إلى تبني برامج إغاثية فعالة تشمل توزيع كوبونات شرائية أو طرود تموينية لضمان وصول الدعم إلى الفئات الأكثر تضرراً.

 

وحذر تقرير للأونروا من أن مخزونات الغذاء التي دخلت خلال فترة وقف إطلاق النار قد نفدت تماماً، مما يهدد بوقوع مجاعة في القطاع المكتظ بالسكان، حيث يعتمد أكثر من 80% من السكان على المساعدات الدولية. المواطن أحمد نشوان، موظف سابق، عبّر عن عجزه عن تأمين مستلزمات أسرته من مواد غذائية أساسية، مشيراً إلى أن أسعار المواد الغذائية والخضراوات ارتفعت بشكل جنوني.

 

وفقاً لتقرير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، سجل الرقم القياسي لأسعار المستهلك في غزة ارتفاعاً بنسبة 40.58% خلال مارس 2025 مقارنة بشهر فبراير، بسبب النقص الحاد في السلع وزيادة الطلب خلال شهر رمضان. وطالبت المواطنة أم إياد عطاالله المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، والضغط على سلطات الاحتلال لفتح المعابر وضمان إدخال المساعدات بشكل آمن ومنتظم، مشيرة إلى أن الأطفال ينامون جائعين والكبار عاجزون عن إسكات صرخات أطفالهم.

 

المصدر: العالم