مهند الحاج علي: الردّ الإيراني إنتقل الى العميق الإسرائيلي

خاص الوفاق/ عضو سابق في مجلس الشعب السوري للوفاق: أميركا هي العدو اللدود للشعوب كافة…وأقتصاد سوريا تحت رحمة “قانون قيصر”

أعمال عدوانية يمارسها كيان الإحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة الأميركية التي تضغط على الحكومة السورية وشعبها إقتصادياً وعسكرياً وامنياً سعياً منها لمنعها من فتج اي باب من أبواب التعافي الإقتصادي، وهي، أي أميركا التي تدفع وشتجع تنظيم قسد الإرهابي للسيطرة على النفط في سوريا.

2023-02-14

خاص الوفاق/ أمل محمد شبيب

هي ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف شاحنات تحمل مواداً غذائية وتعبر الحدود العراقية باتجاه الأراضي السورية بشكل رسمي… هي أعمال عدوانية يمارسها كيان الإحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة الأميركية التي تضغط على الحكومة السورية وشعبها إقتصادياً وعسكرياً وامنياً سعياً منها لمنعها من فتج اي باب من أبواب التعافي الإقتصادي، وهي، أي أميركا التي تدفع وشتجع تنظيم قسد الإرهابي للسيطرة على النفط في سوريا.

ما هي أهداف هذه الإستهدافات المتكررة لسوريا؟ وماذا تريد أميركا والكيان الإسرائيلي المهزوم والمنقسم في الداخل من الحكومة السورية؟ والى ماذا تسعى أميركا من قطع الطريق بين طهران ودمشق عبر بغداد؟

جريدة الوفاق إلتقت بالكاتب والباحث السياسي والعضو السابق في مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي، وكان هذا اللقاء…

 

أميركا تضغط على الحكومة السورية كي تجد لنفسها مقعداً على طاولة التسويات الكبرى على المستوى الإقليمي

بداية اللقاء كانت قراءة للإستهداف الأخير لشاحنات كانت متوجهة الى سوريا من قبل الطائرات والتي يعتقد انها اسرائيلية، حيث رأى الحاج علي بأن الإستهداف من قبل طائرات مجهولة وهي معروفة بشكل عام إنها إما اسرائيلية أو أميركية وبات هذا الموضوع واضحاً رغم أن الجهات الرسمية في الولايات المتحدة الأميركية أو حتى في الكيان الصهيوني لم يعترفوا بذلك، لكن الصحافة الإسرائيلية هي دائماً ما تركز على هذه النقاط وتتبجح المخابرات الإسرائيلية من خلال التقارير التي تصدر لاحقاً بالتصريح عن هكذا استهدافات. إذاً هناك قناعة ويقين سوري بأن هذا الإستهداف هو اسرائيلي وأميركي قد يكون مشترك، وأنا برأيي استهداف منطقة التنف أو منطقة البوكمال أو حتى منطقة الشريط الحدودي بين سوريا والعراق له عدة أهداف: أولاً، القراءة الأولية لهذا الموضوع، اليوم نعلم أن الولايات المتحدة الأميركية هي من تضغط على سوريا اقتصادياً، ولا تريد لسوريا أن تفتح اي باب من ابواب التعافي الإقتصادي، ولو حتى مع العراق، وبالتالي هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها الشاحنات، فقد استهدفت عام 2016 شاحنات نفط بين سوريا والعراق وحتى استهدفت شاحنات نقل خضروات وفواكه من سوريا الى العراق، وهنا نقول أن الحكومة السورية حاولت الإلتفاف على هذا الموضوع بإستبدال السيارات السورية بالسيارات العراقية والسائقون كانوا من سوريا، فقامت الولايات المتحدة الأميركية ( أتحدث هنا عن عام 2016  والإعتداء الذي حدث في العام 2016) بعد أن دخلت الشاحنات العراقية المحملة بالبضائع السورية والسائقين السوريين الى الأراضي العراقية، دفعت أميركا بتنظيم داعش الإرهابي للإعتداء على هذه الشاحنات وقام التنظيم الإرهابي بقتل جميع السائقين ونهب السيارات.

إذاً، الولايات المتحدة الأميركية تريد إتمام الإطباق الإقتصادي على سوريا من خلال إتخاذ إجراءات عملية على الأرض هي: إغلاق الحدود بين سوريا والعراق، تشجيع تنظيم قسد الإرهابي على سرقة النفط السوري، طبعاً والإسطول السادس الأميركي الموجود في منطقة غرب آسيا يقوم بمطاردة اي سفينة تدخل أو تحاول الدخول الى المياه الإقليمية السورية ويقوم بمصادرتها. إذاً، هناك إجراءات عملية ليست فقط عبارة عن قوانين صادرة عن الكونغرس الأميركي بطريقة غير شرعية، بل أن هناك إجراءات عملية مباشرة على الأرض وهذا يُعتبر عدوان وإرهاب اقتصادي، هذا ما جانب، من جانب آخر نحن نعلم أن اليوم المنطقة ومنطقة غرب آسيا ماضية الى تسويات كبرى وخاصة بين سوريا وتركيا وايضاً العراق برعاية طبعاً إيرانية ورعاية روسية، وهنا برأيي الولايات المتحدة تريد أن تجد لنفسها مقعداً على طاولة التسويات الكبرى على المستوى الإقليمي، ونحن نلاحظ أن الجانب التركي يميل الى الجانب الروسي أكثر في هذه المرحلة التاريخية طبعاً لعدة أسباب يطول شرحها وهو يستمع الى النصائح الإيرانية، وايران تستخدم نفوذها في الداخل التركي من أجل تخفيف الوطئ عن حليفتها سوريا، لذلك أميركا ترى أن وجودها في الجزيرة السورية أصبح خطيراً جداً ويشكل خطراً على حياة الجنود إذا ما قامت هذه الدول مثلاً بعملية مشتركة ضد تنظيم قسد الإرهابي، الذي يُعتبر وجوده تهديداً للأمن القومي لكل هذه الدول، لذلك اليوم أميركا تحاول أن تضغط على حكومة الجمهورية العربية السورية من خلال هذه الممارسات من أجل أن تجد لنفسها مقعداً على طاولة التسويات الكبرى على المستوى الإقليمي بالإضافة الى اطباق الحصار الإقتصادي.

الكيان الصهيوني يريد استمرار الإستنزاف واستمرار الإستفزاز بدون الوصول الى حرب إقليمية

وعن سبب تبنّي الحكومة الاسرائيلية لهذه الضربة، ولماذا لا يعلن الكيان الإسرائيلي مسؤوليته عن ضرب البوكمال مواقع او شاحنات؟ قال الحاج علي: “تعودنا أن الكيان الصهيوني لا يُصرّح أبداً أو يتبنى اي عمليات عسكرية يقوم بها في الأراضي السورية سواء كانت هذه العمليات تنطلق إما من الجولان العربي السوري المحتل أو من فوق جنوب لبنان أو من فوق البحر أو حتى من منطقة التنف، حتى أن هناك طائرات اسرائيلية تقوم بالإلتفاف فوق الأردن ودخول الأراضي السورية فوق منطقة التنف وتستهدف بعض الأهداف العسكرية وحتى المدنية. نحن برؤيتنا لهذا الموضوع أن الكيان الإسرائيلي لا يريد أن يدخل في صدام مباشر مع سوريا وحلفائها وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأن التصريح، وتبني اي عملية عسكرية برأيي قد يؤدي الى تصعيد الموقف عسكرياً، وبالتالي يؤدي الى حرب إقليمية، اليوم الكيان الصهيوني يريد استمرار الإستنزاف واستمرار الإستفزاز بدون الوصول الى حرب إقليمية لأنه يعلم تماماً أن اي حرب على مستوى محور المقاومة، فإن الخاسر الوحيد سيكون الكيان الصهيوني، وأنا لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية الآن في هذه المرحلة التاريخية قادرة اليوم على دعم هذا الكيان عسكرياً بشكل كامل، وبالتالي هي دائماً تضغط على قادة هذا الكيان بتنفيذ عمليات صغرى وعدم الإعلان عنها وعدم تبنيها، فقط للتسويق في الداخل الإسرائيلي المهترىء من أجل رفع المعنويات ومن أجل كسب اليمين الإسرائيلي المتطرف، وبالتالي لا يعلنون عن هذه العمليات، لأنه في حالة الإعلان بشكل رسمي يعتبر هذا تحدي واضح وصارح لمحور المقاومة، ومحور المقاومة من سوريا الى ايران الى المقاومة الإسلامية في لبنان وحتى المقاومة الفلسطينية في الداخل قد غيّرت معادلة الإشتباك وورسمت معادلة اشتباك جديدة وهي الصاروخ بالصاروخ والجندي بالجندي، وبالتالي هذا سوف يستوجب الردّ والكيان الإسرائيلي يخشى من هذا الرد”.

الحكومة الإسرائيلية الجديدة تسوّق لنفسها على أنها حكومة إنجازات وتحقق إنتصارات في الخارج

وحول تركيز الإعلام الإسرائيلي على هذه الحادثة أكّد الحاج علي أن الإعلام الصهيوني ركّز على هذه الحادثة بشكل كبير لأنهم يريدون ارسال رسائل الى سوريا أنه مهما قامت سوريا من تسويات ترعاها ايران أو ترعاها روسيا لن تسمح الولايات المتحدة الأميركية بأي نوع من أنواع التنفس الإقتصادي للشارع السوري، إضافة الى تخفيف وطأة الضغط الإسرائيلي الداخلي على الحكومة اليمينة والمتطرفة الموجودة حالياً في الكيان الإسرائيلي، تريد هذه الحكومة أن ترسم صورة للداخل الإسرائيلي أنها تحقق إنجازات باهرة في الخارج وتقوم بإستهداف ما تسميه بالأعداء دائماً وبالتالي تصرف أنظارهم عن اي صراع سياسي يحدث في الداخل الإسرائيلي والصراع هو موجود حكماً، بالإضافة الى ذلك تريد أن تسوّق لنفسها على أنها حكومة إنجازات وتحقق إنتصارات في الخارج، لكن بكل تأكيد إذا ما استمر الموضوع على هذا النحو ليس فقط الوجود الأميركي في المنطقة هو مهدّد بل حتى الوجود للكيان نفسه.

الولايات المتحدة الأميركية تلجأ الى الجيل الخامس من الحروب وهو الحرب الإقتصادية وتحاول توليد تنظيم داعش الإرهابي من جديد

ولأن الكيان الاسرائيلي لا يقوم بأي تصرف دون ضوء اخضر اميركي، وما إذا كانت هذه الضربة هي للإقتصاد السوري ام رسالة اميركية لبغداد؟ الكاتب والباحث السياسي مهند الحاج علي بأن هذه رسالة للبلدين، مضيفاً: ” هي رسالة لسوريا بأننا لن نسمح لسوريا بإيجاد اي حلول من اجل أن تحقق أي نوع من التطور أو التحسن الإقتصادي، لأن الولايات المتحدة الأميركية تلجأ الى الجيل الخامس من الحروب وهو الحرب الإقتصادية التي تهدف للضغط على الشعوب في لقمة عيشها خاصة شعوب محور المقاومة وهذا ما تعانيه الجمهورية الإسلامية في ايران من أجل أن تكون هذه الشعوب أولاً مشغولة في تأمين لقمة عيشها وبالتالي تبتعد عن قضايا الإستراتيجية والقومية والوطنية هذا من جانب، ومن جانب آخر هم يعولون على إثارة الإضطرابات في هذه البلدان من أجل أن تضغط هذه الشعوب بدورها على حكومات هذه الشعوب كي تغيّر من سياستها تجاه الكيان الصهيوني، لذلك برأيي هي رسالة الى سوريا ورسالة الى بغداد بأنه يجب عدم فتح اي نوع من أنواع التعاون وطبعاً قطع الكاريدور الإقتصادي والأمني والعسكري بين سوريا والعراق وايران، البرّي طبعاً، وهذا ما كان من أولويات كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، فهي من قامت بتدريب وتمويل وتجهيز تنظيم داعش الإرهابي ونشره على طول الحدود السورية -العراقية، وكادوا في مرحلة من المراحل أن يحققوا القطع الجغرافي، والوصل الجغرافي الإقتصادي طبعاً والأمني والعسكري بين سوريا والعراق ومن خلال العراق الى ايران، ولكن بالتعاون بين الجيش السوري والعراقي والحشد الشعبي استطعنا أن نقضي على تنظيم داعش الإرهابي، لذلك ابتدعت الآن الولايات المتحدة الأميركية فكرة “الفكر الإنفصالي” أو إنشاء “دويلة انفصالية” بإسم الأكراد في الجزيرة السورية ولكن هي تعلم تماماً أن هذه الدويلة لا يمكن أن ترى النور، لذلك هي تحاول أن مرة أخرى الأن إنتاج تنظيم داعش وتوليده مرة أخرى، وهي تلوّح بهذا أكثر من مرة، ونحن نعلم أن هذا التنظيم موجود بخلاياه النائمة بالقرب من القواعد الأميركية الغير شرعية الممتدة على طول الحدود السورية العراقية وتحاول قطع الطرق البرية لأهداف اقتصادية وأمنية وعسكرية، لكن هذا الموضوع لن ينجح إن شاء الله، بل بالعكس هذه القواعد الغير شرعية هي الآن في مرمى صواريخ المقاومة ويتم استهدافها بشكل دائم، وهناك خسائر فادحة تقع في الجانب الأميركي، ولكن الأميركيين لا يعترفون بهذه الخسائر”.

محور المقاومة غيّر معادلة الإشتباك وأمن الكيان الإسرائيلي في خطر

أما عن سبب أو أسباب تمنع واشنطن بغداد من الانفتاح على دمشق، وفي هذا رأى الحاج علي أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية الحالية هي تجزيء المجزّأ ومحاولة إضعاف حكومات شعوب المنطقة، وهي تعي تماماً أهمية سوريا والعراق، وإذا ما كان هناك في العراق حكومة قوية وذات سيادة تستطيع التعامل بشكل إيجابي مع الحكومة القوية وذات السيادة في سورية، فإن هذا سيؤدي بكل تأكيد الى تشكيل خطير كبير على وجود وأمن الكيان الإسرائيلي، وهذا سوف يؤمن تواصل عسكري وأمني وإقتصادي كبير جداً من شأنه أن ينعش اقتصاد البلدين، هذا من جانب، ومن جانب آخر من شأنه ان يقوي محور المقاومة وفصائله أكثر فأكثر، لذلك تعمل الولايات المتحدة الأميركية على ايجاد اي سبيل أو اي وسيلة من وسائل الضغط سواء كان بالترهيب أو حتى بإثارة المشاكل والقلق، ونحن نعلم أن العراق منذ عدة سنوات حتى الآن لم يعرف طعم الراحة، هناك دائماً مشاكل وقلاقل سياسية وفراغات في المناصب السيادية، طبعاً كل هذا يهدف الى خلق حكومة ضعيفة في العراق ومتزعزعة لا تستطيع التعامل بشكل إيجابي مع جيرانها وخاصة المقاومين منهم، وبالتالي تضمن هامش من الأمان للقوات الأميركية الغير شرعية الموجودة في سوريا، كما تضمن الأمان لقواعدها الغير شرعية الموجودة في العراق، والهدف الأساسي من كل ذلك هو أمن الكيان الإسرائيلي، ولكن بكل تأكيد هذا الموضوع لن يستمر لأن وأكرّر أن محور المقاومة غيّر معادلة الإشتباك وهذا الموضوع مرصود وحسوب وبالتالي هذا سوف ينتهي في القريب العاجل.

استهداف منطقة البوكمال يستهدف مشروع الحزام والطريق

وفي موضوع استهداف منطقة البوكمال وما إذا كان الهدف منه قطع الطريق البري بين طهران ودمشق عبر بغداد، أشار الحاج علي الى أن الممر أو الكاريدور الواصل بين سوريا وايران عبر العراق، لا يكتسب الأهمية فقط عبر محور المقاومة أو حتى على المستوى الإقتصادي بين الدول الثلاث، بل يتعدى ذلك الى المستوى الإستراتيجي وحتى المستوى الدولي، هناك مشروع كبير تقوده الصين وروسيا يُدعى الحزام والطريق وهو ينطلق من المصانع الكبرى الموجودة في الصين ويعبر آسيا ووسط آسيا وصولاً الى إيران وحتى العراق وصولاً الى سوريا وينتهي الى ميناء طرطوس السوري، وقد وقّعت كل من سوريا وايران على هذا المشروع، وحتى العراق كان يريد في فترة من الفترات التوقيع على هذه الإتفاقية، هذه الإتفاقية إذا ما تمت وتمّ تجهيز البنى التحتية لنقل البضائع الصينية الى أوروبا عبر هذه الدول، فإن هذا سيؤدي إلى الإنتعاش الإقتصادي لهذه الدول، بالإضافة الى عزل الولايات المتحدة الأميركية اقتصادياً وجعلها جزيرة لوحدها في البحر دون أن تلقى أي سوق إقتصادي يمكن أن تصرّف بضائعها فيه، كما أن مشروع الحزام والطريق من شأنه ايضاً أن يؤدي إلى إنهيار الدولار لأن شعاره الأساسي التعامل بالعملات المحلية والتعامل بالتبادل السلعي بدلاً من التعامل بالدولار، وهذا شعار رفعته روسيا والصين وتتبناه ايضاً الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسوريا، لذلك اليوم استهداف منطقة البوكمال واستهداف الشريط السوري- العراقي له عدة أهداف ومآرب ليس فقط تحديد الفصل الجغرافي بين سوريا والعراق وإيران على المستوى الإقليمي، بل ايضاً يتعدى ذلك الى تعطيل مشروع الحزام والطريق الذي إذا ما تمّ من شأنه أن يؤدي الى كوارث اقتصادية في أميركا وهذا ايضاً سوف يؤدي بعد عدة سنوات على المستوى القريب الى إنهيار الإمبراطورية المالية الأميركية بشكل كامل، وهذا يعني إنهيار الإمبراطورية المالية وهو يساوي إنهيار الإمبراطورية العسكرية والهيمنة الأميركية على كل العالم، لذلك أميركا تتلمس خطراً كبيراً من هذا الكاريدور وتحاول أن تفعل كل ما بوسعها، إما بإستهداف مباشر أو حتى بإثارة القلاقل والإضطرابات داخل البلدان الثلاثة سوريا، العراق، ايران، تحاول أن تستثمر اي شيء اي عميل اي خائن من أجل أن تقطع هذا التواصل.

الكيان الصهيوني يريد حرب خاطفة سريعة عدة ايام فقط ليعيد توحيد الصف الإسرائيلي المنقسم ومحور المقاومة حقق معادلة الردع وينتقل الى معادلة التحرير

وحول عدم وجود اي رد فعل من الجانب السوري ضد هذه الاعتداءات المتكررة، أكّد الحاج علي أنه هنا يجب علينا أن نفهم اليوم طبيعة هذه الإعتداءات،هي إعتداءات أميركية وصهيونية ونابعة أولاً وأخيراً من أن الكيان الصهيوني يشعر بحالة من الذعر وخاصة من الداخل الإسرائيلي، ومثال على هذا، أن هناك مشاكل في الداخل الإسرائيلي، وهذه المشاكل لا تتعدى فقط المشاكل السياسية كصعود يمين متطرف وسقوط اليساريين وأحزاب الوسط الإسرائيلية في إنتخاباتها، إنما يتجاوز ذلك الخلافات السياسية التي إنعكست على سبيل المثال على صرف الرواتب بالنسبة للمعلمين في داخل الكيان، فهم لم يتسطيعوا تشكيل أو إنتخاب أو تعيين رئيس أركان لجيش الإحتلال إلاّ بعد سجال طويل سياسي، كما أن هناك مشاكل في الضمان الصحي في الداخل الإسرائيلي، كل هذه المشاكل سببها المشاكل السياسية والخلافات بين الإحزاب الإسرائيلية، بين يمين متطرف ووسط ويسار، إذاَ، الكيان الصهيوني فعلياً هو مأزوم في الداخل وهذه المشاكل السياسية بدأت تنعكس على مؤسسات الكيان الصهيوني في الداخل، والحل الوحيد لإعادة التجانس والإنسجام في صفوف هذا الكيان هو عدوان خارجي.

نحن نرى أن الكيان الصهيوني يسوّق ويدعو كل يوم الى عدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويريد أن يفتح حرب على المستوى الإقليمي مع إيران، بغض النظر عن النتائج إذا كان سوف يكسب هذه الحرب أو يخسرها أو تؤدي الى زواله، هو يريد حرب خاطفة سريعة عدة ايام فقط ليعيد توحيد الصف الإسرائيلي الداخلي المنقسم فيما بينهم، بالإضافة الى ذلك نتحدث عن نشاط المقاومة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني الذي يربك العدو بشكل كبير جداً، إذاً، العدو يبحث عن حرب إقليمية لكن من الذكاء لنا أن لا نقدّم له هذه الحرب على طبق من ذهب. من ناحية أخرى تعوّدنا في سوريا دائماً أن نردّ على الأصلاء لا أن نردّ على الوكلاء، فالكيان الصهيوني هو وكيل للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، لذلك الردّ دائماَ يكون عبر مجموعات من المقاومة الشعبية السورية الإيرانية والعراقية واللبنانية والتي تقوم بإستهداف معين إما عبر صواريخ أو طائرات مسيّرة، وهي منظومة دخلت جديداً للخدمة منذ عدة أيام لقاعدة التنف وقاعدة حقل عمر النفطي، أي أماكن تواجد الجانب الأميركي بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، لذلك اليوم فإن هذا يعتبر ردّ وردّ قاس، اليوم الكيان الصهيوني يريدنا أن نستهدف بعض المنشآت العسكرية في الكيان ولكن من الذكاء أن لا نعطيها هذه الفرصة، نحن نردّ على الأميركان ونحقق خسائر فادحة في المعدات والأفراد ولكن أميركا لا تعترف بهؤلاء الأفراد على أنهم قتلى لأنهم بالأصل هم متقاعدون وليسوا من الجيش الأميركي النظامي، المارينز والرينجرز، هم عبارة عن متعاقدين من شركات بلاك ووتر ومجموعة من الفارّين من السجون أو الذين تم إخراجهم من السجون وتم إعطاءهم بعض الأسحلة وبعض الإمتيازات ويدفعون بهم الى منطقة غرب آسيا، لذلك عندما تخسر أميركا أعداداً كبيرة منهم فإنها لا تكون مضطرة للإعتراف بهم أمام الرأي العام الأميركي، هذا نوع من أنواع الرد، أما الردّ الآخر فإننا اليوم عندما نرى مقاوماً فلسطينياً بعمرالواحد وعشرين عاماً يُقدم على عملية في داخل القدس، أي في داخل مناطق الـ 48، بالإضافة الى العمليات الفدائية التي تحدث في جنين، والمثير في الموضوع أن كل هؤلاء الأبطال لا ينتسبون الى فصائل فلسطينية بحد ذاتها، هم عبارة عن أفراد يقومون بهذا الرد، ولا ينتقمون فقط الى شهداء جنين أو حتى للشهداء الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، بل إنهم ينتقمون لكل الشهداء في سوريا وايران لأن دعم هؤلاء الأفراد، وهذا الموضوع لم يعد يُخفى على أحد، الدعم هو من سوريا وحزب الله وايران، وهذا ما صرّح به قادة المقاومة أكثر من مرة، وعلى لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قالها أكثر من مرّة أن الأسلحة تصل عبر سوريا من الجمهورية الإسلامية الإيرانية الى الشباب الفلسطيني الغيور على بلده، وبالتالي هذا يعتبر نوعاً من الرد، وأنا برأيي أن هذا الردّ أكبر وأهم بكثير من أن نطلق صاروخاً يستهدف منشأة ديمونة العسكرية، لماذا، لأنه يهدد أمن ما يسمى الكيان الصهيوني من الداخل ويزيد من ارتباكه وبالتالي يدفعه الى ارتكاب حماقات أكثر وبالتالي هذا ما يدفعه الى الإنهيار شيئاً فشيئاً، وأضيف بأنه حتى المشاكل السياسية الموجودة داخل الكيان الصهيوني هي نتيجتها هذه الأعمال المقاومة والأعمال الفدائية. إذاً، محور المقاومة حقق معادلة الردع وممكن أن ينتقل الى معادلة التحرير في اللحظة التي يراها مناسبة.  فالطيران الإسرائيلي كان يتجول في السماء السورية لكن اليوم الكيان الصهيوني لا يستطيع ارسال طائرات ولو حتى حديثة بعد أن اسقط الجيش السوري طائرات اف 16 في عام 2018 وقُتل طياريها، اليوم يُصار الى رمي الصواريخ إما من فوق جنوب لبنان أو عن طريق البحر او من خلال قاعدة التنف، إذاً لا يجرؤ الطيران الإسرائيلي مجدداً على الدخول الى الأجواء السورية بعد ان غيّر محور المقاومة معادلة الإشتباك، وبدأت سوريا تحصل على منظومات دفاع جوّي حديثة جداً من روسيا وإيران، والسيد وزير الدفاع السوري كان موجوداً في الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ عدة ايام وإلتقى برئيس الأركان الإيراني وتم الإتفاق على تفعيل إتفاقيات عسكرية مشتركة ووضع سيناريوهات وإجراء مناورات مشتركة من أجل صدّ أي عدوان محتمل على أحد البلدين من الكيان الصهيوني أو كلاهما، لذلك اليوم، محور المقاومة  يردّ ويردّ بقسوة وفي الداخل الإسرائيلي وممكن أن ينتقل من معادلة الردع الى معادلة التحرير بحسب التقييمات ويكون إنتقالاً لمرة واحدة ونهائية.

أميركا تعتمد على الحلفاء في إدارة ملفات العالم العربي وهي غير قادرة على البدء بحرب في المنطقة

وعمّا إذا كانت واشنطن تحاول اتباع سياسة النأي بالنفس عن اي تصعيد مباشر وتعتمد على الاسرائيلي في تنفيذ اي مخطط، قال الحاج علي بأن بايدن صرّح منذ  بداية توليه السلطة الأميركية بأنه سوف يعتمد على الحلفاء في إدارة ملفات العالم العربي، وكان يقصد تركيا والكيان الصهيوني وتنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة، ولاحظنا ان هناك نشاطاً متزايد للكيان الصهيوني وتنظيم جبهة النصرة في إدلب ولداعش في الجزيرة السورية أكثر عندما وصل الديمقراطيون الى سوريا، لذلك أميركا تسعى فعلاً الى النأي بنفسها عن اي احتكاك عسكري مباشر لعدة أسباب: أولاً، هي مشغولة في دعم النازيين في محاربة روسيا في أوكرانيا، ثانياً، هي غير مستعدة أن تفتح حرباً على المستوى الإقليمي لتحمي كياناً بدأ يبدو كأنه متهالك من الداخل، وأميركا تعلم تماماً أن الجمهورية الإسلامية في إيران قادرة على تدمير كل المصالح الأميركية في منطقة الخليج الفارسي وحتى في سوريا والعراق، كما أن الجيش العربي السوري اليوم بالتعاون مع روسيا وإيران يزداد قوة، ويرمّم إحتياجاته العسكرية التي خسرها في الحرب منذ عام 2011 حتى الآن، وبدأ يزيد من قدراته وتدريباته وتسليحه، حتى أن رئيس ما يُسمى بالموساد الإسرائيلي السابق تحدث عن أن الجيش العربي السوري الذي قاتل لمدة 11 عاماً هو الآن في احسن حالاته، ويشكل تهديداً للداخل الإسرائيلي، اليوم قوة جنوب لبنان المتثملة بحزب الله والمعادلة التي فرضها السيد حسن نصر الله على الكيان الصهيوني ونحن نرى تراجع الكيان الصهيوني أمام المقاومة في لبنان بعد كل إحتكاك، وكان آخرها حقل كاريش، إذاً اليوم الولايات المتحدة الأميركية تعي تماماً إنه إذا ما بدأ حرب في منطقة غرب آسيا فهي غير قادرة أن تنهيها لمصلحتها أو لمصلحة الكيان، لذلك هي تحاول الإعتماد على الوكلاء وتدفع الكيان للقيام بأعمال استفزازية بسيطة، والبند الأساس في هذه العمليات هو عدم الإعتراف بها وعدم تبنيها لأي عملية كما الإعتماد على المجاميع الإرهابية المسلحة، وتقوية الفصائل الإنفصالية أكثر، ومحاولة إثارة النعرات الطائفية والمشاكل والإضطرابات داخل البلاد، وتقوية ما يُسمى بالمعارضة وهذا هو اسلوب الديمقراطيين.

الرد الإيراني سوف يكون من الداخل الفلسطيني

وفي موضوع الردّ الإيراني وتوقعات هذا الرد، أشار الحاج علي الى أن الرد الإيراني اليوم إتخذ منحاً آخر، وهذا المنحى هو الإنتقال الى العميق الإسرائيلي أي دعم مقاومين وفدائيين منفصلين، وخاصة من يطلقون على أنفسهم عرين الأسود، هم ليسوا ضمن فصيل مقاوم منظم ومعروف، مندمجين في الداخل الفلسطيني، وممكن لأي شخص منهم أن يقوم بعملية فدائية، وهم يربكون الكيان الصهيوني ويكبدونه خسائر فادحة، وبالتالي أنا أعتقد أن الرد الإيراني سوف يكون من الداخل الفلسطيني، لأن اليوم لن نقدّم حرباً مجانية للكيان الصهيوني ينقذ بها نفسه، بالإضافة الى ذلك، أثبتت هذه العمليات الفدائية نجاعتها وقدرتها على تحطيم معنويات ما يسمى بالجبهة الداخلية الإسرائيلية والتأثير اكثر على الحكومة الإسرائيلية التي سقطت أكثر من مرة، والكنيست الإسرائيلي فشل أكثر من مرة بإنتخاب رئيس حكومة بسبب هذه العمليات، إذاً أرى أن هذه العمليات لها تأثير كبير على المناحي الإقتصادية والعسكرية والسياسية والأمنية في الداخل الإسرائيلي، لذلك الردّ سيكون من الداخل الفلسطيني بدعم إيراني وسوري ومن كل محور المقاومة، وهو ردّ من خارج الحدود، ومن الممكن أن يكون الرد ايضاً على القواعد الأميركية الغير شرعية الموجودة على طول الحدود السورية- العراقية، وهذا ما حدث قبلاً عندما استهدف المقاومون حقل عمر النفطي بطائرات مسيّرة وكبّدوا الأميركان خسائر فادحة في العتاد والارواح، لذلك السيناريوهات كلها مفتوحة ولكن أعتقد أنها سوف تكون من الداخل الفلسطيني لأنها تشكّل ميّزة ودقة أكثر لمحور المقاومة من اي عمل عسكري آخر في المرحلة الراهنة الحالية طبعاً.

الكيان يقوم بعمليات استخباراتية، يريد من خلالها محاربة إيران ليس بمواجهة عسكرية

وإنتقلنا بالحديث عما إذا كان هناك علاقة بين الهجوم على الشاحنات الغذائية في البوكمال وهجوم المسيرات على مجمع وزارة الدفاع في اصفهان مؤخراً، أكّد الحاج علي على هذا الربط بين الضربتين، قائلاً: “بكل تأكيد هناك علاقة بين الهجوم على الشاحنات الغذائية في البوكمال وعلى مجمّع وزارة الدفاع في اصفهان، وهي ردّة فعل على عملية جنين وعملية القدس، اليوم الكيان الصهيوني ايضاً يحاول أن يرسل رسائل أنه قادر على الردّ في كل مكان وزمان حسب ما يدّعون، لذلك هو اليوم يحاول أن يرمم صورة جيشه التي تزعزعت في نظر المستوطنين، يعني اليوم عندما نقول ، حسب ما يسوّقون طبعاً، أنه رابع أقوى جيش في العالم وأنه يملك أحدث التكنولوجيا في العالم من الناحية العسكرية، ويملك أكثر من 200 رأس نووي وهو غير قادر على ردع فدائي فلسطيني يحمل مسدساً فيه مثلا عشرة طلقات، إذاً، أين هيبة هذه الدولة أو هذا الجيش؟!! هذا الجيش ليس سوى عبارة عن فقاعة، لذلك الكيان يقوم اليوم بعمليات استخباراتية، أهمها أنه يريد أن يحارب إيران، ليس بمواجهة عسكرية بشكل مباشر لأنه يعلم أن نتائجها سوف تنعكس بشكل سلبي على وجوده، ولا حتى بشكل مباشر مع سوريا، هو يريد فقط الإستفزاز وهذه سياسة أميركا التي تضغط بهذا الإتجاه على القادة الإسرائيليين بأن تُبقي الوضع على هذا المستوى من التوتر وان لا ترفع الحدّة لكي لا تصل الى حرب إقليمية”. واضاف: “هناك رؤوس حامية في الداخل الإسرائيلي طبعاً تدعو الى حرب ولكن هي تُثبّط من قبل الأميركان، ويجب أن لا ننسى أن هناك في الداخل الإسرائيلي نتيجة الأعمال الفدائية الفلسطينية  هناك دعوات لتسليح جميع المستوطنين بأسلحة رشاشة اي بأسلحة حربية، ليس فقط بأسلحة خفيفة وما إلى هنالك، وذلك نتيجة الخوف والهلع الذي يعاني منها هذا المستوطن الغاصب، لذلك هذه العمليات يطبلون ويزمرون لها ولو أنها لم تحقق هدفها العسكري ولكن من أجل فقط رفع معنويات الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.

الولايات المتحدة الأميركية منزعجة جداً من الكيان الصهيوني بعد أن قدمت له كل شيء وهو ما يزال يبحث عن حرب

وفي سؤال حول ما إذا كان الاسرائيلي يريد تعطيل العودة الى المفاوضات النووية من خلال التصعيد عسكريا ضد ايران، العضو السابق في مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي بأن هذا كان مطلباً اسرائيلياً لأن ترامب قال أنه منزعج من نتنياهو بسبب عدم نجاحه في الإنتخابات ولم يتلق الدعم الكافي من اللوبي الصهيوني من الداخل الأميركي أثناء الإنتخابات النصفية وصعد بايدن الى سدة الحكم، كما قال ترامب “أنا منزعج من نتنياهو لأنني قدمت له كل شيء”، وكان يقصد في كل شيء أنه انسحب من الإتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية في ايران، وقدّم إعترافاً، هو شكلي ولا نعترف به، وهو “القدس عاصمة الكيان”، وإعترف بأحقيتها بالجولان العربي السوري المحتل، طبعاً تبقى هذه الإعترافات حبراً على ورق ولا تساوي قيمة الحبر الذي كُتبت به، ولكن اليوم الولايات المتحدة الأميركية منزعجة جداً من الكيان الصهيوني لأنها قدمت له كل شيء وهو ما يزال يبحث عن حرب، اليوم الداخل الإسرائيلي مضطرب ونحن نعلم ان تركيبة هذا الكيان هي تركيبة مختلطة، هم مجموعة من شتات الناس، من كل دول العالم، جُمعوا في مكان واحد لا تربطهم إيديولوجيا، وما يربطهم فقط هو الخطر الخارجي، لذلك نرى أن هذا الكيان دائماً ما يريد أن يبحث عن إحتكاكات عسكرية، عن عدو خارجي لكي يوحّد الصف الإسرائيلي ويبقيهم على ارض فلسطين العربية المحتلة، ولكن اليوم هم يعلمون أن القدرات الإيرانية أصبحت في مكان لا يمكن أبداً لا للكيان الصهيوني ولا حتى للولايات المتحدة الأميركية أن تتجاوزها، وأن التكنولوجيا العسكرية الإيرانية قادرة على تحقيق الردع لكلا الجيشين،الأميركي والإسرائيلي، لذلك هو دائماً يعمل على تعطيل المفاوضات للوصول الى إتفاق مع الجمهورية الإسلامية في ايران حول الإتفاق النووي، علماَ ان الجمهورية الإسلامية في ايران قدمت كل التسهيلات من أجل أن تعلن أن برنامجها النووي هو برنامج سلمي وليس برنامج عسكري، وبصراحة نحن نستغرب في اي موازين دولية تُقاس هذه المواضيع، فالكيان الصهيوني حصل على أول قنبلة نووية له عام ،1967 وفي حرب تشرين التحريرية كان يريد أن يضرب دمشق والقاهرة والسد العالي بالقنابل النووية، لكن من أثناه عن ذلك هو الولايات المتحدة الأميركية التي استعوضت عن الضربة النووية للدول العربية، في ذلك الوقت، بجسر جوي للإمدادات عندما شعر الكيان الصهيوني بأن جبهة الجولان قد إنهارت تماماً واصبحت بيد السوريين، الكيان الإسرائيلي ومنذ عام 1967 يملك عشر قنابل نووية، وهذا الكيان الصهيوني يريد دائماً أن يتذرّع بأي شيء ويضغط عبر لوبياته ومؤسساته الصهيونية التي تحكم الولايات المتحدة الأميركية لعدم العودة الى الإتفاق الإتفاق النووي لعدة اسباب أهمها شيطنة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجيشها والحرس الثوري الإيراني، وتريد دائماً ان ترسم أن هناك خطراً قادم من إيران يهدد الكيان الصهيوني، وكل هذا كي لا يجعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مرتاحة أكثر ويشكل ضغطاً أكبر على حكومتها، علماً أننا نعلم كلنا أن هذا لا يمكن أن يشكل خطراً على البرنامج النووي الإيراني كونه سلمي، في نفس الوقت هذا الموضوع لن يشكل أي تهديد امني أو عسكري بالنسبة لإيران.

الردّ الإيراني حتميّ، والكيان عاجز عن تحطيم وهزيمة محور المقاومة

وفي سؤال عن من المسؤول عن هذه الهجمات المتكررة، او من يقف وراء ذلك، الولايات المتحدة الاميركية او الكيان الإسرائيلي وما إذا كان هذا الكيان يخشى من رد ايراني، ذكر الحاج علي بعض الدراسات التي تتحدث عن قرب زوال هذا الكيان، وهذه الدراسات اسرائيلية وليست دراسات إيرانية ولا سورية ولا حتى لبنانية صادرة عن محور المقاومة، هذه الدراسات الإسرائيلية تتحدث عن قرب زوال هذا الكيان بعد أن عجزوا عن تحطيم وهزيمة محور المقاومة أو فصل اضلاعه عن بعضها البعض، هذا المحور يزداد قوة وردعاً وتسليحاً يوماً بعد يوم، وهنا يمكن الحديث عن رد الفعل السوري على اي حرب على المستوى الإقليمي، اولاً، من ناحية الصواريخ سوف يكون الردّ مزلزلاً فوق رؤوس الكيان، فما بالك بقوة قوية على المستوى الإقليمي مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هنا سوف يكون الردّ صاعقاً، يعني وبإعتقادي أن ردة فعل محور المقاومة على اي حرب إقليمية وفي الدقيقة الأولى من الحرب هو تحطيم كامل للكيان، وأنا قرأت دراسة منذ عام 2006 يوم كان الكيان الصهيوني يقدّم بعض السيناريوهات لحرب شاملة ضد سوريا، وجاء في الدراسة ان سوريا سوف تتلقى دعماً إيرانياً ودعماً من حزب الله، طبعاً هذا إفتراض لحرب شاملة، وبالتالي اليوم ردّة الفعل الصاروخية لحزب الله وللجيش السوري والجيش الإيراني سوف تكون مدمّرة لهذا الكيان، وبالتالي ألغوا هذا العدون وبدأو يدرّبون الطيارين الإسرائيليين على إجراء غارات وهمية فوق العراق، اي على أراض تناظر أراض سورية، والتزوّد بالوقود بالجو والهبوط وفق إتفاقية تم توقيعها مع اليونان، لأنهم يعلمون تماماً أن الطيار الإسرائيلي في اي حرب مفتوحة ضد سوريا أو إيران لن يجد مدرجاً يعود إليه في الداخل الإسرائيلي.

التكنولوجيا الإيرانية تربك العدو وترعبه

وفي تفسير عن اعلان الكيان الإسرائيلي الاستنفار العسكري تحسّباً من هجمات ايرانية بطائرات مسيرة قال الباحث السياسي الحاج علي بأن هذا الإعلان من قبل الكيان الصهيوني فيما يخص الإستنفار العسكري تحسباً من هجمات إيرانية بطائرات مسيّرة، “أولاً، هذا يعطينا مؤشراً أن التكنولوجيا الإيرانية في هذا الموضوع أصبحت تربك وترعب العدو، وبالتالي هي نقطة إيجابية لها في هذه النقطة، كما أننا نستطيع أن نستشف من هذا الإعلان ان الكيان الصهيوني يعي تماماً قوة الجيش الإيراني ومحور المقاومة، وأن أي ردّ سيكون مزلزلاً إذا ما تم بشكل مباشر، بالإضافة الى ذلك هو ايضاً يحاول توحيد الصف الإسرائيلي المنهار في الداخل من خلال إعلان هذا الإستنفار والإعلان عن خطر خارجي”. وأضاف: “اليوم لا شيء يوحد الإسرائيليين سوى شعورهم بأن هناك خطراً خارجياً دائماً يتربص بهم، ونذكر مثالاً على ذلك أن الدعاية الإسرائيلية على مرّ تشكيل الحركة الصهيونية العالمية هي دائماً تسوّق على انها دولة ضعيفة بسيطة ومحاطة بالأعداء والآن ينضم الى هؤلاء الأعداء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عندما صححت مسار الثورة بعد إنتصار الثورة في سبعينيات القرن الماضي عام 1979 ، عندما  إنتصرت الثورة الإسلامية في ايران وطردت السفارة الإسرائيلية من طهران وأعطت هذا المبنى الى السفارة الفلسطينية. اليوم كل هذا يدفع الكيان الصهيوني لإستثمار هذا من أجل توحيد الصف الداخلي الإسرائيلي المنهار وأنا برأيي كل هذا لن ينفعه أبداً لأن هذا الكيان وصل الى مرحلة من الضعف لا يمكن العودة منها”.

 هناك مناروات مشتركة بين جيش العربي السوري والجيش الروسي والجيش الإيراني، والردّ على اي عدوان سيكون بتحرير شامل لكل فلسطين

وحول التصريحات الإايرانية والسورية التي تحدثت عن رد قريب على الاعتداءات الاسرائيلية على البلدين وما إذا كانت كل من دمشق وطهران لديهما جهوزية للرد على العدوان الاسرائيلي، أكّد الحاج علي بأننا :” تعودنا أن السياسية الإيرانية والسورية لا تعلنان عن طبيعة الردّ على الكيان الصهيوني كونه سرّ عسكري، كما أن الرد دائماً عندما يكون مفاجئاً يكون مزلزلاً بشكل أكبر، واليوم طبيعة هذا الرد تختلف، قد تكون على مستوى الداخل السوري، قد يكون على مستوى الداخل الفلسطيني، قد يكون استهداف القواعد الأميركية الموجودة في الجزيرة السورية واستهداف عناصر شرطة أو حتى قوات للجيش في الداخل الإسرائيلي، وهذا ما يشكل عامل قوة أكبر وتهدداً لأمن الكيان بشكل أكبر، كما أنها ترسم الصورة الحقيقية للكيان الصهيوني على أنه “أوهن من بيت العنكبوت”، لذلك أن أعتقد ان سوريا وطهران لديهما كل الجهوزية للرد على اي عدوان اسرائيلي سواء أكان هذا العدوان عبارة عن إعتداءات متقطعة أو حتى حرب شاملة، فترميم ما خسره الجيش العربي السوري في الحرب الأخيرة ضده وإجراء مناورات مشتركة، بعد الإعلان عن هذه المناورات يقضّ مضجع الإسرائيليين لأنهم يعلمون تماماً أن الجيش العربي السوري يقوم منذ عدة أشهر بمناروات مشتركة مع الجيش الروسي، واليوم هذه المناورات سوف تكون مع الجيش الإيراني، وهذه نقلة نوعية في طبيعة العلاقة العسكرية بين البلدين، ونحن نعلم أن هناك مستشارين ايرانيين موجودين في سوريا وقد درّبوا عناصر وضباط الجيش العربي السوري على تكتيكات حديثة للتصدي للمجاميع الإرهابية وقد نجحوا في ذلك، كما أن الجيش العربي السوري استطاع بفضلهم وبفضل مؤازرتهم وولائهم وإخلاصهم لقضيتهم أن ينتصر على تكتيك جديد في الحروب لم يكن يعرفه جيش كلاسيكي، ونحن نعلم أن الجيش العربي السوري كان جيشاً كلاسيكياً معداً لحرب شاملة لتحرير الأراضي العربية المحلتة، لكن عام 2011 فُرضت عليه مستوى آخر وتكتيك آخر من الحروب هو نظام الـ (بروكسي وور proxy war  )، أو الحروب بالوكالة، وهذا يعني استخدام المجاميع الإرهابية أي حرب العصابات، و الجيش العربي السوري لم يكن يملك كل مفاتيح هذه الأنواع من الحروب، جاء المستشارون الإيرانيون وقدموا للجيش السوري كل الخبرة في هذا الموضوع، ونتائج هذا التعاون كانت واضحة على الأرض بالطرد وكنس جميع الإرهابيين من الأراضي السورية وعلى مساحات واسعة وشاسعة، كما أن كل جيوش العالم أبدت إعجابها بطريقة عمل المستشارين الإيرانيين ودعمهم للجيش السوري العربي وأداء الضباط السوريين. والاهم أنه عندما ننتقل الآن الى مستوى أخر لتكون هناك مناورات معلنة بين الجيشين هذا فيه رسالة للكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة الأميركية على أن طبيعة الردّ على اي عدوان شامل سوف يكون بتحرير شامل لكامل الأراضي الفلسطينية وبكل تأكيد في الأيام المقبلة عندما نرى طبيعة التدريبات العسكرية بين الجيشين السوري والإيراني سوى نرى طبيعة الرد المتوقع”.

وختم المحلل السياسي مهند الحاج علي حديثه بما قام به الجيش العربي السوري منذ عدة أشهر، حيث أقام بمشروع وبيان عملي بالتعاون مع الجيش الروسي بعبور حاجز مائي كان فيه رسالة لتنظيم قسد الإرهابي ومن خلفهم الأميركان على أن نهر الفرات لن يكون أبداً حدوداً للجمهورية العربية السورية وان الجيش العربي السوري ممكن ان يعبر هذا النهر في اي لحظة بمدرعاته وآلياته، ويقوم بإستخدام الحلّ العسكري ضد تنظيم قسد وتحرير الأرض ، أنا برأيي أن السيناريو القادم مع الجيش الإيراني سوف يكون موجهاً للكيان الإسرائيلي وسوف يرى الكيان بأم عينه ماذا يمكن للجيش العربي السوري من خلال الدعم الإيراني أن يقدّم في حال حدوث اي عدوان وبرأيي هي رسالة واضحة للإسرائيليين أنه من الحماقة بمكانة ما أن تُقدموا على اي عدوان على سوريا أو ايران أو كلاهما.