تُعتبر إيران، بفضل تاريخها العريق وثقافتها الغنية وطبيعتها البكر، وجهة جذابة للسياح الباحثين عن العلاجات لتوفر الامكانات والاطباء الحاذقين ذوي الخبرة وقلة تكلفة العلاج. تستهدف الرؤية المستقبلية للبلاد جذب 20 مليون سائح صحي. ولتحقيق هذا الهدف الكبير يتطلب الأمر تعاوناً وثيقاً بين القطاعين الخاص والحكومي وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية للسياحة الصحية، وإعلانات فعّالة على المستوى الدولي.
كما أظهرت الحكومة عزماً جاداً لتطوير هذا المجال من خلال توقيع مذكرات تفاهم متعددة مع دول مختلفة. وسيلعب التعاون بين منظمة السياحة ووزارة الخارجية والنظام الطبي دوراً كبيراً في توحيد معايير الخدمات، وتسهيل الإجراءات الإدارية، ورفع جودة الخدمات العلاجية، مما يساهم في جذب السياح الصحيين.
إمكانيات كبيرة لازدهار السياحة الصحية
إن التقدم الطبي والعلاجي في إيران لا مثيل له في الشرق الأوسط. يمكن اعتبار إيران واحدة من الدول الرائدة في المجال الطبي في المنطقة. من جهة أخرى، فإن انخفاض تكاليف العلاج نسبياً في البلاد يوفر إمكانيات كبيرة لازدهار السياحة الصحية، خاصة من قبل الدول المجاورة.
اليوم، يتوجه العديد من المرضى وخاصة مرضى السرطان من جميع أنحاء العالم، وبشكل خاص من الدول العربية، إلى إيران للعلاج. إن وجود أطباء متخصصين ذوي خبرة وتقديم خدمات متخصصة في مجال تشخيص وعلاج السرطان، جعل إيران واحدة من المراكز المهمة لعلاج السرطان في المنطقة. كما أن إجراء عمليات التجميل وغيرها من الخدمات الطبية يزيد من جاذبية إيران للسياح الصحيين.
توفير الأرضية لنمو السياحة الصحية في البلاد
إيران، بفضل وجود كادرٍ مُخَصَّصٍ من الأطباء، خصوصًا في مجالات التجميل والامراض المستعصية، وكذلك الاستفادة من أحدث التقنيات الطبية، تُعَدُّ واحدةً من الأقطاب الجيدة للسياحة الصحية في المنطقة. ومع ذلك، ورغم وجود الإمكانيات الكثيرة في هذا المجال إلا إن إحصائيات السياح الصحيين القادمين إلى البلاد وعلى الرغم من النمو الملحوظ، لا تزال أقل من القدرات المتاحة.
يُعتبر انخفاض التعريفات الطبية مقارنةً بدول المنطقة من المزايا التنافسية لإيران، مما يمكن أن يساعد في جذب السياح من الدول المجاورة، وخاصة العراق وأفغانستان. ومع ذلك، من أجل أن نصبح وجهة سياحية صحية تنافسية على المستوى العالمي، نحتاج إلى الاستثمار في البنية التحتية السياحية، والإعلانات الفعالة، وإنشاء حزم شاملة للسياحة الصحية.