هذا الابتكار جعل إيران واحدة من بين 6 دول رائدة عالمياً في هذا المجال، كما أن تكلفة إنتاجه تعادل ثلث تكلفة الأجهزة المستوردة، مما يفتح المجال أمام تصدير المنتجات الزراعية والدوائية المجففة.
خلال زيارة لمحافظ فارس إلى هذا الإنجاز، وصف الجهاز بـ”معجزة تقنية في ورشة صغيرة”، وهي معجزة قادرة على تحويل نفايات الزراعة إلى ثروة مستدامة وحل مشكلة نقص مسحوق الحليب للأبد. تصور أنك تستطيع تناول فواكه الصيف في فصل الشتاء بنفس الطعم والقيمة الغذائية، أو إرسال الأدوية الحساسة للحرارة إلى أماكن بعيدة دون القلق من تلفها! هذا الحلم أصبح حقيقة بفضل جهاز التجفيف بالتجميد المُصنّع في شيراز، والذي يجمد المواد عند درجة حرارة -40 درجة مئوية ويحول الماء مباشرةً إلى غاز دون الإضرار بالبنية.
هذه التقنية تقلل وزن المنتجات الزراعية بنسبة تصل إلى 90%، وتلغي الحاجة إلى ثلاجات مكلفة أو وسائل نقل معقدة. والأكثر إثارة للاهتمام، وفقاً للمطورين، أن القرويين يمكنهم قريباً تحويل الفواكه إلى “ذهب مجفف” باستخدام نماذج منزلية من هذا الجهاز وزيادة أرباحهم بشكل كبير.
وصرح الرئيس التنفيذي لهذه الشركة القائمة على المعرفة بأن “إنتاج هذا الجهاز جعل إيران الدولة السادسة التي تمتلك هذه التقنية”، مضيفاً أن “تكلفة الجهاز المنتج تعادل ثلث تكلفة الأجهزة المستوردة”.
وأوضح عارف يزدان بناه أن الجهاز يُستخدم لتجفيف المواد الحساسة للحرارة التي لا يمكن تجفيفها بالطرق التقليدية. في هذه الطريقة، يتم تجميد المنتجات أولاً عند درجة حرارة -40 درجة مئوية ثم يتم تحويل الماء أو المذيب من الحالة الصلبة إلى الغاز.
وأشار يزدان بناه إلى أن هذه الطريقة تُستخدم لتجفيف الحليب، الفواكه، الخضروات، واللحوم، حيث يمكن تخزين المنتجات الجافة لمدة تصل إلى 25 عاماً دون الحاجة إلى ثلاجة مع الاحتفاظ بنسبة تصل إلى 99% من خصائصها الفيزيائية والكيميائية، بما في ذلك المعادن، البروتينات، والفيتامينات. وأضاف: إن المنتجات التي يتم تجفيفها بهذه الطريقة تُستخدم في الجيوش العالمية نظراً لقيمتها العالية من حيث الوزن المنخفض والعمر التخزيني الطويل، مما يجعلها طريقة فعّالة لحفظ المواد القابلة للتلف ونقلها.
كما أكد أن تقنية الجهاز تُستخدم أيضاً في الصناعات العسكرية لتجفيف البارود. وبما أن الجهاز يُستخدم أيضاً لتجفيف الحليب، فإنه يُعتبر إضافة مهمة للصناعات اللبنية ويساهم بشكل كبير في توفير مسحوق الحليب في إيران، وهو منتج شهد نقصاً ملحوظاً في السنوات السابقة. وأشار يزدان بناه إلى أن الجهاز الذي تم تصميمه من قبل الفريق يتميز بالتقنيات العالية وهو أوتوماتيكي بالكامل، حيث لا يتطلب تدخلاً بشرياً أثناء عملية التجفيف.
*زيادة قيمة المنتجات الزراعية باستخدام الجهاز
يعتمد جزء كبير من اقتصاد محافظة فارس على الزراعة، وإضافة قيمة إضافية إلى المنتجات الزراعية يمكن أن يكون لها تأثير كبير في الحفاظ على وظائف القطاع الزراعي وتعزيزها.
ووفقاً للرئيس التنفيذي لهذه الشركة، فإن المنتجات الزراعية المجففة تُصدّر عموماً وتُباع بقيمة مرتفعة. كما أشار إلى أن هذه المنتجات لم يتم إنتاجها سابقاً في جنوب إيران، ويمكن أن تجعل شيراز مركزاً لإنتاج وتصدير اللحوم، الحليب، والمنتجات الزراعية المجففة. وأضاف: إن الجهاز قد تم تطويره ليكون جاهزاً للتسويق التجاري ويمكن تنفيذه للأعمال الصغيرة، مع دعم مالي للمشترين وضمان شراء منتجاتهم لتصديرها.
وأوضح المسؤولون أن المنتجات المجففة باستخدام هذه الطريقة تقلل الأعباء المالية المتعلقة بالثلاجات ومشاكل النقل الأخرى، مما يجعل تصدير المنتجات الزراعية أكثر كفاءة واقتصادية.