في الأسبوع الماضي، تم نشر آخر تصنيف لمؤشر سكيمو (Scimago) حول حالة الدول المختلفة من حيث النشر العلمي لعام 2024. وفقاً لهذا التصنيف، حصلت إيران على المرتبة السابعة عشر عالمياً في مؤشر الإنتاج العلمي (نشر المقالات العلمية). وهذه هي السنة الثانية التي يتراجع فيها ترتيب البلاد في هذا المؤشر. قبل عامين، كانت إيران تحتل المرتبة الخامسة عشر عالمياً في هذا التصنيف.
وقال الدكتور صمد نجاد ابراهيمي حول آخر نتائج تصنيف قاعدة بيانات سكيمو: “لقد قمنا العام الماضي بعدد كبير من الإجراءات لتحسين ترتيب البلاد في هذا المؤشر لنتمكن من الحفاظ على المرتبة السادسة عشر، ولكن قاعدة بيانات سكيمو قامت هذا العام بنشر نتائج التصنيف قبل حوالي 20 يوماً”. وأضاف: “استندت قاعدة بيانات سكيمو إلى بيانات شهر مارس من العام الميلادي الخامس من أسكوبس. ووفقاً لتصنيف سكيمو، فإن الفجوة بيننا وبين هولندا التي تحتل المرتبة السادسة عشر عالمياً تبلغ حوالي 200 وثيقة؛ بينما إذا قمنا بمراجعة البيانات الحالية لأسكوبس لعام 2024، فقد نشرنا حوالي 200 مقال أكثر من هولندا، وإذا تم إجراء التصنيف بناءً على البيانات الحالية، لكنّا في المرتبة السادسة عشر. بالطبع، هذه هي مشكلتنا وليست مشكلة التصنيف”.
وأشار نجاد ابراهيمي إلى أنه “كنا نتوقع مسبقاً أن نصل إلى المرتبة 17 هذا العام، ولهذا السبب بذلنا جهوداً كبيرة حتى لا يحدث ذلك. الآن نحتل المرتبة السادسة عشر في أسكوبس، لكن في الوقت الذي تم فيه جمع بيانات قاعدة سكيمو كنا في المرتبة السابعة عشر، وقد تم تسجيل ذلك كترتيبنا لعام 2024”.
وأوضح حول نقاط القوة لإيران في تصنيف هذا العام لسكيمو: “أول نقطة قوة لدينا في مجال المجلات. في تصنيف عام 2023، كان عدد المجلات المتميزة ذات “الربع” (Q) في إيران 320 مجلة، ولحسن الحظ، بفضل التخطيط الجيد، زاد هذا العدد هذا العام إلى 377 مجلة، وهو ما يمثل حوالي 57 مجلة جديدة نظراً لتحسين جودة النشر”. وقال: “لو لم يتم إجراء الفهرسة، لكنا وصلنا إلى المرتبة العشرين”.
وأضاف المدير العام لمكتب السياسات والتخطيط البحثي في وزارة العلوم: “حدث هذا الارتفاع في عدد المجلات ذات الـ “Q” من خلال الفهرسة، وإذا لم تتم فهرسة المجلات، لكان ترتيب الدولة العلمي الآن هو المرتبة العشرين. لقد أضافت المجلات المفهرسة خلال السنوات الثلاث الماضية حوالي 5-6 آلاف مقال إلى مجموع مقالات إيران في أسكوبس”. وتابع: “في العام الماضي، حصلت 52 مجلة إيرانية على فهرسة دولية، ومتوسط ما يتم فهرسته كل أسبوع هو مجلة واحدة؛ وهذا هو السبب الذي جعل وضعنا جيداً نسبياً”.
وأكد نجاد ابراهيمي: “نحن بالفعل نخطط للعام المقبل. يجب على المسؤولين أيضاً الانتباه إلى هذا الموضوع والاستثمار والدعم اللازمين لذلك”. وأوضح حول الحلول لتحسين نشر المقالات العلمية للباحثين في البلاد: “أحد الحلول في هذا المجال هو تشجيع الباحثين على كتابة المقالات. كما أن الدعاية السلبية حول نشر المقالات العلمية قد أدت إلى إحباط الباحثين. عندما لا يتم تشجيع الباحثين على كتابة المقالات، فإنهم لا يشعرون بالحافز لنشر إنجازاتهم”.
وأشار إلى أن إيران حالياً قد تجاوزت حاجز نشر مليون وثيقة في أسكوبس، وبدأ بمقارنة الدول التي لديها إحصائيات قريبة من إيران في أسكوبس وقال: “نشرت إيران العام الماضي 75117 وثيقة، وهذا العام 76907 وثائق. في الرسم البياني لعملية نشر إيران يتضح تماماً أنه قد انخفضت نشراتنا في عام 2023 مقارنة بعام 2022، وفي عام 2024 عادت عملية نشرنا مرة أخرى للارتفاع، وهذا يؤثر على برامج وزارة العلوم في مجال البحث والتكنولوجيا وحركة فهرسة المجلات”.
وأوضح حول دور الفهرسة: “لقد كان باحثونا ينشرون المقالات في السنوات السابقة أيضاً، ولكن نظراً لأن هذه المقالات لم تكن مفهرسة في أسكوبس، فلم تؤثر على ترتيبنا. والآن مع فهرسة المجلات تحسنت هذه الإحصائيات. والأهم من ذلك أن الأبحاث عالية الجودة التي كانت تُنشر في البلاد وفي المجلات الوطنية أصبحت الآن في متناول الباحثين الدوليين، مما يساعد على تعزيز مكانة البلاد العلمية”.