وتابع ألمدون: “وفقًا لما ورد في “نيويورك تايمز”، قدّمت “إسرائيل” في الأشهر الأخيرة للإدارة الأميركية عدة خيارات لشنّ هجوم على إيران، ومنها خيارات مع جداول زمنية للربيع والصيف المقبل. وتشمل الخطط مزيجًا من الهجمات الجوية وعمليات القوات الخاصة بمستويات خطورة مختلفة، ولكن التقرير الجديد يُشير إلى خطة أصغر حجمًا”. و”ليس واضحًا بالضبط ماذا يقصدون بتعريف الهجوم المحدود”، يقول ميخائيل، ويضيف: “هل يدور الحديث عن هجوم محدود للبنية التحتية النووية فقط، أم للبنية التحتية العسكرية أم الاقتصادية؟ في كل الأحوال، أي هجوم، وبالتأكيد محدود، لن يقضي على جميع البنية التحتية النووية، إنّما سيؤخّر العملية فقط”.
وبحسب تقرير، نُشر قبل حوالي شهرين في صحيفة “واشنطن بوست”، كان من المفترض أن تشمل الأهداف الرئيسة للهجوم “الإسرائيلي” منشأتي “فوردو ونتانز”. وهما موقعان رئيسان في البرنامج النووي الإيراني. وتحتوي “نتانز” على البنية الأساسية لأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، بينما “فوردو” هي منشأة تحت الأرض محمية للغاية ضد الهجمات. وهنا، يصرّح ميخائيل: “حتى لو أصبنا المنشأتين النوويتين، وخاصة في “نتانز”، لن نتمكّن من ضرب المنشآت التي تقع في عمق يتراوح بين 60 و80 مترًا تحت الأرض، لأنّنا لا نملك القنابل المناسبة لذلك”، فبرأيه أنّ: “هجومًا مستقلًّا من المتوقع أن يُحقّق نتائج أقل بكثير، بخلاف التعاون مع الولايات المتحدة الذي كان من المفترض أن يُعيد البرنامج النووي إلى الوراء لمدة عام”.
ما هي تداعيات هجوم محدود؟
تقدير الخبراء، بناءً على ما ورد في “واشنطن بوست” ونشر إيتام ألمدون، أنّ هجومًا “إسرائيليًّا” على المنشآت النووية الإيرانية سيُقيّد نشاط إيران في أفضل الأحوال لبضعة أشهر، وربما فقط لعدة أسابيع. علاوة على ذلك، فإنّ مثل هذا الهجوم قد يُحفّز إيران على مواصلة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى السلاح.
ما الفرق بين هجوم “إسرائيلي” مستقل وهجوم مشترك أميركي-“إسرائيلي”؟
في تقرير “واشنطن بوست”، أشير إلى أنّه على الرغم من موافقة إدارة ترامب في الماضي على بيع مجموعات تدريب لقنابل خارقة للتحصينات لـ”إسرائيل”، إلّا أنّ المصادر العسكرية الأميركية قالت- بحسب ما ينقل الكاتب “الإسرائيلي”- إنّه على الأرجح ستحتاج “إسرائيل” إلى دعم من الجيش الأميركي في الأسلحة المناسبة لمهاجمة المنشآت المحصنة نظرًا إلى التعقيدات الكبيرة.
كما يزعم ميخائيل أن: “هجومًا بمشاركة أميركية سيكون أكثر أهمية بكثير، حيث لن تشمل الضربات البنية التحتية النووية، وحسب، بل أيضًا البنية التحتية الأمنية والدولية. وضرب البنية التحتية النووية بالطريقة التي يستطيع الأميركيون ضربها، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات التي تصل إلى عمق 60 مترًا في الأرض، لن يترك شيئاً تقريبًا”.
ما هي مدلولات الهجوم من دون دعم أميركي كامل؟
وفقًا لتقرير “رويترز”، أشارت “إسرائيل” إلى أنّها ستظل بحاجة إلى ضمان من واشنطن للحصول على دعم دفاعي في حال الردّ الإيراني، حتى لو كان الهجوم نفسه أكثر استقلالية. و”لمواجهة الرد الإيراني، نحن بحاجة إلى دعم أميركي سيقود تحالفًا إقليميًّا ودوليًّا، كما حدث في المرات السابقة، وإلّا ستكون “إسرائيل” أكثر عرضة للخطر”، يؤكد ميخائيل، ويضيف: “إذا عملت “إسرائيل”، بشكل مستقل، في أثناء المفاوضات التي تجريها الولايات المتحدة، فسيكون من الصعب إقناع الأميركيين بتوفير مظلّة دفاعية”. ويذكر ميخائيل: “في الهجومين الإيرانيين، في نيسان/أبريل وتشرين الأول/أكتوبر، أفادت “إسرائيل” من مظلة دفاعية قادتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا والدول في المنطقة. ستضطر “إسرائيل” إلى مواجهة الرد الإيراني بمفردها، هكذا يجب أن تكون فرضية العمل. سيكون ذلك أكثر صعوبة، وبالتالي ستكون الأضرار المحتملة أكبر بكثير”.
كيف يُتوقّع أن يردّ الأميركيون على هجوم “إسرائيلي” مستقل؟
يُشير الكاتب “الإسرائيلي” إلى أنه حتى إذا كان لدى “تل أبيب” القدرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، بشكل مستقلّ وفعّال في وقت قصير، فإنّ ترامب، والذي منع سابقًا الخطة المشتركة، قد لا يمنح الضوء الأخضر. “سيكون هذا تحديًّا خطيرًا ضد الولايات المتحدة التي تقود حاليًّا مسار المفاوضات مع إيران”، يوضح ميخائيل، ويعتقد بأنّ: “”إسرائيل” ليست في وضع يسمح لها بالتحرك بطريقة تتناقض بشكل واضح مع المسار الذي يقوده الرئيس الأميركي، وأنّ مثل هذا التصادم مع رئيس كهذا قد يترتب عليه ثمن باهظ”.