إفادة رئيس الشاباك أثارت ردود أفعال غاضبة وصارخة. رئيس حزب “الديمقراطيين”، اللواء (احتياط) يائير غولان، غرّد على منصة “إكس” معلقًا: “إفادة رئيس الشاباك ليست مجرد تحذير آخر — بل هي لائحة اتهام خطيرة وصفارة إنذار طارئة لـ”الديمقراطية الإسرائيلية”. رئيس الوزراء طلب من رئيس الشاباك ولاءً شخصيًا بدلاً من الولاء لـ”الدولة”، وطلب منه استخدام الجهاز السري ضد “الإسرائيليين”، الكذب على المحكمة العليا، وليّ ذراع سيادة القانون لخدمة مصالحه الشخصية. ليس ضد الإرهاب — بل ضد الخصوم السياسيين، وضد حركة الاحتجاج، وضد الإسرائيليين الذين خرجوا للدفاع عن “الديمقراطية”.
من جانبها، أصدرت ما تسمّى “الحركة من أجل جودة الحكم في “إسرائيل” بيانًا جاء فيه: “الإفادة تحتوي على كشف مثير للقلق بشأن سلوك رئيس الوزراء ومكتبه. وفقًا للمعلومات المتوفرة لدينا، تكشف الإفادة محاولات فاسدة من قبل نتنياهو لاستخدام الشاباك لأهداف شخصية وسياسية، بما في ذلك محاولات تعطيل مسارات القضاء، وطلب تفعيل وسائل خاصة ضد نشطاء الحراك الاحتجاجي، والتستر على تفاصيل في قضية ‘قطر غيت’ وتورط مسؤولين كبار من مكتب رئيس الوزراء فيها”.
كما علّق عضو الكنيست أفيحاي بوؤرون قائلًا: “رونين بار، بنفس الغطرسة التي جلبت علينا كارثة السابع من تشرين الأول/أكتوبر، يشن الآن حربًا نفسية ضدّ “إسرائيل”، ويُبلغنا بأنه هو من سيقرر متى سيُنهي مهامه — وبمباركة المحكمة العليا طبعًا. إعادة ترتيب المؤسسات في “إسرائيل” لم تكن قط بهذا القدر من الضرورة. هذة ليست مجرد “دولة” عميقة، بل “دولة فوق الدولة” وبشكل فاضح. الانحرافات باتت عميقة جدًا، والتغيير المطلوب أعمق بكثير. علينا أن نعيد السلطة إلى الشعب، وسنفعل ذلك حتى لو استغرق الأمر كل الوقت في العالم”.
في السياق ذاته، جاء في بيان ما تسمّى “هيئة النضال أحرار في بلادنا” ردًا على إفادة رئيس الشاباك: “رئيس وزراء يطلب من رئيس جهاز أمني العمل ضد احتجاج شعبي وضد “مواطنين” عاديين، يعيش في عقلية دكتاتور. “إسرائيل” ستنجو من هذه الأزمة، ستبقى “دولة” ديمقراطية وستتعافى. نحن نناضل من أجل تحقيق ذلك! أما نتنياهو فسيُذكر إلى الأبد في كتب التاريخ كمن حاول تحويل “إسرائيل” إلى دكتاتورية وكمن جلب على الشعب اليهودي أعظم كارثة منذ المحرقة.”
أما قادة الاحتجاج ضد رئيس الوزراء — شيكما بريسيلر، موشيه ردمان، يايا فينك وعامي درور — فعلّقوا بالقول: “إفادة رئيس الشاباك هي لائحة اتهام خطيرة ضد نتنياهو، تكشف تعارض مصالح صارخ في سلوكه. نتنياهو حاول الاستيلاء من الداخل على أحد أهم أجهزة أمن “الدولة” وتحويله إلى أداة سياسية.”
وأضاف قادة الاحتجاج: “يجب أن نقول بوضوح، هذه فقط قمة جبل الجليد. من يقود منذ سنوات سياسة “حماس أصل إستراتيجي”، من جلب علينا “المجزرة”، من يحتضن ويغطي على مستشاريه المقربين الذين عملوا لصالح العدو خلال الحرب، لن يتوقف عند أيّ خط أحمر في سعيه للهروب من قبضة العدالة ومن خطورة أفعاله. اليوم حصلنا على شهادة إضافية تُثبت أن نتنياهو خطر على أمن “إسرائيل” وغير مؤهّل للبقاء في منصب رئيس الوزراء ليوم واحد إضافي”.