أنشيلوتي بين التحديات والإفلاس التكتيكي: هل حان وقت الرحيل عن ريال مدريد؟

يعيش كارلو أنشيلوتي فترة معقدة في ريال مدريد، حيث تتضارب الآراء حول ما إذا كان مظلوماً بسبب عدم تدعيم الفريق بصفقات قوية، أم أنه فقد بريقه التكتيكي ولم يعد قادراً على تقديم الإضافة المطلوبة. في ظل المنافسة الشرسة على الألقاب وتزايد الضغوط الجماهيرية والإعلامية، يجد المدرب الإيطالي نفسه في مواجهة تحدٍّ جديد قد يحدد مستقبله مع النادي "الملكي".

وبين الانتقادات الحادة والدفاع عن مكانته كواحد من أعظم المدربين في تاريخ اللعبة، يبقى السؤال الأهم: هل ما يحدث له نتيجة ظروف خارجة عن إرادته، أم أن أسلوبه لم يعد يواكب تطورات كرة القدم الحديثة؟
الوضع الحالي في ريال مدريد

 

يمر ريال مدريد حالياً بمرحلة صعبة تحت قيادة أنشيلوتي، خاصةً بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام أرسنال بنتيجة ثقيلة في مجموع المباراتين (5-1). هذا الإقصاء زاد من الضغوط على المدرب الإيطالي، خصوصاً مع تراجع الأداء في الدوري الإسباني، حيث يحتل الفريق المركز الثاني خلف برشلونة بفارق أربع نقاط.

 

رغم ذلك، لا يزال أنشيلوتي يؤمن بقدرة فريقه على تحقيق لقب هذا الموسم، مشيراً إلى أن الفوز الأخير على أتلتيك بيلباو كان خطوة إيجابية نحو استعادة الثقة.

 

هل أنشيلوتي مظلوم؟

 

هناك من يرى أن أنشيلوتي لم يحصل على الدعم الكافي من الإدارة، حيث لم يتم التعاقد مع لاعبين جدد لتدعيم الفريق، مما جعله يواجه صعوبات في المنافسة على أكثر من جبهة. كما أن بعض اللاعبين الشباب، مثل نيكو باز، يربطون مستقبلهم في النادي برحيل أنشيلوتي، معتبرين أن فرصهم معه شبه معدومة. هذا يطرح تساؤلات حول مدى حرية المدرب في اتخاذ قرارات فنية دون تدخل الإدارة.

 

هل أفلس تكتيكياً؟

 

على الجانب الآخر، هناك انتقادات حادة لأنشيلوتي بسبب أسلوبه التكتيكي، حيث يرى البعض أنه لم يعد قادراً على تقديم أفكار جديدة أو إيجاد حلول تكتيكية فعالة. خسارته أمام أرسنال كشفت عن مشاكل في التنظيم الدفاعي وعدم القدرة على مجاراة الفرق الكبرى. كما أن بعض التقارير تشير إلى أن ريال مدريد يدرس إقالته قبل كأس العالم للأندية، مما يعكس تراجع الثقة في قدرته على قيادة الفريق نحو النجاح.

 

مسيرته التدريبية وأبرز إنجازاته

 

يُعد أنشيلوتي واحداً من أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم، حيث حقق العديد من البطولات مع أندية مختلفة:

 

ميلان: فاز بدوري أبطال أوروبا مرتين (2003 و2007)، وكأس السوبر الأوروبي مرتين، وكأس العالم للأندية مرة واحدة، والدوري الإيطالي، وكأس السوبر الإيطالي.

 

تشيلسي: توج بالدوري الإنكليزي الممتاز، وكأس الاتحاد الإنكليزي، والدرع الخيرية.

 

باريس سان جيرمان: حقق لقب الدوري الفرنسي.

 

ريال مدريد: فاز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات (2014، 2022، و2024)، وكأس السوبر الأوروبي ثلاث مرات، وكأس العالم للأندية مرتين، والدوري الإسباني مرتين، وكأس الإنتركونتيننتال مرة واحدة، وكأس الملك مرتين، وكأس السوبر الإسباني مرتين.

 

بايرن ميونيخ: توج بالدوري الألماني مرة واحدة، وكأس السوبر الألماني مرتين.

 

مستقبله مع ريال مدريد

 

أكد أنشيلوتي أنه سيناقش مستقبله مع النادي في نهاية الموسم، مشيراً إلى أنه لا يريد الحديث عن ذلك الآن. ومع تزايد التكهنات حول رحيله، يظهر اسم تشابي ألونسو كأحد أبرز المرشحين لخلافته، حيث تشير التقارير إلى وجود محادثات بين ريال مدريد ومدرب باير ليفركوزن الحالي.

 

الوضع الحالي لأنشيلوتي في ريال مدريد معقد، حيث يواجه انتقادات بسبب الأداء التكتيكي، لكنه أيضاً لم يحصل على الدعم الكافي من الإدارة. مستقبله لا يزال غير واضح، لكن المؤشرات تشير إلى أن النادي قد يتجه نحو تغيير القيادة الفنية قريباً.

 

 

المصدر: الميادين