كل شيء كان مهيئا للفرح حتى بلغتهم الحقيقة في يوم قيل إنه للأسير الفلسطيني.. مصعب عديلي من بلدة أوصرين جنوب نابلس الذي كان على موعد مع الحرية بعد ثلاثة أيام بعد قضائه عاما في السجون الإسرائيلية ارتقى شهيدا وبقي الجثمان حبيس زنزانة.. كما كان الجسد.. فجلست أمه لا تصدق أن الانتظار ختم بجنازة مؤجلة.
ویقول حسن عديلي والد الأسير الشهيد مصعب” “تاريخ الإفراج عنه كان يوم الأحد المقبل حين يخلص الحكم بحقه.. واليوم تلقيت خبر استشهاده.. كنا نستعد لاستقباله.. كنا نجهز لاستقبال الأسرى الذين يطلعون.. والحمد لله رب العالمين.”
مصعب لم يكن الإسم الاول ولن يكون الأخير.. استشهد داخل السجن ليكون الشهيد الـ64 الذي يرتقي خلف القضبان الإسرائيلية نتيجة التعذيب والإهمال الطبي.
ففي فلسطين بين من ارتقى شهيدا على أعتاب الحرية هنالك أم لا تزال تنتظر ابنها في عتمة السجن حتى أطفأ الحنين نور عينيها.. حيث تعيش أم طارق على الذاكرة لا على البصر.. إبنها محكوم بالمؤبد مدى الحياة منذ 23 عاما، ومنذ ذلك الحين وهي تحفظ مقتنياته كانها تهيئ المكان لعودته، كما تهيئ الروح لمعجزة لا تأتي إلا لمن صبر طويلا.
في يوم خصص لتكريم الأسرى تختزل معاناة لا تعني الأسير وحده بل تمتد إلى كل بيت فلسطيني اعتاد أن يؤجل الفرح ويراكم الصبر ويقاوم الغياب.