مع تعزيز النقاط العسكرية التي أقامها العدو داخل الأراضي السورية، داخل ما تسمّيه تل أبيب “المنطقة العازلة” التي قضمت أجزاء من محافظتَي القنيطرة ودرعا. وتقول مصادر محلية في بلدة نوى في ريف درعا، تفيد بأن السلطات السورية تمارس ضغوطاً شديدة عبر وجهاء العشائر وقادة قوات وزارة الدفاع في درعا، لدفع الفصائل المسلحة إلى تسليم سلاحها والامتناع عن القيام بأي تحرك ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وجاءت هذه التعزيزات بعد اقتحام وحدة عسكرية إسرائيلية، مساء أول أمس، قرية القحطانية في ريف القنيطرة، حيث فتّشت مدرسة وبعض المباني المحيطة والأراضي الزراعية المجاورة. وسبق ذلك، اقتحام قريتي الأصبح والعشة الواقعتين ضمن القطاع الأوسط من القنيطرة، حيث أجرى جنود العدو عملية تفتيش لعدد من المنازل، بينما أطلقوا الرصاص، الأحد، في اتجاه رعاة أغنام قرب قرية جباتا الخشب، في مشهد يعيد إلى الأذهان شكل الاحتلال القديم، ولكن بأدوات “أمنية” جديدة.
وتفيد مصادر من بلدة حضر الواقعة على الشريط الحدودي، في حديثها إلى جريدة “الأخبار”، بأن الدوريات الإسرائيلية المكثّفة على امتداد “شريط الفصل” تترافق مع ورود معلومات مؤكّدة عن “تشكّل خلايا مسلحة محلية ضمن القطاعين الأوسط والجنوبي من القنيطرة، ترى في مواجهة الاحتلال خياراً شعبياً لا مفرّ منه، كردّ على صمت دمشق حيال الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، وتجاهل المسؤولين للواقع الميداني بحجة عدم إعطاء العدو مبررات إضافية للتوسّع داخل الأراضي السورية”.
ومع ذلك، تواصل بعض الفصائل تعزيز مواقعها الدفاعية في تل الجموع المطلّ على نوى ومساحات واسعة من الريف الغربي من المحافظة، في رسالة واضحة برفض الانخراط في مشروع “الدمج” ضمن الوزارة، والإصرار على البقاء كقوة قائمة بحد ذاتها لمواجهة أي تمدّد إسرائيلي محتمل نحو مدينتها أو المناطق القريبة منها، وخصوصاً تل الجموع، الذي كان قد شهد في الثاني من الشهر الجاري اشتباكاً عنيفاً مع قوات الاحتلال.
في المقابل، أقدمت قوات تابعة لـ”وزارة الدفاع”، أول أمس، على تفجير حقل ألغام قديم في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الجنوبي الغربي، في عملية أثارت الدهشة لدى أهالي المنطقة. وفي هذا الإطار، قالت مصادر عشائرية، في حديثها إلى “الأخبار”، إن «مجموعات تابعة لسلاح الهندسة في وزارة الدفاع دخلت المنطقة من دون اعتراض من القوات الإسرائيلية المتمركزة في ثكنة الجزيرة، وفجّرت الحقل الواقع شمال الثكنة، ثم انتقلت إلى منطقة بين قريتي جملة وحيط لتفجير مخلّفات حربية أخرى».