وفي هذا الاجتماع الذي عقد في عاصمتي البلدين بحضور سفيري إيران وروسيا، أكد وزير النفط الإيراني على أهمية تنفيذ إتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ودعا إلى إزالة العوائق الهيكلية في العلاقات الاقتصادية وتسريع تنفيذ الاتفاقيات الثنائية.
وأكد باك نجاد أهمية الاستفادة القصوى من الإمكانات المتاحة لتعزيز مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وأضاف: نأمل أن تؤدي القمة الثامنة عشرة، بجهود وتآزر الجانبين الإيراني والروسي، إلى إزالة القيود والتحديات الهيكلية القائمة، وأن ترتفع العلاقات الثنائية، بالنظر إلى القدرات العالية لإيران وروسيا، إلى مستوى مرغوب فيه وجدير بالاهتمام للبلدين العظيمين.
إتفاقية الشراكة الشاملة
واعتبر وزير النفط، في إشارة إلى توقيع معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة من قبل رئيسي إيران وروسيا والتصديق عليها من قبل مجلس الدوما والمجلس الأعلى لروسيا، هذه الوثيقة خطوة مهمة في رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد وطويل الأمد واستراتيجي.
وأعرب باك نجاد عن أمله في أنه مع التصديق على إتفاقية التجارة الحرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الاقتصادي الأوراسي في مجلس الشورى الإسلامي وتنفيذها في 15 مايو 2025، سيتم وضع الأساس لإزالة الحواجز التجارية مع الدول الأعضاء في الاتحاد وخاصة الاتحاد الروسي.
التعاون المصرفي؛ مفتاح تسهيل التجارة والاستثمار
وقال وزير النفط في إشارة إلى التعاون والإتفاقيات بين البنكين المركزيين الإيراني والروسي خلال السنوات الأخيرة: إن ربط شبكات الرسائل المالية وأنظمة الدفع بالبطاقات في البلدين يعد خطوة فعالة نحو تسهيل الاستثمار وزيادة حجم التجارة.
وأضاف: إن توسيع هذا التعاون إلى مجالات تتعلق بنقل الخبرات إلى الدول الصديقة والمتحالفة والمؤسسات الدولية مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون من شأنه أن يزيد من المرونة الاقتصادية لإيران وروسيا في مواجهة التهديدات الخارجية ويعزز التقارب الاستراتيجي بين البلدين.
وأكد باك نجاد على الدور المهم لعقد اجتماعات اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا بشكل منتظم، وقال: لقد وفر هذا الهيكل أساسًا مناسبًا لتطوير التعاون في مجالات مثل الطاقة والمالية والمصرفية والاستثمار والنقل والزراعة والنووي وغيرها من المجالات.
وأضاف: إن إزالة العوائق أمام تطوير التعاون الثنائي وتطوير استراتيجيات جديدة لتوسيع التفاعلات يجب أن تكون على الأجندة الجادة للقطاعين العام والخاص في البلدين، سواء في إطار اللجنة أو في التفاعلات الثنائية.
ضرورة متابعة الإتفاقيات والتنسيق المؤسسي
وأكد باك نجاد على ضرورة المتابعة المستمرة لتنفيذ الإتفاقيات، وقال: يجب على أمانة اللجنة المشتركة من الجانبين أن تواصل بكل جدية المراقبة المستمرة لحالة وسرعة تقدم المشاريع، وتحديد وإزالة العقبات الداخلية والموانع بين وكالات البلدين.
وأعرب وزير النفط عن أمله في أن يتم تنفيذ التعاون الثنائي بأفضل شكل ممكن وأن تتمكن إيران وروسيا من الاستفادة من قدرات بعضهما على طريق التنمية المستدامة والمصالح المشتركة.
اللقاء مع نائب رئيس الوزراء الروسي
كما التقى وزير النفط الإيراني محسن باك نجاد، الذي زار موسكو للمشاركة في الدورة الثامنة عشرة للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، مساء الخميس، وأجرى محادثات معه.
واستعرض وزير النفط الإيراني ونائب رئيس الوزراء الروسي، في الاجتماع الذي حضره سفير إيران في موسكو كاظم جلالي، وسفير روسيا في طهران أليكسي ديدوف، ومجموعة من أعضاء اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، سبل تنفيذ الإتفاقية الاستراتيجية الشاملة طويلة الأمد والخطط المشتركة، لاسيما في مجالات الطاقة والنقل والتجارة.
وفي هذا الاجتماع، أشار وزير النفط الإيراني إلى توقيع الإتفاقية الاستراتيجية الشاملة بين رئيسي إيران وروسيا، وعملية التصديق عليها في البلدين، وقال: هذه الإتفاقية بداية للتحرك نحو تفاعلات بناءة. وصرح: لقد منحت هذه الإتفاقية أهمية مضاعفة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
وقال وزير النفط: أعتقد أن هناك إمكانيات واسعة جدًا للتفاعل في مختلف المجالات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاتحاد الروسي، والتي لم يتم تفعيل سوى جزء صغير منها حتى الآن.
وذكّر رئيس الجانب الإيراني للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا: تم التصديق على المعاهدة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين الآن من قبل البرلمانين الروسيين، وهي في طور التصديق من قبل مجلس الشورى الإسلامي في جمهورية إيران الإسلامية.
وأكد باك نجاد على أهمية الاجتماع الثامن عشر للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا في موسكو في فتح مسارات جديدة للتعاون، وأكد: أن هذا الاجتماع يمثل فرصة للتغلب على بعض التحديات وإجراء إصلاحات هيكلية في عملية التفاعل بين البلدين، بحيث يمكن رفع هذه العلاقات إلى مستوى يخدم مصلحة الطرفين.
نمو حجم التبادل التجاري بنسبة 13%
من جانبه، أشار نائب رئيس وزراء الاتحاد الروسي إلى الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إلى موسكو، وقال: في 17 يناير 2025، شهدنا حدثًا تاريخيًا خلال زيارة السيد مسعود بزشكيان إلى روسيا، وهو توقيع إتفاقية استراتيجية شاملة بين البلدين، والتي تحدد آفاقًا واضحة لتطوير التعاون.
وفي إشارة إلى الاتجاه المتنامي للمبادلات الاقتصادية بين إيران وروسيا، ذكر نوفاك مشاريع البنية التحتية الثنائية في مجالات الطاقة والنقل كمحاور مهمة للتعاون.
وفي إشارة إلى الاتجاه الإيجابي للمبادلات التجارية، قال نائب رئيس وزراء روسيا: لقد نمت مؤشرات التبادل التجاري بين البلدين بشكل جيد للغاية، بحيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين إيران وروسيا بنحو 13% في عام 2024. وأضاف: هذا يدل على ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين، ونسعى إلى تعزيز هذا التوجه التنموي بشكل أكبر.
العمل على مسارات برّية جديدة للغاز
هذا وأعلنت الحكومة الروسية، في بيان، أن موسكو وطهران مستعدتان للعمل على مسارات برية جديدة للغاز.
وأعلن مجلس الوزراء الروسي، في بيانه، أن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك ووزير النفط الإيراني محسن باك نجاد أعربا خلال المحادثات عن استعدادهما لمواصلة العمل على مشاريع مشتركة لبناء مسارات برية جديدة للغاز من روسيا إلى إيران.
وأضاف البيان: أشار ألكسندر نوفاك إلى استعداد روسيا للمساعدة في توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران، كما أعرب الطرفان عن استعدادهما لمواصلة العمل على مشاريع مشتركة لبناء مسارات برية جديدة للغاز من روسيا إلى إيران. كما نوه الطرفان بالتفاعل الناجح بين روسيا وإيران في إطار “أوبك+” ومنتدى الدول المصدرة للغاز.
التعاون بين البلدين الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى
إلى ذلك، أكد المستشار الاقتصادي للرئيس الروسي أن التعاون بين إيران وروسيا الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى، في ظل الوضع العالمي الحساس وتوجه النظام الدولي نحو نظام متعدد الأقطاب.
وأفاد تقرير للسفارة الإيرانية في موسكو، ان المستشار الاقتصادي للرئيس الروسي أنتون كوبياكوف، وصف خلال لقائه السفير الإيراني لدى روسيا كاظم جلالي، توقيع المعاهدة الشاملة بين البلدين بأنه عمل عظيم ومهم، وشكر جهود السفير جلالي في تسهيل توقيع هذه الوثيقة.
ودعا رئيس مؤسسة روس كونغرس، الحكومة الإيرانية والقطاع الخاص لحضور الفعاليات الاقتصادية الروسية، بما في ذلك منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي، معلنًا استعداده ومؤسسة روس كونغرس للتعاون مع الجهات الإيرانية في تنظيم الفعاليات الاقتصادية.
وكان وزير النفط رئيس الجانب الإيراني في اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا الاتحادية محسن باك نجاد، قد وصل بعد ظهر الخميس، إلى موسكو بهدف المشاركة في الاجتماع الثامن عشر للجنة والاجتماع والتشاور مع المسؤولين الروس.