وفي هذا السياق، طالب 3 أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي وزير الدفاع بيت هيغسيث بتقديم تفسير لقتل عشرات المدنيين في الغارات العسكرية الأميركية الأخيرة في اليمن.
في غضون ذلك، وصف قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الوضع في قطاع غزة بأنه “أبشع جريمة حرب يشهدها العصر الحديث”، حيث أكد أن العدو الصهيوني يواصل حربه الشاملة ضد المدنيين منذ أكثر من خمسين يوماً. في حين أقرت “الإذاعة الوطنية الأميركية العامة npr” بأن القوات المسلحة اليمنية أسقطت 7 طائرات مسيرة أميركية من طراز “ريبر” خلال أقل من 6 أسابيع، وهي خسارة طائرات تبلغ قيمتها أكثر من 200 مليون دولار، فيما أصبح التكلفة الأكثر دراماتيكية للبنتاغون في الحملة العسكرية على اليمن.
*غارات عنيفة على اليمن
في التفاصيل، أكد المركز الإعلامي لحركة أنصار الله عبر “تلغرام” أن “غارة للعدوان الأميركي استهدفت مديرية الصليَّف [شمال غربي مدينة الحديدة]”، مشيراً إلى أن “العدوان الأميركي شنّ غارتين على مديرية بني حُشَّيش في محافظة صنعاء”. ولفت إلى أن “عدواناً أميركياً استهدف بسلسلة غارات جزيرة كَمران في محافظة الحديدة”.
وقد استهدفت الغارات الأميركية جزيرة كمران الاستراتيجية في محافظة الحديدة الساحلية جنوب البحر الأحمر وضواحي العاصمة صنعاء بعد ساعات من تنفيذ مقاتلات أميركية 4 غارات على محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، وغارتين على محافظة عَمران (50 كم شمال صنعاء)، وأخرى على محافظة صنعاء.
وحتى يوم الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في صنعاء ارتفاع ضحايا الغارات الأميركية المستمرة منذ منتصف آذار/مارس الماضي إلى 107 مدنيين و223 جريحاً، جُلّهم أطفال ونساء.
*مطالبات بتفسير حول استشهاد مدنيين
بدورهم، طالب 3 أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي وزير الدفاع بتقديم تفسير لقتل الأبرياء، حيث أكد السيناتور كريس فان هولن وإليزابيث وارن وتيم كين، أن ادّعاء الرئيس دونالد ترامب المتكرر بأنه سيكون “صانع سلام” خلال ولايته الثانية هو “مجرد ادعاءات فارغة”.
كما شدد السيناتور هولن على أن إلغاء القيود للحد من إلحاق الضرر بالمدنيين نتيجة العمليات العسكرية الأميركية وضمان الامتثال للقانون الإنساني الدولي يقوّض مصداقية الولايات المتحدة الأميركية، ويعرض بعثاتها للخطر، ويزيد خطر التهديدات للأمن القومي الأميركي.
ومساء الخميس، نفّذت الطائرات الأميركية 6 غارات على منطقة سهلين في مديرية آل سالم في محافظة صعدة شمالي اليمن، قبل أن تعود لتستهدف مدينة صعدة بـ3 غارات، ليرتفع عدد الغارات على المحافظة الشمالية إلى 9 منذ منتصف ليل الخميس – الجمعة.
ورغم شن الولايات المتحدة أكثر من 1200 غارة على اليمن، أكّد قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي أنْ “لا جدوى من العدوان الأميركي في الحد من القدرات والضغط على الإرادة في الموقف ولا في منع عملياتنا”، مشيراً إلى أنّ “مسارنا تصاعدي في تطويرٍ أكثر للقدرات العسكرية وامتلاكٍ أفضل للتقنيات العسكرية واكتساب خبرة أكبر”.
وبينما تواصل الولايات المتحدة عدوانها على اليمن، وجّه رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط حكومة صنعاء بإصدار قرار يمنع دخول البضائع الأميركية واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه من يخالف هذا القرار.
*أبشع جريمة حرب يشهدها العصر الحديث
من جانبه، أشار قائد أنصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن” المنظومة الصحية في قطاع غزة قد دمرت بالكامل تقريباً، مع منع دخول المستلزمات الطبية والوقود، مما أدى إلى وفاة عشرات المرضى، منهم 40% من مرضى الكلى”.
وأضاف السيد الحوثي أن ”العدو يعتمد سياسة التجويع المنظم كأداة للضغط على الشعب الفلسطيني، حيث يمنع إدخال المواد الغذائية والدوائية، وفي نفس الوقت يستهدف بقصفه أي محاولات لتوفير الاحتياجات الأساسية”.
وفي سياق متصل، انتقد السيد الحوثي الادعاءات الصهيونية حول تحقيق إنجازات عسكرية، مشيراً إلى أن العدو يعجز عن مواجهة المقاومة مباشرة، ويلجأ بدلاً من ذلك إلى تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين. وأكد أن ”ما يسمى بالانجازات العسكرية ليست سوى أكاذيب ومسرحيات، حيث فشل العدو في اكتشاف الأنفاق أو تحقيق أي تقدم ميداني حقيقي”.
وتناول السيد الحوثي بقلق بالغ تصاعد وتيرة الاعتداءات على المسجد الأقصى، حيث شهدت الأيام الماضية أكبر عملية اقتحام في تاريخ المسجد، شارك فيها أكثر من 7000 مستوطن.
وأشاد السيد الحوثي بصمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الجسيمة، مؤكداً أن خيار المقاومة أثبت جدواه رغم كل التحديات، داعيا الأمة العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف عملية لدعم الشعب الفلسطيني، وقطع أي علاقات مع الكيان الصهيوني، معرباً عن ثقته بأن النصر سيكون حليف المقاومة في النهاية.
* تحسُّن إستهداف المُسيّرات
في غضون ذلك، أسقطت القوات المسلحة اليمنية 7 طائرات مسيرة أميركية من طراز “ريبر” خلال أقل من 6 أسابيع. ووفقاً لمسؤولي الدفاع، أسقط اليمن 3 طائرات مُسيّرة خلال الأسبوع الماضي، ما يُشير إلى تحسن استهداف الطائرات المُسيّرة التي تُحلق فوق اليمن، بحسب قولهم.
وقال المسؤولون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة العمليات العسكرية، إن الطائرات المُسيّرة كانت تُنفّذ هجمات جوية أو تُجري عمليات استطلاع، وأنها سقطت في الماء واليابسة.
وأفاد مسؤول دفاعي آخر بأن هذه الحوادث لا تزال قيد التحقيق، على الرغم من أن نيراناً يمنية تُرجح أن تكون سبب خسائر الطائرات المسيرة. وأشار إلى أن زيادة الضربات الأميركية قد تزيد خطر تعرض الطائرات.
وتبلغ تكلفة الطائرات المسيرة المتطورة “ريبر”، التي تصنعها شركة “جنرال أتوميكس”، نحو 30 مليون دولار للطائرة الواحدة، وتحلق عادةً على ارتفاعات تزيد على 40,000 قدم (12,100 متر).