أتت هذه العملية بعد مضيّ ما يقارب السنة والنصف من إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، وكانت ترمي إلى تحرير جواسيس السفارة الأميركية في طهران الذين اعتقلهم الطلاب الإيرانيون السائرون على نهج الإمام الخميني(قدس) إبان انتصار الثورة الاسلامية والتي وصفها سماحته بـ “الثورة الثانية”.
إرادة الله هزمت الأمريكان
كان شن الهجوم على السفارة هو السيناريو الأفضل عند الأمريكيين، ذلك أنه يقلل من حجم الخسائر، لهذا كان عنصر المفاجأة هو أهم جزء منها، وكان مقرراً أن تقوم الطائرات بالتوجه الى طهران، لقصف منزل الإمام الخميني (قدس) والمراكز الهامة الأخرى بالتعاون مع بعض العملاء لإطلاق سراح الرهائن، وفقاً للوثائق المتوفرة، وفي ليلة 24 من آبريل / نيسان من العام 1980م في الساعة ۱۱ مساءً حلقت أربع مروحيات أميركية من نوع سيكيورسكي من حاملة الطائرات “نيميتز”، وعلى أثرها حلقت ست طائرات أميركية “سي ۱۳۰” من عمان ودخلت الأجواء الإيرانية منتهكةً السيادة الإيرانية. دخلت الطائرات من طرف الحدود الجنوبية ثّم انطلقت الطائرات الأميركية العملاقة التي كانت مستقرة في مصر وعمان وقطعت مسافة أكثر من 1000 كيلومتر لتدخل الأجواء الإيرانية دون أي عائق وهبطت في مطار مهجور بالغرب من “رباط خان” في صحراء طبس وسط إيران للتزود والتنسيق للعمليات.
هبطت الطائرات عند منتصف الليل، وواجه الجنود العديد من العقبات والفشل، وأُبلغت القيادة الأمريكية بذلك، فتم إلغاء مهمتهم. وبينما كانوا يستعدون للانسحاب من صحراء طبس، تحطمت إحدى المروحيات إثر اصطدامها بطائرة نقل كانت تحتوي على جنود ووقود الطائرات، مّا أدى إلى اندلاع حريق تسبب بمقتل 8 جنود. وعند الساعة الرابعة و ۳۰ دقيقة فجراً، غادر المهاجمون الأراضي الإيرانية.
أمريكا… إعلان الهزيمة
في 25 أبريل/ نيسان 1980، أعلن البيت الأبيض عن فشل عملية انقاذ الرهائن. تسبب فشل العملية في حل أزمة الرهائن، بخسارة كبيرة للرئيس الأميركي “كارتر” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 1980، أمام منافسه الجمهوري رونالد ريغان. ولم يتم إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين إلا بعد فترة وجيزة من تنصيب “ريغان”.
نصرٌ من الله
هذه العملية دفعت قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني (قدس) إلى التصريح بأنّ المهمة الأمريكية أوقفت بتسديد من الله، من أجل حماية الجمهورية الإسلامية الجديدة.