من داخل قاعة مجلس الأمن وفي أول جلسة يحضرها وفد من الحكومة السورية الانتقالية دعا وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى رفع كل العقوبات المفروضة على سوريا، وأبلغ مجلس الأمن أن حكومته أعلنت مرارا التزامها بألا تشكل تهديدا لأي دول في المنطقة والعالم، بما فيها إسرائيل حسب تعبيره. وصرح الشيباني بالقول: “وكما نطلب من مجلسكم الكريم ممارسة الضغط على إسرائيل للانسحاب من سوريا وتطبيق اتفاقية فصل القوات لعام 1974.. وقد أعلنا مرارا عن التزامنا بأن سوريا لن تشكل تهديداً لأي دول المنطقة والعالم بما فيها إسرائيل.”
تصريحات الشيباني تؤكد ما كشف عنه النائب في الكونغرس الأميركي مارلين شتوتسمان الذي أكد استعدادا الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أبومحمد الجولاني لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال لقائه به في دمشق مؤخرا. وقال إن الجولاني منفتح على الانضمام إلى اتفاقيات آبراهام التي قد تؤدي إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل ودول الشرق الأوسط الأخرى.
القائمة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة دوروثي شيا قالت خلال جلسة مجلس الأمن إن واشنطن سلمت دمشق مطالبها من أجل تغيير موقفها تجاهها مقابل تخفيف جزئي للعقوبات، وبين الشروط نبذ الإرهاب وقمعه بشكل كامل واعتماد سياسة عدم الاعتداء على الدول المجاورة وإبعاد المقاتلين الإرهابيين الأجانب عن أي أدوار رسمية وتدمير أسلحة الدمار الشامل والمساعدة في استعادة المواطنين الأميركيين المختفين في سوريا وضمان الأمن والحريات لجميع السوريين.
وأعلنت شيا أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة تصرفات السلطات المؤقتة، وستحدد إجرائاتها بناء على نمط سلوكها، داعية القيادة الجديدة إلى أن تتجاوز ماضيها.
المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة أميرسعيد إيرواني قال إن سلطات سوريا عليها ضمان حماية كل فئات وشرائح المجتمع، ودعا إلى الانسحاب الفوري لأي قوات أجنبية من سوريا، وإعادة جميع المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم، معتبراً أن سوريا تواجه أزمة إنسانية خطيرة وتعاني نقصا كبيرا في التمويل.
من جانبه أعرب المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون عن قلقه بخصوص الوضع في الساحل السوري، وأكد أنه لا يزال هناك شعور عميق بالإقصاء من بعض شرائح المجتمع السوري. على الأرض أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 11 مدنيا على الأقل من الطائفة العلوية لقوا حتفهم في مجزرة جديدة وسط البلاد، وأضاف أن من بين الضحايا طلبة جامعيون سقطوا بعد مداهمات نفذتها قوات الأمن ومجموعات رديفة لها على خلفية طائفية.