في خضم التوترات التجارية التي تطبع العلاقة بين واشنطن وبكين تبرز مؤشرات جديدة توحي بانفراجة محتملة في أفق الحرب الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم، مع تراجع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ودراسته خفض الرسوم المفروضة على الواردات الصينية، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأجواء المشحونة وتخفيف الضغوط على سلاسل الإمداد والأسواق المالية العالمية.
ورغم أن القرار لم يحسم بعد داخل البيت الأبيض إلا أن نبرة التصريحات الرسمية ومواقف الاطراف المعنية سواء من الجانب الأميركي أو الصيني تعكس بشكل أو بآخر رغبة في كسر الجمود والانتقال نحو حوار بناء. وبينما يراقب المستثمرون هذه التطورات بحذر وترصد، يترقب العالم نتائج محتملة قد تعيد رسم خريطة التوازنات الاقتصادية العالمية وسط تحولات جيوسياسية تجارية متسارعة.
وكشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأربعاء عن أن إدارة الرئيس ترامب تدرس خفض الرسوم الجمركية الباهظة على الواردات الصينية في بعض الحالات بأكثر من النصف، في محاولة لتهدئة التوترات مع بكين، التي ازعجت التجارة والاستثمار العالميين. ونقلت الصحيفة عن مصدرين مطلعين قولهما إن الرئيس ترامب لم يتخذ قرارا نهائيا بعد، مضيفين أن المناقشات لا تزال غير واضحة وهناك عدة خيارات على الطاولة. وصرح مسؤول كبير في البيت الأبيض بأن الرسوم الجمركية على الصين من المرجح أن تنخفض إلى نحو 65% تقريبا.
وأعلن ترامب يوم الثلاثاء استعداده لخفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية، مؤكدا أن الرسوم الجمركية البالغة 145% التي فرضها على الصين ستنخفض، وأضاف لكنها لن تلغى تماما. وقد لاقى هذا التطور ترحيبا واسعا من المستثمرين الذين كانوا قلقين من التحركات العدوانية للبيت الابيض في الأسابيع الأخيرة. وأشارت الصين يوم الأربعاء إلى انفتاحها على محادثات تجارية مع الولايات المتحدة، رغم تحذير بكين من أنها لن تتفاوض في ظل التهديدات المستمرة من البيت الأبيض. ووفق وول ستريت جورنال فإنه في دوائر صنع القرار الصينية اعتبرت تصريحات ترامب بمثابة إشارة إلى تراجعه، وفقا لمصادر مطلعة على الوضع مع المسؤولين الصينيين.