على هامش اجتماع السياحة لدول منظمة التعاون الاقتصادي (ECO) في أرضروم بتركيا، أكد سيد رضا صالحيامیري، وزير التراث الثقافي والسياحة والصناعات اليدوية في ايران، في حديث مع آتاغلدي شاهمرادف، وزير الثقافة التركمنستاني، أكد على الإرادة الجادة لطهران في تأسيس مرحلة جديدة من العلاقات الثقافية والسياحية والحضارية مع عشق آباد ورسم خارطة طريق استراتيجية لتعزيز التآزر الثقافي الإقليمي.
وقال سيد رضا صالحي أميري، خلال اللقاء مع نظيره التركمنستاني الذي أقيم في إطار المؤتمر الإقليمي للسياحة، على أهمية الروابط التاريخية بين إيران وتركمنستان، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية الثقافية يمكن أن تكون من أفضل الوسائل لتوطيد العلاقات، وتعزيز التعاملات الثابتة والمستقبلية بين البلدين الجارين.
وأفاد صالحي أميري أنه أبلغ رسالةً حارةً من رئيس جمهوريتنا إلى رئيس جمهورية تركمنستان وإلى شعبها الثقافي، مؤكدًا أنه في هذا اليوم أكثر من أي وقتٍ آخر، يعد تطوير العلاقات الثنائية في مجالات الثقافة والسياحة حاجةً استراتيجيةً لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية الإقليمية.
وقد اقترح صالحي أميري صياغة وتوقيع وثيقة تعاون ثقافي مشترك وأكد أن هذه الوثيقة يمكن أن تشمل ثلاثة مجالات رئيسية. أولاً، التعاون العلمي والبحثي في مجال التراث الثقافي، الذي سيكون ممكنًا من خلال الاستفادة من القدرات الواسعة للمركز البحثي للتراث الثقافي في إيران ووجود أكثر من 400 خبير في مجالات الترميم وعلم الآثار والهندسة المعمارية والدراسات الحضارية. ثانيًا، تطوير التعاون المتبادل في مجال السياحة من خلال تصميم وإقامة معارض ثقافية وسياحية، بشكل متبادل في طهران وأصفهان وشيراز وعشق آباد. ثالثًا، التعاون في مجال الصناعات اليدوية، الذي يمكن أن يكون أحد المحاور الدافعة للتفاعلات الاقتصادية والثقافية نظرًا للاشتراكات الثقافية الغنية.
واشار صالحيامیري أيضًا إلى آفاق التعاون الطويلة الأمد وقال: إن اجتماع 2026 لمنظمة السياحة العالمية في أصفهان يمكن أن يكون، بشعار مثل «عمارة السلام، والثقة المتبادلة، والتعايش الحضاري»، تمهيدًا لفصل جديد من الاندماج الإقليمي وتضافر جهود دول منطقة النوروز، بحضور كبار المسؤولين من دول هذه المنطقة.
وأضاف صالحي أميري موضحًا ثلاثة محاور أساسية في تعزيز العلاقات الثقافية بين إيران وتركمانستان: الأول هو إعادة التعرف على الروابط الحضارية؛ الثاني، توضيح الثقافة كعنصر ناعم في العلاقات الاقتصادية والسياسية؛ والثالث، الاستفادة من إمكانيات السياحة كدافع للتحول في العلاقات الإقليمية.
واكد صالحيامیري على أهمية إحياء المسار التاريخي لطريق الحرير باعتباره شريان التبادلات الحضارية والثقافية، وإعادة بناء الوظائف الحديثة لطريق الحرير في إطار الدبلوماسية الثقافية وتعزيز الروابط الاستراتيجية بين إيران وتركمنستان.
كما اقترح إنشاء أسواق حدودية وإلغاء التأشيرات المتبادلة كأدوات عملية لتسهيل الاتصالات الإنسانية والثقافية والاقتصادية، وأشار إلى أن ايران لديها إلغاء تأشيرات مع أكثر من 33 دولة، وفي حال رغبة الطرف التركماني، فإن هناك استعدادًا كاملاً لتوسيع هذه العملية إلى عشق آباد.
وفي الختام، دعا صالحياميري نظيره التركماني لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لتسهيل تحقيق الأهداف المشتركة من خلال التفاعلات المباشرة وتوقيع وثائق للتعاون.
وزير الثقافة التركمنستاني يرحب بمقترحات إيران
وفي سياق متصل، أعرب آتاغلدي شاهمرادف، وزير الثقافة في تركمنستان، عن ترحيبه بمقترحات إيران، مؤكدًا أن تركمنستان مستعدة تمامًا لتنفيذ هذه المقترحات من خلال القنوات الدبلوماسية الرسمية.
وأشار إلى أهمية تعزيز الأسس القانونية للتعاون الثنائي، واقترح على الطرفين إعداد مذكرة تفاهم شاملة ومؤسسية، تمهداً لتحقيق مستدام لهذه الاتفاقيات. كما أعرب عن تقديره لحسن ضيافة الحكومة والشعب الإيراني خلال زياراته السابقة إلى إيران، ودعا إلى استمرار هذه التفاعلات.واعتبر شاهمرادف موضوع الأسواق الحدودية والتعاون المشترك في المناطق الحدودية قابلاً للدراسة، وأكد أن النهج التفاعلي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية كان دائماً له مكانة استراتيجية في السياسات الثقافية لتركمنستان.