أكد الرئيس الايراني مسعود بزشكيان في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف ، ضرورة مكافحة الإرهاب بشكل مشترك، وقال: إن الأحداث الأخيرة ضاعفت من ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي لمكافحة ظاهرة الإرهاب الخطيرة وتدمير البنية التحتية المالية والتسليحية للجماعات الإرهابية، ويجب أن نركز جهودنا كافة على إرساء السلام والأمن والهدوء في المنطقة.
وأعرب الرئيس بزشكيان، خلال المحادثة الهاتفية مع رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، عن أسفه العميق إزاء الحوادث الإرهابية الأخيرة في شبه القارة الهندية، وعبر عن قلقه إزاء تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، وخاصةً في أعقاب الحادث الإرهابي في مدينة بهالغام، وقال: “للأسف، فإن مثل هذه الأعمال الإرهابية، التي تُزهق أرواح شعوب المنطقة باستمرار، لا تُزهق أرواحاً بريئة فحسب، بل تُؤدي أيضاً إلى خلق خلافات وتوترات جديدة بين دول المنطقة”.
وأشاد بالعلاقات الودية والراسخة بين جمهورية إيران الإسلامية وباكستان، قائلاً: “نعتبر باكستان صديقًا وشقيقًا لنا. لطالما قامت العلاقات بين البلدين على حسن الجوار والتفاهم المتبادل واحترام المصالح المشتركة. وتعلن جمهورية إيران الإسلامية استعدادها لتقديم أي مساعدة لتسوية أي سوء فهم وتخفيف التوترات بين الهند وباكستان”.
وفي إشارة إلى التخطيط لعقد الدورة الثانية والعشرين للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي بين البلدين في طهران خلال الأشهر المقبلة، أعرب الرئيس بزشكيان عن أمله في تفعيل القدرات الاقتصادية القائمة بين إيران وباكستان أكثر من أي وقت مضى، وأن يتوسع مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري والبنية التحتية بين البلدين.
كما أكد على أهمية تعزيز التعاون العلمي والاقتصادي والثقافي بين الدول الإسلامية، وقال: “نؤمن بأنه من خلال تعميق التعاون العلمي والتكنولوجي والاقتصادي والثقافي، يمكننا تحقيق التنمية المستدامة والازدهار لشعوبنا. ويمكن أن تكون الروابط الاقتصادية والاستثمارات المشتركة وتطوير التعاون العلمي والتكنولوجي والمكافحة المنسقة للإرهاب محور تعاوننا الشامل”.
وأعرب الرئيس الايراني عن رغبته في استضافة رئيس الوزراء الباكستاني في طهران، مؤكدًا: “نأمل أن تكون هذه المحادثات خطوة فعّالة نحو ترسيخ السلام والأمن الدائمين في المنطقة.
من جانبه أعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن تقديره لتواصل الرئيس بزشكيان واهتمامه بالقضايا الإقليمية، واعتبر هذا الجهد دليلًا على عمق العلاقات الأخوية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودول المنطقة.
وأدان بشدة أي عمل إرهابي، وصرح قائلًا: “إن باكستان نفسها كانت ضحية للإرهاب، وهي تدرك تمامًا ضرورة مكافحة هذه الظاهرة الشريرة بحزم. نسعى جاهدين لتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد وتعزيز رفاهية الشعب الباكستاني. ومثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نؤكد على السلام والاستقرار والأمن الدائم في المنطقة”.
وأعرب رئيس وزراء باكستان عن استعداده للتعاون الشفاف في التحقيق في الحادث الذي وقع في الهند، وأضاف: “تعلن باكستان بوضوح استعدادها للتعاون في تحقيق شامل وشفاف في هذا الحادث، وترحب بالدور البناء والإيجابي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في تخفيف التوترات الحالية”.
كما أشار شريف إلى المستوى الطيب للعلاقات الثنائية بين البلدين، وأعلن عن استعداده لزيارة طهران، واقترح أن يُجري وزيرا خارجية البلدين اتصالات في أقرب فرصة ممكنة، وأن يبحثا ويتابعا الشؤون اللازمة لهذه الزيارة، بالإضافة إلى المبادرات الرامية إلى تخفيف التوترات الإقليمية.
وأكد رئيس الوزراء الباكستاني، مع دعمه القوي للنهج الدبلوماسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في حل القضايا الدولية، على أن باكستان تعترف تمامًا بحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية.
كما أعرب شريف عن أسفه العميق للحادث الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي في محافظة هرمزكان جنوب ايران، وأكد استعداد باكستان لتقديم أي مساعدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الصدد.