كشفت صحيفة “فايننشل تايمز” البريطانية عن ارتفاع عمليات البحث عن البرامج الدراسية البريطانية بعد هجوم الرئيس الأميركي على مؤسسات رابطة الطلاب.
تراجع الاهتمام بالبرامج الدراسية الأميركية
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد الطلاب الأميركيين الراغبين في الدراسة في جامعات المملكة المتحدة ارتفع بشكل حاد منذ أن شنّ ترامب هجومه على بعض أفضل مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة الأميركية، وفقاً للبيانات.
وبحسب “Studyportals”، وهي منصة بحث طلابية عالمية تتتبع مشاهدات صفحات مستخدميها لتقييم تفضيلاتهم للبرامج الدراسية، ارتفع الاهتمام بالشهادات البريطانية الصادرة عن الولايات المتحدة بنسبة 25% في آذار/ مارس 2025 مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي.
وأظهرت بيانات Studyportals أن الاهتمام الدولي بالبرامج الدراسية الأميركية انخفض بنسبة 15% الشهر الماضي مقارنةً بآذار/ مارس 2024، فيما سجلت المملكة المتحدة زيادة بنسبة 13% في الفترة نفسها.
وتسجّل المنصة بيانات عمليات البحث ومشاهدات الصفحات التي أجراها 51 مليون طالب في أكثر من 230 دولة ومنطقة.
وقد بلغ عدد مشاهدات الصفحات التي أجراها الطلاب في الولايات المتحدة 7.3 ملايين مشاهدة العام الماضي، ما يجعل الأميركيين رابع أكبر سوق للموقع.
قال مسؤولو استقطاب الطلاب إن المملكة المتحدة تُرجّح أن تكون وجهة دراسية بديلة رئيسية، لأن الأسواق المنافسة، مثل أستراليا وكندا، تستهدف تخفيضات كبيرة في أعداد الطلاب من خلال فرض قيود على التأشيرات.
تُظهر البيانات أن جميع وجهات الدراسة الرئيسية شهدت ارتفاعاً في عدد مشاهدات الصفحات في الولايات المتحدة، ولكن لم يشهد أي منها ارتفاعاً كبيراً مثل المملكة المتحدة.
بريطانيا المستفيد الرئيسي من سياسة ترامب
وصرّح مارك بينيت، مدير قسم الرؤى في مجموعة كيستون التعليمية، وهي شركة استقطاب طلاب دوليين، بأن المملكة المتحدة من المتوقع أن تكون من “المستفيدين الرئيسيين” من سياسات ترامب نظراً إلى “الاستقرار النسبي” لقواعد الهجرة.
وفي حين لم تتراجع حكومة حزب العمال عن التغييرات التي أجرتها حكومة المحافظين السابقة، والتي شددت نظام تأشيرات الطلاب، إلا أنه قال إن “رسالة الترحيب التي قدمتها تجاه الطلاب الدوليين تتناقض مع الوضع في الولايات المتحدة، وكذلك في أستراليا وكندا”.
وفي الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، انخفض الاهتمام الأميركي بالدراسة المحلية بنسبة 27% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في حين كان الاهتمام الأميركي بالمملكة المتحدة أعلى بنسبة 23%، وفقاً لمنصة البحث الخاصة بشركة “كيستون” لدورات الماجستير، والتي تتعقب سلوك البحث لأكثر من 7 ملايين طالب في 190 دولة.
وتتعرَّض الجامعات الأميركية، بما في ذلك جامعة هارفرد، لضغوط من ترامب لمنح الحكومة الفيدرالية سلطة التدقيق في القبول والتأثير على التوظيف، إذ تخفض إدارته التمويل للجامعات المرموقة وتسعى إلى إلغاء تأشيرات مئات الطلاب الأجانب.
وقال خبراء إن الأرقام تشير إلى أن هجوم ترامب على الجامعات أثر أيضاً في الاهتمام الدولي بالدراسة للحصول على شهادة في الولايات المتحدة وقوَّض القدرة التنافسية للجامعات.
ورداً على سياساته الأكاديمية، وقّع أكثر من 100 رئيس جامعة وكلية أميركية بياناً يندد بـ”التجاوزات الحكومية غير المسبوقة والتدخل السياسي” لإدارته في التعليم العالي.