وأقام رئيس جمهورية أذربيجان علييف، مراسم استقبال رسمية للرئيس بزشكيان، في قصر زاغولبا الرئاسي في باكو. وخلال حفل الاستقبال، تم عزف النشيد الوطني للجمهورية الإسلامية الإيرانية أولاً، ثم النشيد الوطني لجمهورية أذربيجان.
وكان في استقباله في المطار والوفد المرافق له نائب رئيس الوزراء في جمهورية أذربيجان يعقوب أيوب أوف، ونائب وزير الخارجية سمير شريف أوف.
وعقد رئيسا البلدين لقاء خاصاً، وأیضاً اجتماعاً مشتركاً للوفود رفيعة المستوى من إيران وجمهورية أذربيجان.
وشارك الرئيس بزشكيان وعلييف في اجتماع مشترك لناشطين اقتصاديين من البلدين، كما التقى الرئيس بزشكيان مع الإيرانيين المقيمين في جمهورية أذربيجان. ورافق الرئيس بزشكيان في الزيارة وزير الخارجية سيد عباس عراقجي، والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية مهدي سنائي.
زيارة تحمل أهمية كبيرة
ولدى لقائه الرئيس علييف، أكد رئيس الجمهورية أن قرهباغ جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية أذربيجان. وأعرب الرئيس بزشكيان، خلال اجتماع الوفدين الإيراني والأذربيجاني، عن سعادته بوجوده في جمهورية أذربيجان، متمنياً أن يكون حضورهم والإتفاقيات التي تم التوقيع عليها بداية لمسار جديد نحو تعزيز العلاقات بين البلدين، لتشكيل نموذج مناسب للتواصل في المنطقة، كما نقل تحيات قائد الثورة الإسلامية إلى رئيس جمهورية أذربيجان.
وأضاف: نؤمن بأهمية احترام حقوق الشعب الأذربيجاني، ويجب أن تكون قرهباغ جزءًا من أذربيجان، إن قرهباغ جزء لا يتجزأ من أراضي جمهورية أذربيجان، ونحن نحترم ذلك. وتابع: إن وجودنا في جمهورية أذربيجان يهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.
من جانبه، رحب إلهام علييف، بالرئيس بزشكيان والوفد المرافق له، مؤكّداً أن هذه الزيارة تحمل أهمية كبيرة. وأشار إلى أنه تم مناقشة العديد من المواضيع خلال الاجتماع، وتم التأكيد على تطوير العلاقات بما يخدم مصالح البلدين.
خطة استراتيجية شاملة بين البلدين
وأشار رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأذربيجاني، إلى توقيع الإتفاقيات الثنائية خلال هذه الزيارة، وقال: إن القرار المهم الآخر الذي تم اتخاذه هو تطوير خطة استراتيجية شاملة بين البلدين، والتي سيتم تنفيذها بناء على إرادة الرئيس الأذربيجاني وبالتنسيق مع وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسيوفر هذا البرنامج إطاراً لتوسيع التعاون الصناعي والعلمي والثقافي والاقتصادي والسياسي والأمني بين إيران وجمهورية أذربيجان.
وأكد الدكتور بزشكيان على أهمية التعاون الإقليمي، وأضاف: يمكن لإيران وأذربيجان إرساء السلام والهدوء والأمن في المنطقة من خلال التعاون والاحترام المتبادل لسلامة أراضي كل منهما ومصالحها، وإذا تعاونت الدول الإسلامية مع جيرانها في المنطقة، فسوف يتمكنون من تقديم نموذج أكثر نجاحاً من النموذج الذي نراه في أوروبا اليوم.
وفي إشارة إلى ضرورة توسيع البنية التحتية والتعاون الاقتصادي، قال رئيس الجمهورية: يمكننا ربط شبكات النقل والمالية، وتطوير التجارة، وجعل الممرات بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب أكثر نشاطا، وتوفير أرضية مشتركة للاستثمار والإنتاج.
بدوره أكّد رئيس جمهورية أذربيجان، إلهام علييف، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئیس بزشكيان، أن هذه الزيارة ستسهم في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. وأضاف: أجرينا مشاورات مثمرة حول قضايا متعددة، ويجب على كلا البلدين مواصلة الجهود لتوسيع أواصر التعاون.
وأشار علييف إلى أن توقيع وثائق مهمة بين الجانبين يعكس إرادة البلدين في تعزيز العلاقات الثنائية، مؤكداً أن حضور كبار المسؤولين الإيرانيين إلى جمهورية أذربيجان أسفر عن توقيع اتفاقيات مهمة في مجالات متعددة.
توقيع 7 مذكرات تفاهم مشتركة
وبحضور رئيسي البلدين؛ وبالإضافة إلى البيان المشترك للزيارة، تمّ التوقيع من قبل مسؤولي البلدين على 7 مذكرات تفاهم للتعاون بين مختلف الأجهزة التنفيذية، لاسيما في مجالات المشاورات السياسية والنقل والتبادل الثقافي والتعاون الصحي والإعلامي والاستثمار.
إمكانيات جيدة للتعاون
وقبيل مغادرته إلى باكو، أكد الرئيس بزشكيان أن هناك فرصاً وإمكانيات جيدة للتعاون مع جمهورية أذربيجان، وقال: سنبحث القضايا التجارية والعلمية والاقتصادية وطرق العبور بين إيران وجمهورية أذربيجان وروسيا.
وأضاف: على هامش الزيارة، يجري رجال أعمالنا وأكاديميون محادثات مع شركائهم في أذربيجان، وسنسعى جاهدين لتوسيع علاقاتنا.
وصرح رئيس الجمهورية: تتمتع إيران وجمهورية أذربيجان بعلاقات تاريخية وثقافية وسياسية عميقة، وآمل أن تؤدي التبادلات إلى تنمية ونمو البلاد في كافة المجالات، وأن نتمكن من تبادل تجاربنا مع بعضنا البعض.
وتابع قائلاً: نأمل أن نتمكن خلال الزيارة من تبادل تجاربنا واستثمارات مشتركة في التجارة والاقتصاد؛ مضيفاً: لقد استثمرنا في الممرات المشتركة، معرباً عن أمله في أن تسهم العلاقات الجيدة بين إيران وأذربيجان إلى النمو والتنمية في كلا البلدين.
عملية السلام بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان
كما أكّد رئيس الجمهورية، في مقابلة أجراها معه التلفزيون الأذربيجاني، عمق الأواصر الأخوية والتاريخية والثقافية التي تربط بين إيران وجمهورية أذربيجان، حيث استعرض خلاله آخر مستجدات العلاقات بين البلدين وسبل تطوير وتنمية هذه العلاقات.
وفيما يتعلق بالنزاع بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان وضرورة السلام بينهما، أكد الرئيس بزشكيان إن ما كنّا ندعو إليه دائمًا ونؤمن بضرورة التحرك نحوه هو احترام حقوق الدول ووحدة أراضيها ويجب علينا احترام هذا المبدأ، وقال: لقد قبلت جميع الدول هذه القاعدة في إطار القانون الدولي، ونأمل أن يؤدي القبول بالأطر الدولية إلى حل الخلافات والمخاوف القائمة بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا.
رفض إيران لممر “زنكزور”
وحول رفض إيران لممر “زنكزور” للربط بين جمهورية أذربيجان ونخجوان عبر أراضي أرمينيا، قال الرئيس بزشكيان: ما نقوم به الآن للمساعدة في حل المشكلة هو أننا نجهز الطريق لإخوتنا الأعزاء من جمهوریة أذربيجان لدخول منطقة نخجوان عبر إيران.
أعمال بناء الطرق وسكك الحديد جارية هناك. لقد اتفقنا، وإن شاء الله، لن تكون هناك مشكلة في إقامة اتصال بين أذربيجان ونخجوان. نعتبر إيران الوطن الثاني للأذربيجانيين.
وأضاف: في هذا الصدد، لدينا رؤية خاصة لربط آستارا (الإيرانية) بآستارا (الأذربيجانية)، وكذلك بين آستارا ورشت (الإيرانيتين)، ولدينا أيضًا خط سكك حديد هناك على جدول الأعمال.
التعاون في مجال الطاقة
وفيما يتعلق بالطاقة النظيفة، أشار الرئيس بزشكيان إلى وجود نهر أرس الحدودي بين البلدين، وقال: تم بناء سدود على هذا النهر وهنالك سدود أخرى قيد الإنشاء. وأضاف: يمكننا الحصول على طاقة نظيفة من هذه السدود والتعامل مع بعضنا بعضا بسهولة كبيرة.