وكانت مصادر طبية أفادت باستشهاد 53 فلسطينيا في غارات صهيونية استهدفت مناطق عدة في القطاع منذ فجر الأحد.
وبعد يوم من إعلان جيش وشرطة الاحتلال عن مقتل ضابط وجندي صهيوني في معارك حي الشجاعية بمدينة غزة تدور معارك في حي التفاح، وأعلنت كتائب القسام أن مقاتليها في شرقي الحي استهدفوا دبابة “ميركافا-4” صهيونية بقذيفة “الياسين 105″، كما فجروا عبوة مضادة للأفراد في عدد من جنود الاحتلال، وأوقعوهم بين قتيل وجريح.
بموازاة ذلك تواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ98 على التوالي، وسط تفاقم أوضاع المخيم والنازحين منه. ويشهد المخيم عمليات تجريف وإحراق منازل، بينما حوّلت قوات الاحتلال عددًا كبيرًا من المنازل إلى ثكنات عسكرية.
في السياق أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، عبد الرحمن شديد، أن الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال في الضفة الغربية من عدوان متواصل على جنين وطولكرم وهدم المنازل والمنشآت في الخليل والقدس وعموم الضفة الغربية، ما هي إلا محاولة يائسة لتقويض مقاومة شعبنا وكسر إرادة حاضنتها الشعبية.
*المقاومة تستهدف دبابة وتوقع جنوداً بين قتيل وجريح
في التفاصيل، استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، دبابة “ميركافا 4” صهيونية بقذيفة “الياسين 105″، شرق حي التفاح في مدينة غزة.
وفي عملية أخرى، أعلنت القسام أنّ مجاهديها تمكنوا من تفجير عبوة مضادة للأفراد، في المنطقة ذاتها، ما أدّى إلى سقوط عدد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.
بدورها، استهدفت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بصاروخ موجه، ثكنة عسكرية تابعة لقوات الاحتلال، على منزل يتواجد به عدد من الجنود شرق حي التفاح.
بالتوازي، كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” الصهيونية، أن جيش الاحتلال الصهيوني، يستعد لاستدعاء قوات احتياط إضافية، مع تصاعد حدة المعارك في قطاع غزة وسقوط مزيد من القتلى والمصابين في صفوفه.
من جهته، أقرّ اللواء احتياط إسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال الصهيوني، بأن الوضع في غزة “مقلق جداً”، محذراً من أن حكومة الاحتلال تضع نفسها في فخ خطير، ومشيراً إلى أن حركة حماس “تعمل بذكاء أكبر من قوات الاحتلال”.
*قصف صهيوني متواصل على غزة
في غضون ذلك استُشهد وأُصيب عشرات المواطنين، غالبيتهم من الأطفال، منذ فجر الاثنين، جراء القصف المتواصل الذي تشنه قوات الاحتلال الصهيوني على أنحاء متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد ثمانية مواطنين جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة كوارع في خان يونس، إضافة إلى استشهاد مواطنين اثنين في قصف استهدف مخيم الشافعي غرب المدينة.
كما استُشهد عشرة مواطنين جراء قصف الاحتلال منزلاً غرب مخيم جباليا شمال القطاع، فيما استشهد ستة مواطنين وأُصيب آخرون جراء قصف مماثل لمنزل غرب مدينة بيت لاهيا.
وبحسب المصادر الطبية، فإن أكثر من 65% من الشهداء الذين قتلهم الاحتلال هم من فئات الأطفال والنساء وكبار السن، حيث ارتكب الاحتلال جريمة إبادة بحق أكثر من 18,000 طفل، وأكثر من 12,400 امرأة، وأباد أكثر من 2,180 عائلة استشهد جميع أفرادها بالكامل، إلى جانب إبادة أكثر من 5,070 عائلة فلسطينية أخرى لم يتبقَّ منها سوى فرد واحد على قيد الحياة.
يُذكر أن قوات الاحتلال الصهيوني شنت عدوانها على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 52,243 مواطناً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 117,639 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وتعجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم.
*الاحتلال يهجر المزيد من الفلسطينيين
هذا وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ98 على التوالي، وسط تفاقم أوضاع المخيم والنازحين منه. ويشهد المخيم عمليات تجريف وإحراق منازل، بينما حوّلت قوات الاحتلال عددًا كبيرًا من المنازل إلى ثكنات عسكرية.
وأجبرت قوات الاحتلال 20 عائلة على مغادرة منازلها في منطقة الزهراء القريبة من المخيم، وحوّلت تلك المنازل إلى ثكنات عسكرية.
كما اقتحمت قوات راجلة من جيش الاحتلال عدة أحياء وشوارع في المدينة، وأرهبت المواطنين، وداهمت عشرات المنازل وفتشتها، دون أن يُبلغ عن اعتقالات. وتواصل آليات الاحتلال عمليات الهدم داخل المخيم وسط تعتيم كامل.
ودمر الاحتلال نحو 600 منزل بشكل كامل، فيما تعرّض ما تبقى من منازل المخيم لأضرار جزئية جعلتها غير صالحة للسكن. كما بات المخيم محاصَرًا بأربعة حواجز حديدية (بوابات) وسواتر ترابية، وحُوّل إلى منطقة عسكرية مغلقة يُمنع الاقتراب منها.
وتجاوز عدد النازحين من المخيم 22 ألف نازح، فيما تم إخلاء 380 منزلاً قسرًا.
كما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة لليوم الـ92 على التوالي، ولليوم الـ79 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني مستمر من اقتحامات، ومداهمات، واعتقالات، واستيلاء على منازل، وتفاقم معاناة المواطنين.
*محاولة يائسة من العدو لتقويض المقاومة
من جهته أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، عبد الرحمن شديد، أن هدم المنازل في الضفة الغربية، وخاصة في جنين وطولكرم، هو جزء من سياسة الاحتلال الرامية إلى تهجير الفلسطينيين وتهديد استقرارهم وتعجيل مخطط الضم والتهجير.
وشدد على أن الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال في الضفة الغربية من عدوان متواصل على جنين وطولكرم ما هي إلا محاولة يائسة لتقويض مقاومة شعبنا وكسر إرادة حاضنتها الشعبية.
وأكد على أن الاحتلال لن يفلح في تهجير شعبنا الفلسطيني أو القضاء على إرادته، وأن جرائم الاحتلال لن تثني شعبنا عن مواصلة مقاومته حتّى تحرير الأرض كافة من الغزاة.
ودعا شديد الشعب الفلسطيني ومقاومته لتصعيد المواجهة والمقاومة والانتفاض في وجه الاحتلال ومستوطنيه في كافة الميادين بالضفة الغربية.