وتستمر الزيارة حتى 16 فبراير/شباط الجاري، وإلتقى خلالها يوم الثلاثاء نظيره الصيني ” شي جين بينغ”، وأعقبها لقاءه برئيس وزراء هذا البلد “لي كي جيانغ” وكبار المسؤولين.
وجرت مراسم الاستقبال الرسمي التي أقامها الرئيس الصيني لرئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية في مبنى المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني.
واكد رئيس الجمهورية الذي يرافقه في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى يضم كل من وزراء الخارجية والاقتصاد والنقل والنفط، إضافة إلى وزراء الصناعة والتجارة والزراعة، لدى لقائه نظيره الصيني على ان خطة التعاون الستراتيجي الشاملة بين ايران والصين، تشكل نموذجا لإرادة البلدين على توسيع العلاقات الثنائية؛ مؤكدا ضرورة الجهود المشتركة بهدف تنفيذ كامل بنود هذه الوثيقة.
ونوّه رئيس الجمهورية بماضي العلاقات التاريخية القيمة بين البلدين الحضاريين الكبيرين ايران والصين، بما في ذلك الاتفاقات الثنائية الهامة التي وقعها الجانبان في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية؛ داعيا الى تطوير هذه الاواصر اكثر فأكثر.
*صديقان في الأوقات الصعبة
واعتبر رئيس الجمهورية في اجتماعه مع نظيره الصيني، أن البلدين صديقان في الأوقات الصعبة، وأكد أن تعزيز العلاقات والصداقة بين طهران وبكين عامل فعال في أمن البلاد والمنطقة والعالم.
واعتبر رئيس الجمهورية تنفيذ وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران والصين، خطوة مهمة لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وأضاف: على الرغم من معارضة أعداء ايران والصين فإن توطيد وتوسيع العلاقات بين البلدين تنامى بشكل كبير.
وأوضح آية الله رئيسي في هذا الاجتماع أن إيران والصين صديقان في الأوقات الصعبة، وأن الصداقة في الأوقات الصعبة تتسارع وتسهل العلاقات في الأيام الأخرى ، وأضاف: إن توطيد هذه العلاقات والصداقات أمر فعال في إرساء الأمن في المنطقة والعالم.
ورحب السيد رئيسي بتأكيد “شي” على احترام السلامة الإقليمية لايران، وكذلك مواجهة الأحادية في النظام الدولي، وشدد على ضرورة مواجهة تدخل الأجانب في مختلف أنحاء العالم.
كما أعرب آية الله رئيسي عن تقديره لدور الصين الإيجابي والبناء في محادثات رفع العقوبات، وأشار إلى خرق الاتفاق من قبل الأمريكيين وفشل الدول الأوروبية في الوفاء بالتزاماتها، وقال: لقد وقع الغربيون مرة أخرى في سوء تقدير فيما يتعلق برفع العقوبات مع ايران، غير مدركين أن الإسلام الإيراني وشعبه الواعي أقوى وأكثر ثقة من أي وقت مضى في طريق التنمية والتقدم.
*خطة “الحزام والطريق”
كما رحب آية الله رئيسي بمبادرة رئيس الصين في تقديم خطة “الحزام والطريق”، وأعلن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتنفيذ هذه الخطة. وكان رئيس الجمهورية قد أكد على توسيع التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة وتصنيع السيارات والتعدين والسياحة، وكذلك زيادة نشاط اللجان الاقتصادية المشتركة.
*الغرب يصر على النهج الخاطئ
في هذا الاجتماع، اعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ ، في إشارة إلى تطور العلاقات الصينية الإيرانية ، أن تنفيذ الوثيقة الشاملة للشراكة الاستراتيجية بين البلدين فعال للغاية في تعميق وتوسيع العلاقات بين البلدين ، وقال: الصين تؤمن بتطوير العلاقات مع إيران و بحزم.
ومضى رئيس الصين في انتقاد السلوك الأحادي والاستبدادي للدول الغربية على الساحة الدولية ، وأضاف: للأسف، لا تزال هذه الدول تصر على النهج الخاطئ لحقبة الحرب الباردة ، وقد تسبب ذلك في الإضرار بالأعراف الدولية والعالمية والسلام والأمن.
*تعزيز المواقف المشتركة
وعن التعاون في الصعيد الدولي بين طهران وبكين، اكد الرئيس رئيسي في جولته الخارجية العاشرة التي كانت إلى بكين، على تعزيز المواقف المشتركة في اجتماعات المنظمات الدولية والاقليمية ايضا.
وعندما دخل آية الله رئيسي مبنى المؤتمر الوطني، قام ثلاثة من حرس الشرف بعزف مقطوعات موسيقية للترحيب، ثم أطلقت 21 قذيفة مدفعية تكريما لرئيس الجمهورية والوفد رفيع المستوى المرافق له. وتم عزف النشيدان الوطني للبلدين بحضور آية الله رئيسي وشي جين بينغ، واستعرض رئيسا إيران والصين حرس الشرف، وتم عقد المحادثات الثنائية للوفدين مباشرة بعد حفل الاستقبال الرسمي.
من جانبه، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، أمس الثلاثاء، إن بلده تدعم إيران في حماية حقوقها المشروعة، وتشجع التوصل إلى حل سريع ومناسب للقضية النووية الإيرانية.
وأضاف شي خلال استقباله الرئيس آية الله رئيسي، أن الصين ستواصل المشاركة البناءة في المفاوضات بشأن إحياء اتفاق إيران النووي. وشدد على أهمية تطوير تعاون ودي مع طهران بغض النظر عن أي تغيرات في الأوضاع الدولية والإقليمية.
*الهدف الرئيسي من الزيارة
وقبل توجهه إلى بكين، قال رئيس الجمهورية آية الله رئيسي للصحفيين: إن الهدف الرئيسي من الزيارة هو متابعة تنفيذ الوثيقة الإستراتيجية بين البلدين. وقالت وسائل إعلام إن بكين وطهران وقعتا 20 وثيقة تعاون في مجالات النقل وخاصة النقل بالسكك الحديد بقيمة حوالي 12 مليار دولار.
ولدى لقائه رئيس الوزراء الصيني أكد الرئيس رئيسي على أهمية دور التعاون البرلماني لتنمية الشراكة الثنائية معربا عن امتنانه لدعم مجلس الشعب الصيني في تحقيق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
وأشار آية الله رئيسي إلى مستوى المناسبات الثنائية بين البلدين، مشددا أن إيران والصين أصدقاء بعضهما للبعض في الأيام العصيبة، مؤكدا على استمرار التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين.
*تاريخ العلاقات والمواقف المتقاربة
بدوره، لفت رئيس الوزراء الصيني الى تاريخ العلاقات والمواقف المتقاربة بين طهران وبكين حيال التعددية القطبية في العالم. وقال “كي جيانغ” خلال اللقاء مع “اية الله رئيسي” في بكين أمس: ان مفاوضات بناءة قائمة حاليا بين الصين وايران بهدف تطوير العلاقات الثنائية.
كما اعتبر وثيقة التعاون الستراتيجي الشاملة بين البلدين، ضمن الانجازات المنبثقة عن التوافقات السابقة؛ مؤكدا على رغبة بكين في تنفيذ كامل بنود هذه الوثيقة والتنسيق والتقارب مع طهران في سياق المضي على مسار تنمية هذه الاواصر الثنائية.
وفي جانب آخر من تصريحاته، اشاد رئيس الوزراء الصيني بالدور المؤثر للجمهورية الاسلامية حيال قضايا المنطقة، كما اكد على مزيد من التعاون والتنسيق من اجل تعزيز الامن الاقليمي وبما يخدم مصالح البلدين.
*20 وثيقة تعاون
وأقيم حفل توقيع وثائق التعاون ومذكرة التفاهم بين طهران وبكين بحضور رئيسي وزراء البلدين في المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني ووقع البلدان 20 وثيقة تعاون.
ووقع الرئيسان الايراني والصيني وثائق التعاون في مجال إدارة الأزمات، والسياحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والبيئة، والتجارة الدولية، والملكية الفكرية، والزراعة، والتصدير، والصحة والعلاج، والإعلام، والرياضة والتراث الثقافي.
وجرت مراسم الاستقبال الرسمي التي أقامها الرئيس الصيني شي جين بينغ لرئيس الجمهورية الاسلامية الإيرانية آية الله السيد إبراهيم رئيسي في مبنى المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني.