في الأيام الأخيرة، دفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية إضافية، وأقام بوابات حديدية على مداخل المخيم، لخنق المدينة وعزلها عن محيطها. لكن جنين، رغم كل ذلك، بقيت عصيّة على الانكسار. الاحتلال اجتاح الأحياء، حوّل المنازل إلى ثكنات عسكرية، ودفع بجنوده إلى قلب الأزقة الضيقة، محاولاً كسر إرادة الناس.
ورغم انسحاب الدبابات منذ أسابيع، لا تزال جنين تعيش حصاراً خانقا، وسط اقتحامات متكررة ونقاط تفتيش مسلحة. أسفرت الحملة عن استشهاد 40 مواطناً، بينهم أطفال ونساء، فيما اضطر 21 ألف فلسطيني للنزوح تحت القصف والدمار. في شوارع المخيم، تنهار البيوت فوق ساكنيها: 3250 وحدة سكنية دُمرت كلياً أو جزئياً أو أُحرقت بالكامل، إلى جانب 93 مبنى سكني مهدد بالهدم الفوري، ما يعني تهجير مئات العائلات قسراً. وسجلت منذ بدء العدوان 318 حالة اعتقال، بينها أطفال وكبار سن، إلى جانب العشرات ممن خضعوا لتحقيق ميداني قاس.
كما تم توثيق مئات حالات قطع الطرق، وفرض الإغلاقات الشاملة، ومنع وصول الإسعافات إلى الجرحى. رغم ذلك، تواصل جنين بثباتها رسالة التحدي. وفي كل بيت مهدوم، وفي كل شارع محاصر، ترفرف راية الصمود. جنين تقول للعالم: “نحيا بين الرماد… ونحمي جذورنا… ولن نغادر”.