رئيسة المجموعة البحثية للوراثة والعقم في معهد رويان:

إيران على طريق علاج الباركنسون بخلايا منتجة للدوبامين

الوفاق: أعلنت رئيسة المجموعة البحثية للوراثة والعقم في معهد "رويان" عن إجراء أبحاث على خلية تُدعى "دوباستر" تعمل بشكل مشابه للخلايا المنتجة للدوبامين لعلاج مرض "باركنسون"، وهي جاهزة الآن للتجارب السريرية.

وأوضحت “بروانه أفشاريان” إلى سابقة عقد المؤتمر والمهرجان العلمي لرويان، وقالت: سيشهد المؤتمر هذا العام دورته السادسة والعشرين، بينما سيقام المهرجان في دورته الرابعة والعشرين، وقد بدأت هذه الفعاليات منذ تأسيس معهد رويان في عهد المرحوم الدكتور كاظمي آشتياني، حيث عُقدت الدورة الأولى للمؤتمر عام 2000، وكان الهدف الرئيسي منذ البداية أن يكون الحدث دولياً ويعزز التفاعلات العلمية مع الأساتذة والباحثين حول العالم.

 

* محاور المؤتمر على الخلايا الجذعية والطب الإنجابي

 

وأوضحت أفشاريان أن المحاور الرئيسية للمؤتمر تشمل “الخلايا الجذعية” و”الطب الإنجابي” و”تطبيقات التقنية الحيوية في هذه المجالات، قائلة: كل عام، يتم دعوة الأساتذة والطلاب والباحثين لإرسال أوراقهم البحثية، ويتم اختيار بعض هذه الأوراق لعرضها كمحاضرات بينما يعرض البعض الآخر في شكل ملصقات. وأضافت: يقام المهرجان مثل المؤتمر في المحورين المذكورين ويركز على الأبحاث الحديثة في جميع أنحاء العالم. وتابعت: في هذا المهرجان؛ بالإضافة إلى الأعمال البارزة في العلوم الأساسية، يتم تقييم الأبحاث التي وصلت إلى المستوى السريري ولها مسار بحثي واضح ومبتكر.

وقالت: في كل دورة، يتم منح جائزة لأفضل عمل في مجال العلوم الأساسية وجائزة أخرى للأبحاث التطبيقية. وأضافت: نأمل أن يتمكن الباحثون المحليون أيضاً من تحقيق مراكز رفيعة المستوى دولياً. وتابعت: حتى الآن، نجح ثلاثة أو أربعة باحثين فقط من إيران في الحصول على مراكز في هذا المهرجان الدولي.

 

* حضور متحدثون من 13 دولة في الدورة السابقة

 

وبشأن المشاركين الأجانب، قالت أفشاريان: يعتبر مؤتمر رويان حدثاً دولياً، ونستقبل مشاركين سنوياً من دول مختلفة. خاصة منذ إطلاق المؤتمر الإقليمي “وانا”، حيث زاد الإقبال من الدول المجاورة. وأضافت: في الدورة السابقة، شارك متحدثون من حوالي 13 دولة بما فيها أمريكا وكندا ودول أوروبية والصين ودول المنطقة، وسيستمر الحضور النشط للباحثين الأجانب في المؤتمر المقرر في شهر أغسطس/ سبتمبر.

 

* إدراج منتجين للعلاج الخلوي في السلة الدوائية الوطنية

 

وأعلنت رئيسة الفريق البحثي لعلم الوراثة والعقم في معهد “رويان” عن إنجازات المركز الأخيرة في مجال العلاج الخلوي وهندسة الأنسجة، وقالت: العام الماضي، وبالتعاون مع نائبية التعليم في المعهد، تم الكشف عن منتجين في مجال هندسة الأنسجة والعلاج الخلوي، تم إدراجهما الآن في السلة الدوائية للبلاد. وأضافت: هذان المنتجان هما أنواع من الجلد الطبيعي؛ الأول لعلاج جروح المرضى المصابين بالسكري المزمنة والمصمم على شكل طبقتين، والثاني لعلاج الحروق الشديدة عندما يفقد الجسم القدرة على التجدد. ما زلنا نكمل الدراسات والعمليات اللازمة لهذه المنتجات للحصول على الموافقات النهائية وإدراجها بشكل دائم في السلة الدوائية الوطنية.

 

* تحويل الحبل السرّي إلى ضمادات حيوية فائقة القوة

 

وأشارت أفشاريان إلى منتج مبتكر آخر في مجال التئام الجروح، وقالت: إحدى الشركات التقنية، المنبثقة عن معهد رويان ومرتكزة على نتائج أبحاث الحبل السري، نجحت في إنتاج ضمادة حيوية تُحضّر من غشاء المشيمة الجنينية. يتميز هذا الغشاء بقدرة فائقة على التئام الجروح، وهو عادة ما كان يُعتبر من نفايات الولادة، مؤكدة على الدور البحثي لمعهد رويان في إنتاج هذا المنتج، وقالت: بعد نقل المعرفة التقنية من المعهد إلى هذه الشركة، دخل المنتج النهائي السوق بعد حصوله على جميع الموافقات اللازمة من وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي.

 

* ميزة الضمادات الإيرانية مقارنة بالنماذج الأجنبية

 

وأوضحت أفشاريان إلى الميزات البارزة لهذه الضمادة، وقالت: بينما يجب تخزين ونقل النماذج المحلية المشابهة في درجة حرارة سالب 20، يمكن حفظ هذا المنتج في درجة حرارة الغرفة ويظل مستقراً لمدة تصل إلى ثلاث سنوات. كما أنه يُنتج بأحجام مختلفة وينافس تماماً من حيث الجودة والفعالية النماذج الأجنبية باهظة الثمن. في حين أن العديد من المنتجات المستوردة لها عمر افتراضي لا يتجاوز بضعة أشهر، فإن هذه الضمادة الإيرانية تظل صالحة لمدة ثلاث سنوات.

 

وتحدثت أفشاريان عن منتج تقني آخر في مجال الطب البيطري، وقالت: في معرض “إيران إكسبو 2025″، كشفنا عن معجون يحتوي على لقاح. وأضافت: صُمم هذا اللقاح لمكافحة الفيروس المسبب للإسهال لدى العجول حديثة الولادة. وتابعت: سابقاً كان هذا المنتج يُعرض على شكل أكياس مسحوقية، ولكن الآن ومع التطوير التقني، تحول إلى معجون.

 

 

* تحذيرات من انتشار مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية

 

وأعربت أفشاريان عن قلقها بشأن تزايد مقاومة الأدوية عالمياً، وقالت: تظهر الدراسات الدولية أنه بحلول عام 2035، أي بعد حوالي 16 عاماً، سيؤدي الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية إلى جعل العديد من الكائنات الممرضة مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات مقاومة للأدوية المتوفرة. وأضافت: هذا الوضع يتطلب إدخال نسخ جديدة من المضادات الحيوية إلى السوق بين الحين والآخر، نظراً لأن الكائنات الممرضة تطور مقاومة للنسخ السابقة. وتابعت: أحياناً يتم هذا التعديل بإضافة سلاسل جانبية إلى تركيبة الدواء للحفاظ على فعاليته.

 

* حملة عالمية لإزالة المضادات الحيوية من السلسلة الغذائية

 

وأشارت رئيسة فريق أبحاث الوراثة والعقم في معهد “رويان” إلى التهديد العالمي الناجم عن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، وقالت: تشكلت حالياً حملة عالمية متعددة السنوات تهدف إلى القضاء التام على المضادات الحيوية من السلسلة الغذائية البشرية، ليس فقط في مجال العلاج المباشر، بل حتى في المجالات غير المباشرة مثل تربية المواشي.

 

وأضافت: قامت شركتان كبيرتان في أمريكا وألمانيا بإنتاج منتجات تعتمد على اللقاحات للمواشي، تعمل ضد مسببات الأمراض المعوية. وباستخدام نفس النهج، تمكنا من استخلاص المحتوى الجيني لهذه الممرضات وإنتاج لقاح قائم على البيض.

 

* تطوير لقاحات بيطرية باستخدام صفار البيض والخميرة الغذائية

 

وقالت أفشاريان: يتم إنتاج هذا اللقاح أولاً داخل جسم الدجاجة ثم يُستخلص من صفار البيض. وأضافت: سبق أن قمنا بهذه العملية في الماضي؛ ولكن التطور الأخير يتمثل في تحويل اللقاح إلى معجون قابل للأكل يوضع داخل محقنة. تُستخدم هذه المحقنة دون الحاجة إلى الحقن، فقط بوضعها في فم الحيوان حيث يتم ابتلاع المعجون بسهولة.

 

وأكدت: هذه التكنولوجيا حديثة جداً، وحالياً لا يوجد سوى دولتين في العالم تمتلكان مثل هذه التقنية. لقد أنتجنا هذا المنتج على نطاق بحثي في معهد اصفهان للتقنية الحيوية التابع لمعهد رويان، ونحن الآن في طور نقله إلى القطاع الصناعي.

 

 

* استثمار بقيمة 5 ملايين دولار في لقاح إيراني حيوي

 

وأشارت أفشاريان إلى جذب مستثمرين لتسويق هذه التقنية، وقالت: في منافسة بين ثمانية مشاريع مختارة من جامعات ومراكز بحثية مختلفة، تم اختيار مشروعنا، وتجري حالياً مفاوضات لاستثمار بقيمة 5 ملايين دولار. وأضافت: نأمل أن يصل هذا المشروع إلى مرحلة الإنتاج الصناعي.

 

* تصنيع خلايا طبية لعلاج أمراض العيون وداء باركنسون

 

وأشارت إلى الإنجازات الأخرى لمعهد رويان للأبحاث، وقالت: في مشروع آخر، قمنا بإنتاج خلية تُسمى “بیناسل” (Binasel) مشتقة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات، ولديها القدرة على التحول إلى خلايا شبكية العين. هذه الخلية مُخصصة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات بصرية حادة، وقد تم تسجيلها عالميًا في نظام التجارب السريرية الدولية.

 

وحول الوضع الحالي لهذين المنتجين، أضافت: كلا المنتجين حصلا على الموافقة الأخلاقية، ونحن حاليًا في مرحلة فحص المرضى لبدء المرحلة الأولى من التجارب السريرية، والهدف من هذه المرحلة هو إثبات سلامة هذه الخلايا وعدم خطورتها على جسم الإنسان.

 

المصدر: الوفاق