فتوى الإمام الخميني (قدس) بحق المرتد سلمان رشدي:

الشهيد مصطفى مازح.. منفذ فتوى الإمام

کان الشهيد يحرص على متابعة جميع أخبار وخطابات الإمام الخميني (قدس)، وكان يحبه ومتعلقاً به إلى درجة لا يمکن وصفها.

2023-02-15

الولادة والنشأة

ولد مصطفى عام 1969م في غينيا. كان مصطفى هو أصغر إخوته، وفي بداية سنوات المراهقة، وبسبب الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان، اضطر هو وعائلته إلى مغادرة البلاد والهجرة إلى أبيدجان في أفريقيا. لم تمنع نشأة الشهيد مصطفى مدينة کوناکري في ساحل العاج، من الانتماء إلى الأجواء الدينية الإسلامية.

عشق الشهيد للإمام الخميني(قدس)

تعرف الشهيد مصطفى على فکر الإمام الخميني(قدس) عبر المطالعة والأصدقاء، فضلاً عن متابعة كل تفاصيل الثورة عبر وسائل الإعلام، وکانت صور الإمام منتشرة على کل جدار من جدران منزله الذي كان له أبلغ الأثر على شخصيته، کان الشهيد يحرص على متابعة جميع أخبار وخطابات الإمام، وكان يحبه ومتعلقاً به إلى درجة لا يمکن وصفها. وکان من مقلديه أيضاً، عندما أصدر سماحته فتواه بقتل المرتد سلمان رشدي مؤلف کتاب آيات شيطانية، بدأ الشهيد يخطط بسرية وبمفرده لتنفيذها، وعندما توفي الإمام (قدس)في العام 1989 تأثر الشهيد كثيراً إلى الحد الذي جعل عائلته تخشى حصول مكروه له بسب حزنه الشديد عليه،وقد التحق به بعد شهر واحد على رحيله”.

زار الشهيد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ثلاث مرات من دون علم العائلة، وقد عرفت العائلة بذلك عبر الصور التذکارية التي کان يحتفظ بها الشهيد.

تنفيذ فتوى الإمام (قدس)

يخبر عن ذلك والده :” سافر الشهيد إلى لبنان بحجة زيارة أحد أصدقائه ومنه سافر إلى لندن بجواز سفره الفرنسي، وأقام في الفندق نفسه الذي کان ينزل فيه المرتد سلمان رشدي، وعلمنا من وسائل الإعلام بأنّ من قام بالعملية شاب عربي ذو أصول مغربية، ذلک أنَ الشهيد مصطفى عندما کان يتردد إلى الفندق للتحضير للعملية تقرَب من إحدى العاملات فيه ليستطلع أخبار رشدي منها، وعرَف عن نفسه حينها بأنه عربي من أصول مغربية وهي التي أخبرته عن اليوم الذي يتواجد فيه سلمان في الفندق ومکان غرفته، وعلمنا حينها أن سلمان رشدي نجا من محاولة الاغتيال هذه”.

حضر الشهيد لعمليته بسرية عالية:” أذ لم يطلعنا نحن أهله ونعيش معه لحظة بلحظة بحيثيات الأمر ولم نکن نلحظ بأنه يخطط لشيءٍ ما حتى أن أصدقاءه المقربين منه لم يکونوا على علم بذلک”. مؤکداً أنه لو کان يعلم أن الشهيد مصطفى يخطط ويحضر لتنفيذ حکم الإعدام بحق المرتد سلمان رشدي لما وقف في طريقه أو مانعه أبداً، فالواجب يحتَم على الجميع التَحرَک لنصرة الإسلام”. وعن شعوره عندما علم باستشهاد إبنه قال: “في الواقع حزنَا کثيراً لأنه لم يحقق الهدف الذي کان يصبو إليه، حزنَا لأنه فشل في الوصول إلى مبتغاه و ليس لشيء آخر.. مصطفى استشهد لأجل دينه و إيمانه و هنيئاً له الشهادة. ولو کان استشهد في الحرب الأهلية مثلاً کنت سأحزن عليه لکن مصطفى استشهد من أجل خط أهل البيت(ع) ومن أجل الإسلام المحمدي”.

ولقد احتجزت السلطات البريطانية جثمان الشهيد أکثر من ثمانية أشهر، قبل أن تسمح باستعادته ونقله إلى لبنان حيث دفن في بلدته “طيرفلسيه” الجنوبية.

الوفاق