يعودون من الحرب - ويُصابون مرة أخرى:

تقرير جديد ومثير للقلق يكشف عن خطر مزدوج يُهدّد جنود الاحتياط في العمل

لقد تركوا كل شيء من أجل الامتثال في الجيش. لقد ذهبوا إلى الميدان، إلى المحميات، تاركين وراءهم العمل، والعائلة، والروتين. ولكن عندما يعودون، وفق ما نشرت صحيفة "إسرائيل هيوم" الصهيونية، ينتظرهم واقع مختلف تمامًا عما توقعوه. 

ووفق الصحيفة، يقدم تقرير جديد صادر عن معهد السلامة والصحة نتائج مثيرة للقلق بشأن وضع جنود الاحتياط وزوجاتهم وأبنائهم، ليس على الخطوط الأمامية، ولكن في مكان العمل.

وتتعلق النتيجة الأكثر وضوحًا بتجربة العمل لدى جنود الاحتياط، حيث أفاد ما يقرب من ربع (22.7%) من جنود الاحتياط وزوجاتهم بمعاناتهم من العدوان اللفظي أو مشاعر العداء في مكان العمل. وهذا المعدل أعلى بمرتين من المتوسط في عموم “السكان” (المستوطنين)

 

وأضافت الصحيفة: “إن الزملاء – كما تظهر الشهادات – لا يرون دائمًا التضحية، بل يرون الغياب، أو العبء الإضافي الذي وقع عليهم، أو “الاضطراب” في روتين العمل”، مشيرةً إلى أنّه “لم يتغير المناخ الاجتماعي فقط. 33.6% من المشاركين الذين خدموا مع أزواجهم أفادوا بوجود صراع كبير بين العمل والحياة الشخصية”.

 

وأردفت: “يُضاف إلى ذلك الحواجز التنظيمية –  الإجراءات الداخلية التي تجعل من الصعب على جنود الاحتياط أداء وظائفهم، مثل تغيير تعريفات الأدوار، وتأخير تلقي التحديثات الحرجة، وحتى منع الوصول إلى الأنظمة خلال فترة الغياب”.

 

ولفتت الصحيفة إلى أنّه “من أكثر الساحات المثيرة للقلق في التقرير، مجال الإرهاق البدني والعقلي، في حين أن حوالى 14% فقط من عامة “السكان” (المستوطنين) أفادوا بأنهم يعانون من الإرهاق الشديد جدًا أو المتطرف، فإن الرقم يقفز إلى 34% بين أفراد الخدمة الاحتياطية وأزواجهم”.

 

وأشارت إلى أنّ “الفجوات بين الجنسين مثيرة للقلق بشكل خاص: إذ أفادت 42.9% من النساء اللاتي خدمن في قوات الاحتياط بمستويات غير طبيعية من الإرهاق، مقارنة بنحو 31.9% بين الرجال في نفس المجموعة الخدمية. الأعراض ليست نفسية فقط. وقد أفاد 44% من الرجال الذين خدموا في الجيش والذين خدمت زوجاتهم أيضًا أنهم شعروا بألم أثّر على قدرتهم على العمل. ويبدو هذا الاتجاه مماثلًا بين النساء، لكنه أكثر حدة بسبب الإصابات التي لا تكون جسدية فحسب، بل نفسية أيضًا – مثل الدوخة، وصعوبة التنفس، وألم الصدر”.

 

وختمت الصحيفة: “إن أحدث النتائج التي زعزعت المنظومة هي هذه: 27.7% من جنود الاحتياط وزوجاتهم أصيبوا في العمل بعد انتهاء خدمتهم – وهو ضعف المعدل العام. لقد تم بالفعل إثبات العلاقة بين التعب الشديد وحوادث العمل علميًا، ولكن في بعض الحالات يتم إلقاء اللوم على العامل نفسه، بدلاً من إدراك أن هذا فشل تراكمي”.

 

المصدر: العهد