الباحث في مركز الزيتونة للدراسات معين مناع أكد أن:” الواقع المرير الذي يشهده قطاع غزة اليوم، من استهدافٍ مباشر للصحافيين والإعلاميين، إنما هو امتداد طبيعي لمسارٍ طويل من الإقصاء، طاول كل قلمٍ شريف، وكل عدسة حاولت أن تنقل وجه الحقيقة إلى شعوب العالم”.
وبيّن أن: “أكثر من مئتي صحفيٍ تم استهدافهم في فلسطين ولبنان، بعضهم قضى نحبه شهيدًا، وبعضهم لا يزال يواجه آلة البطش الصهيونية، بكاميراته وقلمه، وبقلبه المؤمن، معتقدًا تمام الاعتقاد أن نقل الحقيقة هو وجهٌ من وجوه المقاومة، إن لم يكن أبلغها”.
واشنطن والكيان: حلف العدوان على الوعي
وشدد المنّاع على أن: “الولايات المتحدة التي تدّعي حماية الحريات وقيادة النظام العالمي، هي الشريك الأبرز في هذا القتل الممنهج، وهي الراعي الرسمي لإسكات الكلمة الحرّة”، وقال “حين تُغتال الصحافة، تُغتال معها القيم التي طالما تغنّى بها الغرب، وتُفضح تلك الشعارات الجوفاء التي طالما خُدعت بها الشعوب”.
وتساءل المنّاع: “أين القانون الدولي ومحكمة الجنايات؟ كيف تصمت المؤسسات الأممية عن هذه الإبادة الإعلامية؟”، وقال “الجواب في طبيعة النظام الدولي الذي تديره واشنطن، ويخضع لسطوتها، ويُدار لحماية مشاريعها الاستعمارية”.
الصحافة ليست حيادية… بل جهادية
ورأى الباحث في مركز الزيتونة أنه “في مشهد المقاومة، لا يمكن للصحفي أن يكون حياديًا أمام مشهد الدم الفلسطيني، فالحياد خيانة والسكوت تواطؤ”. الإعلامي المقاوم، كما يراه الباحث والمحلل السياسي معين منّاع هو “إنسان رسالي، حضاري، مقاوم، يحمل قضيته كما يحمل المجاهد بندقيته، ويقف في الصف الأول حيث يكون الصراع على الوعي قبل الأرض”.
الصحافة، كما يقول المنّاع، ليست السلطة الرابعة فحسب، بل هي اليوم قوة فعل ضاغطة، ينبغي أن تتحول إلى أداة مواجهة، تضغط على الأنظمة والمنظمات الدولية، وتفضح كارتيلات المال والسلاح التي ترعى الحروب والدمار.
وختم حديثه مع موقعنا قائلًا: “المطلوب من الإعلام اليوم أن يرفع رايته، ويأخذ زمام المبادرة في معركة الأمة، بعدما فشلت الكثير من القوى السياسية في أن ترتقي إلى مستوى التحديات”.
مصطفى عواضة