النجم الساطع...

الطيار الشهيد علي أكبر شيرودي

صُنفت جولاته القتالية التي خاضها بعد انتصار الثورة ومع بداية الحرب المفروضة على إيران، بالثورية الحاسمة، حيث سجل ضربات قياسية في قصف المواقع المعادية وبشكل مثير للاهتمام

2023-02-15

الولادة والنشأة

ولد علي أكبر شيرودي في قرية بالا شيرود عام 1954، حيث اكتسب طيب المنبت والتربية في قرية زراعية ضمن عائلة متدينة. أمضى الشهيد سنواته الدراسية الأولى في قريته إلى أنّ وصل للمرحلة الثانوية حيث انتقل إلى العاصمة الإيرانية طهران لاستكمالها. التحق بالجيش بعد الثانوية عام 1972، ثم انتقل إلى القوات الجوية حيث خضع للعديد من الدورات التدريبية للطيارين في طهران.

حياته الجهاد…بطولات ومواقف

كانت أبرز الدورات التي خضع لها هي دورة قيادة طائرة هيلكوبتر كوبرا في قاعدة أصفهان الجوية، حيث تخرج منها برتبة ملازم أول، وكانت المحطة الأولى التي بدأ منها تنفيذ مسؤولياته في مجال الطيران العسكري. وقد صُنفت جولاته القتالية التي خاضها بعد انتصار الثورة ومع بداية الحرب المفروضة على إيران، بالثورية الحاسمة، حيث سجل ضربات قياسية في قصف المواقع المعادية وبشكل مثير للاهتمام.

عُرف الشهيد بضرباته المحكمة والطائلة وبمناوراته الجوية التي كان يستطيع الوصول بها إلى أقرب نقطة فوق المواقع العسكرية المعادية الخطرة، ليتمكن في الحاق أكبر قدر من الخسائر. ويذكر أنه خلال الفترة القصيرة التي قضاها في “الدفاع المقدس”، تمكن من تسجيل رقم أعلى رحلة من رحلات مروحية كوبرا في العالم. حيث نجا من الاستهداف مرات عديدة، لدرجة أن مروحيته تحطمت أكثر من 40 مرة وأُطلقت أكثر من 300 رصاصة على طائرته المروحية.

 العروج الملكوتي

كانت الأيام والأسابيع تمضي إلى أن حانت اللحظة الموعودة في خاتمة المطاف؛ ففي  عام 1981م علم الشهيد بحركة الدبابات العراقية باتجاه “قره بلاغ” في منطقة “سربل ذهاب”، لكنه لم يستطع التوجه إلى ساحة العمليات بسبب ظلام الليل فقضى تلك الليلة مصطفاً للصلاة، وبعد تأديته صلاة الصبح توجه نحو ساحة المعركة التي حشد فيها نظام صدام حسين جيشاً قوامه 250 دبابة مجهزة بمدفعيات وقذائف هاون إضافة للعديد من الطائرات الفرنسية، وفي الساعة السادسة صباحاً، وبعد اقتناصه للعديد من دبابات الجيش المعادي وبعد معركة حامية لا تُنسى، التحق هذا القائد، مالك الأشتر زمانه بركب الشهداء؛ ولما بلغ خبر شهادته للإمام الخميني(قدس) قال بعد صمتٍ طويل: “الشيرودي مغفورٌ له”! فيما كان يقول عن سائر الشهداء: “غفر الله لهم”.

الوفاق